Sunday  18/09/2011/2011 Issue 14234

الأحد 20 شوال 1432  العدد  14234

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مجتمعنا ومقاومته للتغيير
عبد العزيز محمد الخميس

رجوع

 

يعد التغيير بالنسبة للمجتمعات المتأخرة في الركب أمراً ضرورياً، بل مطلباً أساسياً، وقبل ذلك ينبغي أن يعلم المهتمون بعملية التغيير بأن مقاومته من أفراد المجتمع هي أيضاً ضرورية كردة فعل لعملية التغيير، فعلى المسؤولين الناجحين القيام بتهيئة أفراد المجتمع لعملية التغيير وذلك من خلال تسهيل عملية الاتصال بين المسؤولين وأفراد المجتمع، حيث إن الإنسان بطبيعته يقاوم أي تغيير ومن ثمّ يحتاج إلى زمن للتهيئة والتقبّل قبل المباشرة بعملية التغيير، والعامل البشري مهم جداً في دفع التغيير في المجتمعات، كما أن له تأثيراً مهماً في التصدي للتغيير فالأفراد الذين يخافون من المجهول الذي يحمله لهم التغيير يقاومونه رغبةً في الاستقرار والأمن كما يسعى هؤلاء الأفراد للحفاظ على ما هو موروث في الماضي.وتعود مقاومة التغيير إلى سلسلة من الأحداث المتتالية، حيث لا بد لنا من فهم الكيفية والمراحل التي يمكن أن تمر بها محاولات الناس من أجل التماهي مع التغيير المنشود، وهذا سيعطي الفرصة لصانعي ومتخذي القرارات لفهم التقدم المرحلي لقبول هذا التغيير من الناس أنفسهم، والعمل على ضبط ردود الأفعال على ما قد يصدر من مقاومة للتغيير من هؤلاء الناس، ثم إن مقاومة التغيير تختلف من شخص إلى آخر، حيث يؤثّر فيها العديد من العوامل داخل وخارج بيئة المجتمع. لذا تتفق العديد من الدراسات على أن مقاومة التغيير تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه القائمين عليها.وتجدر الإشارة إلى أن أساليب مقاومة التغيير تختلف درجاتها ابتداءً من الرفض الكامل، مروراً بالمعارضة الشديدة، والتحفظات، وعدم المبالاة، إلى مدى الاستعداد للتفاهم والنقاش، وصولاً إلى الاختلاف حول مسائل لا تؤثّر على جوهر التغيير. وقد تحدث المقاومة بشكل فردي، حيث يتأثر الأفراد في رفضهم للتغيير ومقاومته برؤيتهم الشخصية للنتائج المترتبة على عملية التغيير، واعتقاداتهم واتجاهاتهم المختلفة، وقد تحدث المقاومة على مستوى الجماعة من خلال رفض أو مقاومة التغيير من قِبل معظم أفراد المجتمع، وتختلف أوجه المقاومة وتتفاوت بين السرية والوضوح ولا سيما عندما تكون أهداف التغيير غير واضحة. إن مثل هذه الأشكال من المقاومة قلّما تحصل داخل المجتمعات السيادية التي تحد أو تمنع ممارستها، أو أنها تبادر لمعالجتها قبل تفاقمها، واحتمالات وقوعها قد تكون في بعض المجتمعات التي تعاني غالبية في القوى العاملة الوافدة لها حن تتعرض لسياسات تسلطية تجد فيها غبناً أو ظلماً وليس هناك من يدافع عن حقوقها. وعلى الرغم من تعدد أساليب المقاومة واختلافاتها من مجتمع إلى آخر إلا أنه يمكن مواجهتها وتلافي سلبياتها إن كان هناك قيادات واعية وفعَّالة تنتهج الآليات الإستراتيجية المناسبة في إدارتها للتغيير وتبني الطرق والأساليب الكفيلة باحتوائها ببيان أهمية التغيير وضرورته في الحياة العملية القادمة، وحسن اختيار الوسيلة المناسبة لصد المقاومة في حالة تماديها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة