Wednesday  14/09/2011/2011 Issue 14230

الاربعاء 16 شوال 1432  العدد  14230

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

حكاية الدولار الذي حل محل الذهب كاحتياطي في البنوك المركزية والذي أصبح العملة العالمية التي يباع به النفط وتسعّر به الأدوات الاستثمارية والذي يطبع بتكاليف زهيدة مقارنة مع قوته الشرائية كمطبوعة مدعومة بقوة الاقتصاد الأمريكي والقوة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية، أقول حكاية معقدة ومتداخلة ومحيرة، وبكل تأكيد تلعب دورا كبيرا في استراتيجية الامبراطورية الأمريكية ومشروعها الحضاري العالمي والذي يبدو لي أنه مشروع الكتل الاقتصادية، وهو مشروع غامض ومعقد هو الآخر، فكيف لو حللنا وعرفنا حكاية السندات الأمريكية التي تعيد المطبوعات الدولارية الأمريكية لقواعدها مرة أخرى بعد أن تكون قد آتت للولايات المتحدة بالنفط والأغذية والمنتوجات بكافة أنواعها ومن كافة دول العالم؟

بعد الأزمة المالية التي وقعت أواخر عام 2008م وعندما هبطت أسعار النفط بشكل سريع من حوالي 140 دولار إلى حوالي 30 دولار قال أحد المحللين الضالعين في العلم الاقتصادي والمالي: إن البترول سيرواح بين 70 و 80 دولارًا في السنتين القادمتين ( 2009، 2010م ) على أقل تقدير وبناء على تطورات الأزمة المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة سيتحدد سعره لاحقا زيادة أو نقصانا، مبينا أن هذا السعر مناسب لتمكين أمريكا من طباعة المزيد من الدولات التي تمكنها من التعافي ولو بشكل يسير من الأزمة المالية أو يمكنها من الإفلات من الموت الاقتصادي على أقل تقدير، ومشيرا إلى ضرورة توجه أمريكا لرفع حجم التبادلات التجارية بالدولار الأمريكي بأي صورة كانت حتى ولو لزم الأمر إزالة كافة عوائق النشاط الاقتصادي في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على سبيل المثال فضلا عن التكتلات الأخرى كتكتل الدول الإفريقية وأمريكا الجنوبية.

ولقد قرأت في كتاب يتحدث عن مستقبل الاقتصاد العالمي وعن ضرورة التحول نحو الديمقراطية كمتطلب أساسي للتحول للرأسمالية الفعالة المحفزة للنشاط الاقتصادي الرافع لمعدلات التبادل التجاري، ويقول الكاتب: إنه قد تكون الغلبة في قادم الأيام للرأسمالية الاجتماعية حيث يمتلك المجتمع الشركات الكبرى، وإذا ربطنا ذلك بما قاله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من ارتباط مصير الاقتصاد الأمريكي بمصير الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وما قاله بشأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورات في العالم العربي المنتهي والقادم منها يتضح لنا أن هناك ارتباطا وثيقا بين الدولار وطباعته ومستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إذ إن طباعة المزيد من هذه الدولارات المنقذة للاقتصاد الأمريكي وتوفير المزيد من السندات التي تعيد الكثير منها لقواعدها سالمة يتطلب زيادة كبرى في حجم التبادل التجاري بالدولار الأمريكي وهو أمر يتطلب انتعاشا اقتصاديا في مناطق تشهد العدالة والمساواة والحرية وفصل بين السلطات وأنظمة مساءلة تمنع الفساد وتحد منه وهو ما لن يكون إلا في أنظمة ديمقراطية في دول مدنية.

ومن هنا يفهم تخلي أمريكا عن حلفائها الذين خدموها ولازالوا يرغبون بذلك لأنهم كما يقول القذافي في الفاصل الذي تبثه قناة الجزيرة دائما إنهم أنظمة مهترئة لا خير فيها لأنها منتهية الصلاحية وهو يقولها باللغة الإنجليزية (EXPIRED)، ويفهم لماذا تدعم الولايات المتحدة وبتكتيكات ذكية جدا كافة الثورات العربية لتحقيق أهدافها النهائية ومن ثم دعمها للوصول للديمقراطية المحفزة للنشاط الاقتصادي دون عوائق.

alakil@hotmail.com
 

طباعة الدولار ومستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ..
د.عقيل محمد العقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة