Thursday  15/09/2011/2011 Issue 14231

الخميس 17 شوال 1432  العدد  14231

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

خلال سنوات طويلة ومنذ تجلت مخرجات عصر النهضة، نجحت الدراما المصرية في (السينما والتلفزيون) في نقل المشاهد العربي إلى عمق المجتمع والحياة المصريين، مثلما نقلت الحياة المصرية من منعطفات المدن، والحارات والشوارع والنجوع والقرى إلى ذاكرة وذائقة تلقي المشاهد العربي، بفضل طاقات خلاَّقة؛

من روائيين وكتَّاب قصة وكتاب سيناريو ومخرجين ومنتجين، إلى ممثلين تلقوا تأهيلاً تخصيصاً في معاهد وأكاديميات متخصصة، فأضحى بوسع المشاهد العربي تمثل اللهجة المصرية الدارجة والأمثال والحوارات والنكت.. إلخ. وأصبح يعرف تفاصيل واهتمامات وقضايا وأشجان المصريين والنظم والتقاليد الاجتماعية والإدارية السائدة لديهم.

* وفي الخليج والجزيرة العربية، وفي الكويت تحديداً أدى (زكي طليمات) دوراً مهماً في تأسيس المسرح الكويتي بفضل طاقات ومواهب كويتية، استطاع بلورة قدراتها فيما قدمه من جهود في هذا المجال، فكانت الدراما الكويتية سباقة في دول الخليج والجزيرة العربية في هذا المضمار، وكان الثلاثي عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي، تلتهم حياة الفهد وسعاد عبد الله وغيرهم، من المميزين في أدائهم الدرامي وأعمالهم الفنية، عندما كانت تُكتب لهم نصوص محترمة، تقوم على أفكار جادة، وبصياغة ومعالجة فنية تجلت من خلالها قدراتهم إلى ما قبل مشارف التسعينيات الميلادية.

* وبفضل تعدد أقنية الاتصال وكثرة الفضائيات والتنافس فيما بينها وجشع المنتجين ومحاولة تسليع الفن واختلاط القيمة النفعية المحضة -بالفنية، ظهر جيل من الكتَّاب والممثلين والمنتجين الذين اختطفوا ذلك المنجز، وتسللوا إلى المشهد بقصص ركيكة وأعمال تجارية؛ للفوز بالنجومية المشاعة والمبتذلة، وللظفر بكعكة نسبة المشاهدة والإعلان، حتى أصبحت الأعمال الخليجية بلا هوية، أعمال ممسوخة، وأفكار وأداء هزيلين.

* ولانعدام الفوارق المعيارية وتعدد المحطات الفضائية التي تستوعب كل ذلك، تسلل كذلك إلى مشهد التلقي ما يُسمى الدراما السعودية المحلية، بعدما توقف محمد حمزة بعد عملين مميزين؛ لضعف التشجيع وقلة الإمكانات وأشياء أخرى. وغيَّب - أو تناسى - السدحان والقصبي والشمراني تاريخهم المضيء، ومحاولاتهم الرائدة في مسرح جامعة الملك سعود، والأعمال الأولى التي قدموها للتلفزيون السعودي في هذا المجال، باستنساخ (طاش) الذي تجاوز عمره الافتراضي، وبات يتسوَّل الأفكار التي تعالج الطارئ والمستجد من الظواهر الاجتماعية.

* ولم تتوقف عملية الاستنساخ عليه، بل ظهر على الساحة منافسون جدد، بلا موهبة أو تأسيس فني، ولا تتجاوز ثقافتهم الفنية حدود التهريج المسف، والإضحاك المصطنع والاستغفال. كما يتمثل ذلك في أعمال مناحي والعسيري ومن لفَّ لفَّهم.

* مشكلة هؤلاء هي انعدام الموهبة وضيق أفق تصورهم للفن وفلسفته وشروطه، وغياب مؤسسات مختصة بهذا الفن، ونقابات مهنية تحميه من الأدعياء، كما هو الحال بالمثال المصري ومسيرته التي أشرنا إليها في مستهل هذه المقالة. لتتصدر الأعمال الهزيلة المشهد، وتُقدم على أنها المثال المعبِّر عن تاريخ وواقع ما يسمى الدراما المحلية.

md1413@hotmail.com
 

كوميديا سوداء
محمد الدبيسي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة