Thursday  15/09/2011/2011 Issue 14231

الخميس 17 شوال 1432  العدد  14231

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

«التجديد والتغيير»..أساس لنجاح الحياة
محمد عبدالله الحميضي

رجوع

 

كثيراً ما يراودنا إحساس بالملل من المكان الذي نعيش فيه، أو الروتين الذي نتبعه، أو الأشخاص الذين نخالطهم، أو الدروب التي نسلكها... أو حتى من ذلك «الشخص» الذي يعيش داخلنا! هذا الإحساس لا يعني غالباً تمرداً من الشخص على واقعه، أو اعتراضاً منه على ما قسمه الله له في هذه الدنيا، ولكنه منحنى طبيعي يمر به أي إنسان سوي في هذه الحياة، فكل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى تجديد أو تغيير - وأحياناً إزالة ! - وهذه سنة الله في خلقه منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، وستستمركذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فعندما تمر بهذه الحالة من «الضيق» و»الخمول» و»الرتابة» يجب عليك أن تعرف مسبباتها، وأن تعمل على إزالة دواعي الملل التي قد تقودك إلى حالة من الحزن والكآبة والسوداوية فأنت بلا شك في غنى عنها. وهناك العديد من الأمور التي من شأنها إشعال «وهج الحياة» داخل النفس من جديد؛ كالذهاب في سفرة قصيرة، أو ممارسة هواية محببة، أو الانخراط في الأعمال الخيرية، أو تكوين صداقات جديدة، أو قراءة كتب عن أمور لم تعهدها من قبل، إلى غير ذلك من الأساليب التي تجعلك تحس بـ«طعم الدنيا» من جديد، فكما نحن مأمورون بالعمل للآخرة، إلا أن ذلك لا يعني أن نهمل الدنيا أو أن نعيش فيها كالرهبان (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).

من الجميل أن نودع أيام الرتابة القاتلة، وأن نعمل على تغيير مفاهيمنا في هذه الحياة، فنحن لم نخلق «عبثاً» لنقضي أيامنا من غير «أهداف» واضحة و«عزيمة» ماضين لتحقيقها؛ فالحياة من غير هدف ولا «تجديد» تدفع الإنسان إلى أن يكره كل شيء بما فيها نفسه... ويكره من حوله... ويكره الحياة بكل ما فيها! إن العمل على مقاومة «الروح السلبية» داخلنا والتي تحاول أن تثبط من عزيمتنا، وتشكك في إمكاناتنا، بل وتدفعنا إلى العزوف عن الدنيا هو السبيل الصحيح للوصول إلى «السلام الروحي» الذي يجعل الفرد يقبل على الحياة بتفاؤل ويؤدي ما عليه بتفان، ويتعامل مع غيره بطمأنينة وثقة. يقول المفكر برنارد شو «التقدم لا يأتي بدون تغيير، والعاجزون عن تغيير طريقة تفكيرهم لن يغيروا أي شيء!» فلنكن متفائلين ونبحث عما بداخلنا من مواطن القوة وننمي هوياتنا ولنعرف ان مع كل ضيق فرج ومع العسر يسر، فلا استسلام للركون والكسل والوقوف امام كل عقبة حتى لو كانت صغيرة وليكون الأمل نورا نهتدي به لنصل الى القمة، كما كان من قبلنا ونبني نهضة يخلدها التاريخ ويقتدي بنا ابناؤنا ليواصلوا المسيرة.

Homidy5@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة