Friday  09/09/2011/2011 Issue 14225

الجمعة 11 شوال 1432  العدد  14225

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

بني وليد نافذة جنوب ليبيا

 

كان يمكن دخول ثوار ليبيا مدينة بني وليد سلمياً أن يؤسس لثقافة التسامح وإعادة اللحمة بين قبائل ومدن ليبيا التي توزعت بين الولاء للثورة وبين البقاء في حضن النظام السابق الذي لم يبخل في نثر الأموال وتكثيف الانتقام.

ولأنَّ مدينة بني وليد تعد ناقذة التحرك نحو جنوب ليبيا، ولأنَّها الطريق الى الإفلات من تبعات المساءلة للمتورطين بالعمل مع نظام القذافي، فقد عمل هؤلاء جاهدين على إبقاء مدينة بني وليد خاضعة لهم حتى يتمكنوا من حشد أكبر عدد من أنصارهم وقبل ذلك قادتهم للتوجه إلى الجنوب، تعزيزاً لمواقعهم في سبها التي تعد مركزاً لتجمع فلول النظام السابق تمهيداً للهرب، محاولين إخراج أكبر كمية من الذهب والأموال التي سحبوها من فروع البنك المركزي في طرابلس والمدن الأخرى.

لذلك فقد أفشل أنصار القذافي كلَّ جهود الوساطة ومحاولات تسليم مدينة بني وليد سلمياً للثوار، بل أكثر من ذلك فقد تمادوا في تخريبهم لإنهاء المسألة سلمياً بضرب تجمعات الثوار على مشارف المدينة بصواريخ جراد. والثوار الذين يعون تماماً بأن مدينة بني وليد لا يمكن أن تظل مدة طويلة عصية على الاستسلام، فهي لم تكن بقوة وتحصين طرابلس ولا باب العزيزية، إلا أن قادة الثوار يعلمون مدى أهمية وقيمة مدينة بني وليد من ناحية التركيبة القبيلة، فهذه المدينة هي معقل قبيلة الورفلة أكبر القبائل الليبية وأكثرها عدة وعدداً، كما أن كثيراً من الثوار ومن قادتهم الميدانيين من أبناء هذه القبيلة، واقتحام المدينة عسكرياً سيتسبب في سقوط العديد من الضحايا وبالذات من أبناء الورفلة مما قد يُغضب أبناء القبيلة ويُحدث شرخاً بين الثوار ويترك تأثيراً سلبياً على مستقبل الثورة، وبما أنَّ الثوار ليسوا بعجلة من أمرهم ولأنهم متأكدون بعدم قدرة مؤيدي القذافي على البقاء طويلاً في المدينة، فهي بالنسبة لهم محطة تجمع للهروب إلى الخارج عبر الجنوب، فإنَّهم لا يستعجلون في اقتحام المدينة كونهم يريدون توفير مخرج للذين ما زالوا موالين للقذافي، أولاً للتخلص منهم، وثانياً تماشياً مع مبادئ الحروب التي توصي بتمكين العدو من الهروب عبر تسليك مخرج له.. وهذا ما يعمل عليه الثوار حالياً في بني وليد.. الحفاظ على تماسك القبائل وتسهيل هروب أعوان القذافي.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة