Friday  16/09/2011/2011 Issue 14232

الجمعة 18 شوال 1432  العدد  14232

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

بريق عينيها
عبدالله الحربي

رجوع

 

كان حماسه لا يوصف.. أخيراً وصل للمكان الذي تمناه دوماً؛ مجلس عمه منتظراً خطيبته كي تطل عليه.

حكوا له كثيراً عن خلقها الرفيع، وثقافتها العالية، وجمالها الأخاذ.

جمالها.. نعم.. هذا ما يتلهف لرؤيته الآن!

خرج عمه منذ دقائق ليستدعي الفتاة، وستظهر ما بين لحظة وأخرى، لذا، جدير به أن يصلح من هندامه مرة أخرى ولو كانت للمرة الألف منذ دخوله هنا.

دخلت عليه، فتجمد في مكانه وفغر فاه؛ فلم يكن يظن يوماً أن الواقع قد يصبح أروع من الخيال!

كانت أجمل من جميلات أحلامه..

استلزم الأمر وقتاً ليفيق على صوت والده الذي نبهه كي يلتقط كوب العصير من يدها؛ فقد غرق في أجمل ما لديها؛ عينيها؛ فقد كانت تلمعان ببريق جذاب خفق له قلبه..

عادت الفتاة وجلست في مكانها.

كان من المفترض أن يبدأ هو بالحديث حتى يتعرف على ما سمع عنه من صفاتها الأخرى؛ كحسن خلقها وجمال منطقها.

لكن يبدو أنه ملء بجمالها حتى اكتفى به من عناء الكلام.

لم يكن الوضع على ما يرام؛ فحالة الصمت غير مريحة البتة.

والشاب قد تجمد ممسكاً كوب العصير، لم يقربه لشفتيه حتى.

وما زالت نظراته مصوبة تجاه ذلك البريق الذي أفقده القدرة على التأدب بآداب المجلس، حتى شعر أبوه بإحراج كبير فقرر أن يستأذن من أخيه ووعده خيراً.

ثم خرج الأب محاولاً تهدئة ابنه الذي يضرب قبضته اليمنى بكفه الأيسر وهو يكرر: أريدها هي.. لا أريد غيرها. هل رأيت بريق عينيها؟ أريد أن أعيش معه.

كان الوضع مختلفاً في بيت العم؛ فما إن خرج الولد وأبوه، حتى اختفى ذالك البريق الذي لم يكن سوى دمعة كبيرة سالت على خدها، وهي ترجو أباها باكية :

«لا أريده.. لا يصلح كزوج».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة