Thursday  15/09/2011/2011 Issue 14231

الخميس 17 شوال 1432  العدد  14231

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الرجل الذي لا يريد أن يعسف جواده
منصور عبدالله العمرو

رجوع

 

لم أكن لأصدق أن الدكتور عبدالله الوشمي سيترك رئاسة النادي الأدبي في الرياض.. فكل الدلائل والمعطيات تشير إلى أنه يعمل في مناخ يدفعه إلى التألق والإبداع ولذلك فهو في قمة عطائه الناجح.

والنادي الأدبي كان ولا يزال في منتهى التميز والتألق، والمثقفون يرون فيه بيتهم الثاني.

لكني حيث تأكدت من الدكتور الوشمي شخصياً عن ذلك لم يعد لعدم التصديق مجال.

وكان من الممكن الاقتناع بأن عدم ترشيح الدكتور عبدالله الوشمي نفسه لرئاسة النادي شأن شخصي لو كان (المجال) الذي يعمل فيه يعنيه هو فقط، لكن الدكتور الوشمي يعمل في (مجال) يهم قطاعاً كبيراً من شرائح المجتمع.

وهو قبل غيره يعرف أنه يعمل في مناخ مشجع ومحرض للإبداع ودافع للتألق والنجاح.

وهو - قبل غيره أيضاً- يعرف أن له بصمة في نادي الرياض الأدبي مميزة وليس لها نظير.

حين سئلت من قبل المحرر الثقافي لإحدى الصحف عما يميز الفترة الماضية لرئاسة الدكتور الوشمي للنادي الأدبي في الرياض قلت: يكفي أنها تميزت بثراء الأمسيات وتميزها بشكل لم يتوفر لأي نادٍ آخر دون أن يعني هذا أي انتقاص لجهود الآخرين في الأندية الأخرى.

فقد وفرت رئاسة الدكتور الوشمي المزيج المعرفي بكل أشكاله ومن مختلف مصادره.

ولم يكن نشاط النادي محلياً فقط.. كانت هناك مناشط وفعاليات من تونس واليمن والسودان ومصر.. بل من ألمانيا والنمسا وأمريكا واليابان وغيرها.

وليس هناك لون سائد للمناشط.. هناك الديني والأدبي والفلسفي والإعلامي والفني.

هناك المحاضرات.. والملتقيات.. والندوات.. والسرد.. وورش العمل.. وحفلات التكريم.. وأمسيات الإبداع الأدبي.. والإبداع الفني سواء كان تصويراً ضوئياً ثابتاً أو متحركاً أو كان مسرحياً أو سينمائياً وطالما عرفنا بإعجاب شديد عن مناشط وإبداعات لشباب في عمر أبنائنا واستنفدنا منها وفتحت لنا آفاقًا معرفية فيها تجديد وجدة وإبداع وعرفنا ميادين للإبداع لم نكن (أنا وأمثالي) نعرفها أو نتصور أنها ستكون ميداناً يتيح للشباب إظهار إبداعاتهم ورؤيتهم.

ربما أكون من قلائل شعروا وهم يحاولون إقناع الدكتور الوشمي بالاستمرار في النادي بأن هناك قدراً من الإحباط والمرارة لديه.

صحيح أنه لم يفصح بشيء ولم يحاول أن يسيء لأحد.

وأستطيع أن أؤكد بكل ثقة أن الدكتور الوشمي لم يقدم كل ما لديه وأن في (جعبته) الشيء الكثير.

كما أنه يعمل في (مناخ) مشجع.

وحين يتخذ الدكتور الوشمي قراره بالانسحاب من رئاسة النادي فلعلي لا أجانب الحقيقة إذا قلت إنه يتخذ قراراً صعباً عليه.

وأصيب كبد الحقيقة حين أؤكد أن القرار صعب أيضاً على محبيه ورواد النادي الذين لا ينكرون جهده وينظرون إلى جهوده نظرة الرضا والإعجاب والإكبار أتمنى له التوفيق في هذه المرحلة.

وأتمنى له أن يعود إلى النادي في دورة قادمة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة