Monday  12/09/2011/2011 Issue 14228

الأثنين 14 شوال 1432  العدد  14228

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

لمَ تتعرّض النساء الهنديات لهذه الضغوط؟
بقلم: سيلفيا آن هيوليت وريبا رشيد(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لعب كنز الهند الكبير من مواهب النساء المثقفات دوراً مهماً في مساعدة الأمّة على أن تُصبح أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم. ولكنّ ظهر على هذا المحرِّك مؤخراً علامات الإجهاد. وبحسب «نساء الغد» (Women of Tomorrow)، استطلاع «نيلسن» الأخير الذي طال 6500 امرأة من 21 دولةً مختلفةً، تبيّن أنّ النساء الهنديات هنّ الأكــــثر تعرّضاً للضغط في العالم اليوم، بحيث أعربت غالبية ساحقة نسبتها 87% منهنّ عن شعورها بالضغط معظم الوقت.

ولا يفاجئنا أنّ الضغط بمعظمه تشعر به النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 25 و55 عاماً – أي اللواتي يحاولن إرساء التوازن بين مهنهنّ المتطلّبة وواجباتهنّ المنزلية. وقد اكتشفنا بعضاً من هذه العناصر المتفاعلة في الأبحاث التي أعددناها من أجل كتابنا المرتقب صدوره في الأسواق تحت عنوان «الفوز بحرب المواهب في الأسواق الناشئة: لم النساء هنّ الحل» (Winning the War for Talent in Emerging Markets: Why Women Are the Solution).

لتركيبة الأسر التقليدية تأثير غير متناسق على النساء الهنديات، حتى اللواتي يعشن في المدن، وهنّ صاحبات مهن وشهادات جامعية، وبشكلٍ خاص اللواتي هنّ أوّل من حصل على وظيفة في أسرهنّ. والعديد من النساء الهنديات يواجهن اليوم مطالب أقاربهنّ بالالتزام بنموذج الابنة أو الزوجة أو الكنّة «المثالية». وفي غالب الأحيان، تشعر هؤلاء النساء بأنّه ينبغي عليهنّ الإفراط في التعويض في العمل من أجل تحدي الأفكار المسبقة والمتأصلة بشأن التزاماتهنّ أو مؤهلاتهنّ.

ولهذا المزيج من الضغوط تداعيات خطرة على النمو الاقتصادي المستمر في الهند. ويفيد أكثر من نصف النساء (55%) اللواتي أجرينا معهنّ مقابلات أنّهنّ قد واجهن تمييزاً في عملهن شديداً بما يكفي لحملهنّ على التفكير بتقليص أهدافهنّ المهنية أو الانسحاب كلياً.

ولحسن الحظ أنّ بعض الشركات الهندية تتخذ في هذه الآونة خطوات من أجل مساعدة هؤلاء النساء. ومن جهتها، تطرح «انفوسيس» (Infosys) الشركة الناشطة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والكائنة في بنغالور «شبكة تضمين النساء» (Women’s Inclusivity Network)، الأمر الذي يجعل منها بيئة مناسبة للمرأة من خلال مساعدتها على التعامل مع الضغوط التي تتسبب غالباً بمغادرتها المؤسسة حيث تعمل. وأظهرت الاستطلاعات أن عدداً كبيراً من النساء العاملات في «انفوسيس» تخلى عن عمله بعد الزواج، وازداد هذا العدد بشكل هائل بعد ولادة الطفل الأول، وقد تركت النساء بمعظمهن تقريباً العمل بعد ولادة الطفل الثاني. ونتيجةً لذلك، اعتمدت «انفوسيس» «سنة الإجازة الواحدة للرعاية بالطفل»، والتي منحت النساء خيار العمل بدوامٍ جزئي خلال العامين اللذين يعقبان الولادة.

ويذكر أنّ المرأة هي مساهم حاسم في نمو الشركات في الهند، والتخفيف من عبء الضغوط التي تحول دون بلوغهن كامل قدراتهن هي طريقة ذكية للشركات للاحتفاظ بالمواهب الأساسية. وصحيح أنّ الإبقاء على مسار النساء المهني قد لا يضمن نجاحاً اقتصادياً مستمراً، ولكنّ عدم القيام بذلك قد يحدّ بالتأكيد هذا النجاح.

(*) سيلفيا آن هيوليت هي رئيسة مركز «سياسات الموازنة بين الحياة المهنية والأسرية» (Center for Work-life Policy) و»سيلفيا آن هيوليت اسوسياتش» (Sylvia Ann Hewlett Associates)؛ وريبا رشيد هي نائبة الرئيسة التنفيذية لمركز «سياسات الموازنة بين الحياة المهنية والأسرية». وقد عملتا معاً على تأليف كتاب «الفوز بحرب المواهب في الأسواق الناشئة» (Winning the War for Talent in Emerging Markets).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة