Sunday  18/09/2011/2011 Issue 14234

الأحد 20 شوال 1432  العدد  14234

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

اعتادت الشعوب والدول المعاصرة على الاحتفال باليوم الوطني والاحتفاء به ترسيخاً لقيم التلاحم بين الأرض والإنسان، وتعميق الترابط والإخاء بين مواطني البلد الواحد، وتمتين وتجذير الانتماء للأرض والعلم. وهذه الثقافة ثقافة وافدة على ثقافتنا؛ وهي ذات أبعاد ثقافية واجتماعية وتاريخية لم يعرفها العرب والمسلمون في تاريخهم، لأن مفهوم (الوطن) بصيغته المعاصرة كما هو عليه الآن، لم يظهر ويتبلور إلا في العصور الحديثة، غير أن أهدافها وبواعثها نبيلة، وضرورية في الوقت ذاته؛ فهي ليست مجرد احتفال وفرح فحسب، وإنما تحرص عليها الدول والشعوب لتكريس ثقافة التلاحم بين المواطنين، وغرس قيم حب الإنسان لوطنه و ولائه له.

مشكلتنا مع احتفالاتنا باليوم الوطني، وذكرى توحيده على يد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، والتي نعاني منها للأسف كل سنة، أن هناك من صغار السن، وبالذات المراهقين على وجه الخصوص، من يحيل هذه الفرحة، وهذا اليوم بالذات، إلى بؤرة أزمة، وشغب وفوضى عارمة تعم شوارع المدن الرئيسة في المملكة، الأمر الذي يتطلب استنفاراً أمنياً لضبط هذه الاحتفالات، ما حوَّل هذا اليوم بسبب هذه التصرفات غير المسؤولة إلى غير الغاية والهدف الذي نتوخاه منه.

طيب؛ ما الذي جعل هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً تظهر بهذا المظهر المعيب، وهذه الفوضى الضاربة أطنابها في الطرقات، في حين أنها في الدول الأخرى تظهر بمظهر ورونق أفضل؛ فلا فوضى ولا تخريب، ولا شغب، ولا حوادث مرورية، ولا شيء من هذا القبيل؛ وإن وجدت فإنها تكون بمثابة الاستثناء الذي يؤكد القاعدة ولا يلغيها؟.. السبب في رأيي يعود إلى أن برامج الاحتفالات التي يجب أن ترافق مثل هذا اليوم، هي أقل من المطلوب على ما يبدو، أو أنها لا ترتقي إلى مستوى المناسبة ومدلولاتها، فيلجأ الشباب للتعبير عن عشقهم لوطنهم، واحتفالهم بهذه المناسبة، بطريقتهم دون أية ضوابط، أو بلغة أدق: كيفما اتفق. وفي تقديري أن هؤلاء الشباب لو وجدوا فعاليات احتفالية منظمة لما لجؤوا إلى الانفلات من عقالهم، فالحماس الإنساني لدى الشعوب، في الفرح أو في الحزن أيضاً، إذا لم (ينفّس) عنه، ويوجه الوجهة السليمة قد تكون انعكاساته في الغالب سيئة؛ بل قد تأخذ مسارات (فوضوية) في غاية الخطورة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، لماذا لا يتم استقدام أحد الأندية الأوربية الكبيرة في كرة القدم، والزاخرة بالنجوم، ويتم إقامة مباراة ودية بين منتخبنا الوطني وهذا النادي؛ فكرة القدم تحظى في بلادنا، وبالذات من فئة الشباب، بمتابعة واهتمام منقطع النظير، ولدينا من التجهيزات، والخبرة التنظيمية لاحتضان مثل هذه الفعالية ما يجعل مثل هذه الاستضافة ممكنة، ومعبرة، وممتعة في الوقت نفسه، تواكب هذه المناسبة، وتصب في الوقت ذاته في تكريس الانتماء للوطن؛ كذلك فإن إقامة مثل هذه الفعالية، نظراً للاهتمام العالمي بكرة القدم ونجومها، سيجعل يومنا الوطني تمتد أصداؤه إلى خارج الوطن، ليحقق أهدافاً إعلامية أخرى، لا تحققها عادة المناسبات المحلية.

كل ما أريد أن أقوله في هذه العجالة أننا يجب ألا نكتفي في ضبط وتوجيه الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية بالنصيحة والإرشاد والتحذير من الفوضى والشغب، أو الاستنفار الأمني، دون أن نبذل الأسباب (الموضوعية) التي تجعل مثل هذه المناسبة، والاحتفاء بها، تأخذ مساراً يحقق الهدف المرجو منها في نهاية المطاف.

إلى اللقاء،،،

 

شيء من
اليوم الوطني والاحتفاء به
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة