Friday  16/09/2011/2011 Issue 14232

الجمعة 18 شوال 1432  العدد  14232

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

المتابع للأنشطة الفنية يلاحظ تنامي وتسارع في نشاط ممارسي التصوير الضوئي مقارنة بالفنون البصرية الأخرى كالنحت والتصوير التشكيلي أو حتى الفنون المعاصرة، ولا فرق بين النساء والرجال في هذا المجال مقارنة أيضا بالمجالات الأخرى، بل وبشكل مفاجئ أصبح لدينا جيل من المصورين والمصورات تكاد أعدادهم (في الممارسة لا في التميز) تفوق أعداد الفنانين التشكيليين مع أن الأخير بدأ وانتشر قبل الأول بعقود.

وأعتقد أن الأسباب اجتماعية وأيضا تقنية وربما دينية، بل ويظن بعض ممارسي التصوير الضوئي أن مجالهم بمعزل عن الفنون البصرية الآخرى أي أنه مجال قائم بذاته.

فإذا نظرنا للجانب الاجتماعي، فإن معظم ممارسي التصوير الضوئي من الهواة الذين يعشقون الكاميرا ولكنهم غالبا لا يمتهنون التصوير، وساعد التطور التقني في تسهيل العملية لدى الكثير منهم، لدرجة توحي بالاحترافية، لا بسبب احترافية المصور بقدر ما هي احترافية المصنع والآلة، ولنا في كاميرات الهواتف نموذج، فالكل أصبح مصورا! ولكن القليل فقط يمكن أن نطلق عليه مبدعا من النواحي التقنية والفكرية.

أما الجانب الأهم في التأثير على اختيار هذا المجال فهو الجانب الديني والمهاري، فقبل فترة ليست ببعيدة، وحين كانت الفتاوى تحرم التصوير الضوئي كان من يمارس التصوير عددا محدودا، ولكن مع الفتاوى الجديدة وأيضا مع سهولة التصوير الذي أصبح في يد الجميع (كل من يملك هاتفا تقريبا) فإن عملية التأثير الدينية الممانعة لم تؤثر بذات الطريقة السابقة، وأصبح من كان يمزق صور (البلورايد) بالأمس يقتني (النايكون) ذات العدسات و(يطقطق) من هنا وهناك، ولا داعي لدراسة التشريح أو المنظور أو غيره من قواعد الفن، حتى يتمكن أي هاوي من إخراج عمل فني، بل يصل بالبعض منهم إلى تطوير الصورة عبر برامج الحاسب الآلي ليتلاعب بها فتصبح عملا حاسوبيا! ولا نستطيع التفريق بين الهاوي والمتمرس من عمل واحد قد يكون آتى بالصدفة بل يحتاج الأمر لمجموعة متكاملة كي يمكننا التحديد.

عموما التصوير الضوئي ليس مجالي، وإن كنت قد درست على يد مدربة ومصورة رائعة مثل مديحة العجروش، ألا أن تعلمي له وسيلة مثله مثل التقنيات الأخرى في مجالات الفنون البصرية أهتم بها فقط كي تساعدني على الكتابة بشكل أعمق وأوعى، وأيضا لأستطيع التقاط صور (احترافية) شخصية! ولا أنفي رغبتي في العودة للممارسة المستمرة (ربما في المستقبل)

أخيراً... إذا كنا نعاني من كثرة ممارسي الفنون البصرية مع محدودية تصنيف المبدعين منهم، فإنه في التصوير الضوئي تصبح العملية أكثر إشكالية!

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
لماذا التصوير الضوئي
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة