Wednesday  14/09/2011/2011 Issue 14230

الاربعاء 16 شوال 1432  العدد  14230

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ربيع العمر
محمد العرفج

رجوع

 

كما هو معلوم أن الإنسان يمر بمراحل عمرية مختلفة، ويعيش كل مرحلة بلذتها وعلقمها. اقتضت سنة المولى عز وجل بأن تكون أطوار حياة الإنسان مثل الهرم، مبتدئة بضعف في فترة الطفولة وجهل واحتياج شديد للرعاية كي يبقى على قيد الحياة، من ثم يبدأ بتسلق هرمه الخاص متعلماً المشي والأكل واكتساب المهارات اللغوية والحركية ويقترب من استقلاليته، وتكوين ذاته معتمداً على العناصر المحيطة به. في فترة الشباب والفتوة والمغامرات والمواقف التي لا تنتهي حيث يكون فيها الإنسان في أوج طاقته لدرجة أن كثيرا ممن غلبت شهوتهم على عقولهم قد يبذلونها فيما لا ينفع، كما رأينا ولا نزال نرى في حاضرنا، وفي سجلات التاريخ المليئة بقصص عاشت معنا عبر قرون، وهنا المحك أو ما أسميه ربيع العمر في حياة الإنسان، تبدأ شخصيته بالظهور وتزداد صقلا مع مرور الوقت. بطبيعة الحال أن الإنسان لا يبقى على حال، ومهما تربع على قمة هرمه فإنه حتما سيترجل عنه، إما بالتدريج وإما كلمح البصر - الموت - ليتحقق مراد الله وسنته في هذا الكون. قال تعالى : {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (70) سورة النحل. يا سعد من استثمر ربيع عمره في تنمية مهاراته وتطوير ذاته وحوى من أمور دينه ودنياه ما حوى ؛ لأنه من نأى عن العلم وأهله فإنه حتما سيفنى ربيع عمره وإن كان في مقتبل العمر. كم من أمة قد خلت ولكننا لا نذكر سوى من تميز بعلمه ومن اشتهر بحمقه، فالتاريخ لا يذكر من كانت حياته مثل السنا عاشها بأبسط أبجدياتها، حتما لن يكون له ذكر. ألا تحب أن تكون ذا حِجى؟ وأن تحث السير إلى طريق الجنة واثق الخطى ؟ الحل بسيط، كن ممن فاق من غفوة الذنوب وصحا، وممن نبذ الأشرار والقيل والقال وفي حياته صفا، وتجنب من غرته دنياه وبماله زها، إياك ممن ساء خلقه وقسا، لا يغب عن ذهنك بأن لكل امرئ ما نوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فمن منع نفسه ونهى وكان سباقا للخير وجبى، سينال مغفرة من الرحمن ويبقى ذكره ويمتد ربيع عمره طول حياته ويرضى في الآخرة أيما رضا.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة