Wednesday  14/09/2011/2011 Issue 14230

الاربعاء 16 شوال 1432  العدد  14230

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

(أذن من طين وأذن من عجين)..

يطلق هذا المثل الشعبي (مجازاً) على أي شخص قد علَّق حاسة السمع عنده فلا يمكن أن تستجيب لأي مؤثر خارجي مهما كان.

ويبدو أنَّ أسلافنا في نجد قد فطنوا قبل عشرات العقود إلى حال بعض المسؤولين الآن الذين علَّقوا حواسهم حتى إشعار آخر.

لا أذكر أني قرأت تعليقاً لأحد مسؤولي الخطوط السعودية يبرر فيه تأخر أي من رحلاتهم الداخلية أو الدولية، ولكن موظفيهم في صالات المطار قاموا بالواجب فقدموا الأعذار الغزيرة والمتنوعة، فكل رحلة تتأخر عن موعدها يكون لها عذر خاص قد يختلف مع الرحلة التي تليها وقد يتطابق معه حسب الظروف!

هذا إذا افترضنا (جدلاً) صحة التبريرات التي يقدمها موظفو الصالات لامتصاص غضب الركاب الذين تختلف مقاصد سفرهم بين مسؤول ورجل الأعمال وسائح وطالب.

وكل واحد من هؤلاء له ترتيبات معينة بين العمل والسكن والترويح، وجميعها قد تُنسف بتأخر (السعودية) التي لا تتعامل بالدقائق بل بالساعات الطويلة التي قد تمتد أياماً بالإلغاء، فعندما يعلن عن تأخر إحدى الرحلات، فلا أحد يعلم مدة هذا التأجيل سوى رب العالمين.

فالشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله المسافرون هو محاولة أخذ غفوة مؤقتة أملاً في الفرج، لعل هذه الكربة تنتهي، والعوض على الله في كل خسارة قد تنتج عن هذا الإهمال.

في هذا المقال لن أكتب عن معاناتي الشخصية مع الخطوط السعودية، فالانتظار في أي مطار دولي على متن أي خطوط أخرى أخف وطئاً من مماطلتهم التي لا تنتهي، فلم تزل معاناتي في الرحلة رقم (107) المتوجهة من الرياض إلى لندن فجر يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر رجب للعام 1429هـ عالقة بذهني بكامل تفاصيلها، عندما أُجبرنا (قسراً) على الانتظار أكثر من ست ساعات بسبب العطل الفني الذي ادعاه موظفو الخطوط!

حيث فوجئ الركاب بعد ساعات من الانتظار أن هذا العذر الواهي ليس إلا (تصريفاً) -كما يقول العامة- لحين وصول بعض الركاب المتأخرين!

يكون كل ذلك دون أن تتفضل (السعودية) بكلمة أو حتى برسالة اعتذار.

على أية حال كنت - في نظري- الأوفر حظاً بين الركاب الذين تنوعت أسباب سفرهم بين العلاج والعمل وغيرهما، فهم أكثر ضرراً من السائح الذي قد تكون مواعيده أكثر أريحية منهم.

ولكن تصوروا أن يكون في هذه الرحلة طلاب من خريجي الثانوية العامة أو الجامعة من الذين لم يسبق لهم السفر والتعامل مع المطارات الداخلية فضلاً عن الخارجية، كيف سيكون وضعهم؟

هذا -مع الأسف- ما حدث يوم الخميس قبل الماضي الموافق 3 شوال في الرحلة رقم (37) المتوجهة من الرياض إلى واشنطن، التي كان من المفترض إقلاعها الساعة 7:30 صباحاً، ولكنها -بسبب إجازة مساعد الطيار حسب زعمهم- تأجلت (18) ساعة.

المشكلة أنَّ هؤلاء الطلاب مرتبطون برحلات أخرى من واشنطن إلى ولايات أمريكية، وبعضهم الآخر مرتبط بمن سيستقبله في المطار لأنه لا يجيد اللغة الإنجليزية، فضلاً عن تدبر أموره الأخرى.

أضف إلى ذلك أنَّ هؤلاء الطلاب محدودو الدخل، فبعضهم ربما سينام في أروقة مطار واشنطن ولن يتمكن من استئجار سكن مؤقت حتى يرتب سفره إلى ولايته التي يدرس فيها.

والخطوط السعودية تتصرف وكأنها ليس لها علاقة بالأمر، لا أرى لا أسمع لا أتكلم! ولا ألومها في ذلك، لأنها تعيش حالياً أعتى حالات التبلد في تاريخها (الشعاري) العريق (نعتز بخدمتكم)!

فيا ترى متى ستفيق خطوطنا العزيزة من غيبوبتها؟

Alfaisal411@hotmail.com

 

الطين والعجين والخطوط السعودية!
محمد بن عبد العزيز الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة