Wednesday  14/09/2011/2011 Issue 14230

الاربعاء 16 شوال 1432  العدد  14230

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

معاندة الحقوق الشرعية والسقوط في وحل الانحياز

 

في إصرار عجيب على دعم الظلم ومنع الشعوب من استعادة حقوقها الشرعية المغتصبة، تُصِرُّ الولايات المتحدة الأمريكية على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والمتمثلة بتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، الذي تحتله إسرائيل بدعم صارخ من أمريكا والغرب عموماً.

يقول الرئيس الأمريكي في معاكسة للمنطق والواقع (إن سعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة هو «انحراف» عن مسار السلام في الشرق الأوسط)!!

هذا القول من الرئيس الأمريكي صاحب مقترح الدولتين (دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الإسرائيلي) -والذي لم يكتف بالتراجع عنه بل بالعمل على اجهاضه- قول لا يكشف فقط الانحياز الأمريكي الصارخ للظلم الإسرائيلي فحسب، بل معاندة للواقع وعكس للحقائق. الفلسطينيون سلموا أمرهم للوسيط الأمريكي الذي أظهر قدراً كبيراً من الانحياز وعدم النزاهة، ومنذ 18 عاماً.. منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، رهن الفلسطينيون أحلامهم وتطلعاتهم وحقوقهم بالانصاف الأمريكي الذي لا وجود له في لغة الأمريكيين.

اتفاقيات أوسلو سلمت كل فلسطين أرضاً وشعباً للمحتل الإسرائيلي، وبدلاً من نصف فلسطين لم يحصل الفلسطينيون إلا على 22% من أرضهم. وحتى هذه النسبة الضئيلة زرعها الإسرائيليون المحتلون بالمستعمرات الإسرائيلية وبتمويل أمريكي، وقطعوها بالحواجز، والجدار الظالم، وحتى أملاك الفلسطينيين في النقب طالها الاستحواذ والاستيلاء وضُمَّتْ إلى أملاك الإسرائيليين، مثلما حصل لأملاك الفلسطينيين في القدس.

مفاوضات طوال 18 عاماً لم يجنِ منها الفلسطينيون سوى ضياع في الحقوق وفرض ظلم الإسرائيليين بمباركة الأمريكيين ومعاونة اللجنة الرباعية، مما أدى إلى تنامي التطرف وزيادة مساحات العنف والقتل والدمار وكميات الدم المسال سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين.

في 18 عاماً بعد اتفاقيات أوسلو أُتيح للمتطرفين النمو والتوسع، وسهل الأمريكيون بدعمهم الظلم الإسرائيلي للإيرانيين أن يصبحوا لاعباً رئيساً في المنطقة، وإتاحة الفرصة لهم لشق الصف العربي.

دعم إسرائيل على حساب المصالح العربية المشروعة وحتى على حساب مصالح أمريكا نفسها، سوف لن يدع العرب صامتين على تجاهل أمريكا وانحيازها. فحتى أصدقاء أمريكا أخذوا يعيدون حساباتهم، لأنَّ واشنطن لا ترى إلا مصالح إسرائيل في المنطقة، وأصبحوا يفكرون جدِّياً بالعمل على حماية حقوقهم ومصالحهم بعيداً عن الانحياز الأمريكي الصارخ.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة