Sunday  18/09/2011/2011 Issue 14234

الأحد 20 شوال 1432  العدد  14234

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في إحدى حدائق باريس قابل كلب فرنسي كلبا روسيا قادما من روسيا حيث تغيب هناك حرية الرأي والتعبير، سأل الكلب الباريسي الكلب الروسي قائلا له: أعتقد أنك جئت إلى مدينتنا باريس لكي تغازل الكلاب الباريسيات، نفى الكلب الروسي ذلك. عاد الكلب الباريسي ليقول للكلب الروسي: إذن أنت جئت إلى باريس لتتذوق الجبنة الفرنسية، نفى الكلب الروسي ذلك أيضا. عاد الكلب الباريسي ليقول للكلب الروسي: إذن أنت جئت إلى باريس لكي تشم العطور الباريسية، مرة أخرى نفى الكلب الروسي ذلك ثم قال لصاحبه الفرنسي: أتيت من روسيا إلى باريس لكي أنبح فقط. حتى الكلاب في روسيا تكتم أنفاسها ولا يسمح لها بالنباح. هذه الطرفة أتناولها كمدخل لموضوع هذه المقالة مع احترام فارق التشبيه.

في مدارسنا اعتاد طلابنا على عدم منحهم الفرصة لكي يبدوا وجهات نظرهم الخاصة حيال ما يثار في الدرس من موضوعات، ففي الغالب يميل معلمونا للأسف إلى السيطرة التامة على كل ما يجري داخل الفصل، ويعززون لدى طلابهم فضيلة الصمت والتسليم التام بكل ما يسمعونه من معلميهم. من تجربتي الشخصية كأستاذ جامعي أجد صعوبة في استنطاق طلابي لكي أحصل منهم على رأي شخصي حيال ما يثار في المحاضرة من قضايا علمية واجتماعية، وإذا تجرأ أحدهم وتحدث فيغلب على حديثه ضحالة المفردات والتلعثم والتردد. قد لا ألومهم فقد كانوا في التعليم العام يتعلمون تحت مطرقة الخوف والتعنيف من معلميهم، لقد وجد طلابنا في الصمت الأمان التام من المشاكل التي قد تلحق بهم فيما لو أبدوا رأيهم الشخصي، أقلها الاستهزاء بهم، واتهامهم بالجرأة على سلطة المعلم، الذي يجب أن يكون في نظر الطلاب ممثلا لسقف المعرفة والمرجعية العليا التي لا تخطئ.

 

تعليم 21
شجعوهم ليبدوا رأيهم
د.عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة