Thursday  15/09/2011/2011 Issue 14231

الخميس 17 شوال 1432  العدد  14231

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أيعيش بيننا المجرمون؟
أمل بنت فهد الشمري

رجوع

 

تتعالى الأصوات المناصرة لحقوق المرأة كل يوم مطالبة بأحقية قيادة المرأة للسيارة مثلها مثل بقية نساء دول العالم في شرقه وغربه فليس هناك تشريع أو قانون في القرآن أو السنة يمنع المرأة من هذا الحق. فكما كان استخدام نساء العرب والمسلمين قديما لدواب ذاك الزمن في المواصلات فليس هناك ما يمنع المرأة من استخدام دواب هذا الزمن في مواصلاتها دون الحاجة إلى سائق أو معين.

وربما اتفق المعارضون والمؤيدون مؤخرا بعد سنوات من النزاع الشرس على عدم وجود مانع شرعي في الإسلام ينص على تحريم أو نهي لهذا الحق. إلا أن للمجتمع وأهل الدين رأي آخر في هذا الجدال يبرر لنا تحيز غالبيتهم ضد السماح بإعطاء هذا الحق لأصحابه.

فكما يجمع هؤلاء على عدم وجود مانع شرعي في الإسلام هم أيضا يجمعون على وجود الكثير من الموانع الاجتماعية التي تحول دون السماح لهكذا قرار بالتطبيق لما يعود عند تطبيقه من مضرة على المرأة أولا قبل الفائدة.. وهم يجدون أن في تقديم الأخذ بالمضرة في هذا الأمر فيه مصلحة وحماية. وربما هم في طرحهم لأسبابهم مصيبون فكلنا يعلم أنه من أولى مضار قيادة المرأة للسيارة هو تعرضها للمضايقة والتحرش الجنسي من قبل الرجال الذي ربما يصل إلى حد التجرؤ بالانتهاك على الحرمات أو ربما القتل على صورة حادث في حالة المحارشة المرورية. فهذه الأسباب مجتمعة كانت وما زالت السبب الحقيقي خلف تعليق قرار القيادة ونتفق جميعا على شرعيتها.. إلا أن اعترافنا بهذه الحقيقة المرة يكشف لنا أمر آخر أدهى وأمر يغفل عنه غالبيتنا ويمسنا في أصل ديننا وعقيدتنا بشكل مباشر دون أن نعي.

فعندما نقول إن في المنع حماية لنسائنا فنحن نحمي نساءنا مِن مَن؟ ونخاف على نسائنا مِن مَن؟ بالطبع من الرجل ! وأين؟ في أطهر بقاع الأرض وأشرفها، أرض النبي ومهبط وحيه التي من المفترض أن يكون رجالها مسلمون ملتزمون بتعاليم دينهم وحماة لنسائهم وأعراضهم وحريصون على تجنب المحرمات التي نهى الله عنها ورسوله. ونحن منذ نعومة أظفارنا ونحن حريصون على ترسيخ مبادئ ديننا الحنيف في حياتنا وعلاقاتنا ومن المفترض أن تعكس سلوكياتنا ما تشبعت به أنفسنا من تقويم منذ الصغر. وعندما نعترف بوجود هؤلاء ممن لا يخافون الله في النساء نحن بالتالي نقر ونعترف أن هؤلاء الرجال لا يتصفون بصفات المسلم الحق وبالتالي هم يدعون الإسلام وليسوا بمسلمين! فإن كانوا مسلمين بحق فحري بالمرأة أن تخرج عارية دون خوف فالمسلم الحق لن يمسسها بضرر بل على العكس ستجد من يحميها ويدافع عنها حتى وإن كان لا يمت لها بأي صلة.

وكوننا الأرض الوحيدة التي تجد في منع قيادة المرأة للسيارة حماية لنسائها من تعدي الرجال فيه دلالة على اعتراف ضمني بأن رجالنا مجرمون.. فهل يعيش بيننا أعظم المجرمين وأشرسهم على وجه المعمورة؟ هل يأكلون ويشربون في منازلنا وينامون على أسرتنا؟ هل تنتهك الحرمات وتحلل المحرمات في النساء على هذه الأرض؟ إن كنا سنعترف بهذه الحقيقة فلحكومتنا الرشيدة كل العذر في منع المرأة من حقها الشرعي في قيادة السيارة لأنها بممارستها لهذا الحق ستنتهك حرمتها في أطهر البقاع. فلو كانوا رجالنا يتصفون بصفات المسلم الحق لوجدنا النساء قبل الرجال على الطرقات دون خوف منذ أزمان خلت.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة