منذ استقالة ستيف جوبس من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «آبل» (Apple) في 24 آب/أغسطس، تساءل العديد من المعلقين عما سيعنيه رحيله لمستقبل الشركة وقطاع الحواسيب ككــــل.

تلك أسئلة جيدة، ولكنني سأضيف عليها السؤال التالي: ما الذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة إليكم؟ أو بتعبير آخر: عندما ترون هذا الدفق من الاحترام والإعجاب إزاء هذا الريادي، ألا يفترض بكم أن تبدأوا بالتفكير بمغادرتكم شخصياً من مناصبكم والإرث الذي ستخلفونه وراءكم؟ وقلّة منا بالطبع حظيت (أو ستحظى) بفرصة إنجاز ما حققه جوبس. ولكن جميعنا قادر على استخدام مهنته لإلهامنا على إحراز تغيير إيجابي بسيط على صعيد القطاع ككل حيث نعمل أو عملائنا أو زملائنا.واسألوا أنفسكم هذه الأسئلة الثلاث البسيطة – التي تحدد ما يعنيه أن تكونوا رياديين من ذوي التأثير الكبير:

1.هل يمكنكم التعرف على شخص عظيم بمجرد النظر إليه؟ ففي تقييم المواهب، يلعب الطبع دوراً مهماً بقدر التوصيات. وهل تعلمون ما الذي يدفع بأصحاب الأداء البا رز في فريقكم للنجاح – وكيف بالإمكان العثور على آخرين مثلهم؟ وقد كان جوبس في هذا الصدد دقيقاً جدّاً حيال الأشخاص الذين وظّفهم في «آبل» بقدر ما كان دقيقاً حيال المواصفات التي يتم إدخالها في منتجات «آبل».

2.هل يمكنكم العثور على أشخاصٍ عظماء لا يبحثون عنكم؟ علماً بأنّ أصحاب الأداء الأكثر موهبةً يميلون إلى العمل مع من يجدون متعةً في التعامل معه وعلى مشاريع تثير اهتمامهم. فالرواد الذي يكتفون بملء مؤسساتهم بأشخاص يسعون جاهدين وراء الوظائف يجازفون باجتذاب ناقمين وأصحاب الأداء العادي. السر يكمن في استدراج الباحثين عن العمل «غير الناشطين». وقد جعل إرث جوبس وحضوره الشخصي منه مستخدماً لا مثيل له.

3.هل تقسون على أنفسكم كما تقسون على الآخرين؟ الشباب الطموح والموهوب يمتلك توقعات واعدة لنفسه والشركة والزملاء، ولهذا السبب يمكن أن يكون قاسياً في الحكم على قادته. ومن هذا المنطلق، يقضي التحدي الأقصى بالنسبة للقادة باعتماد هذه التوقعات الشديدة الطموح أيضاً. وكان جوبس معروفاً كرئيس متطلّب جداً. ولكنّ أعتقد أنّ الناس قد استجابوا لحبه للكمال لأنه كان قاسياً على نفسه بقدر ما كان قاسياً على الآخرين من حوله.وفي الختام، قد يكون أعظم إرث خلّفه جوبس هو جيل من الرواد الذي يفكّرون على نطاقٍ أوسع ويسعون خلف أهدافٍ أسمى.

(*) (بيل تايلور هو مؤسس شريك في مجلة «فاست كومباني» (Fast Company) ومؤلف كتاب: «جازم إلى حد كبير: طرق معقولة لتحويل شركتكم وإثارة قطاع أعمالكم وتحدي أنفسكم» (Practically Radical: Not-So-Crazy Ways to Transform Your Company, Shake Up Your Industry, and Challenge Yourself).)