Monday  19/09/2011/2011 Issue 14235

الأثنين 21 شوال 1432  العدد  14235

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

جاذبية القطاع العام في الصين
بقلم: سيلفيا آن هويليت وريبا رشيد

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يسري اعتقاد عام بأنّ المتخرجين المتفوقين من الجامعات الصينية سيرغبون في العمل لصالح شركات متعددة الجنسيات وأنّه يمكن حينئذٍ لأرباب العمل الأجانب أن ينتقوا الأفضل والألمع بينهم. ولكنّ الوضع لم يعد كذلك – لا سيما بالنسبة إلى نساء الصين الأكثر ذكاءً.

وصحيحٌ أنّ أكثر من 6 ملايين متخرج جامعي قد دخلوا سوق الوظائف عام 2010، ليرتفع العدد بالتالي مقارنةً مع 830 ألفاً عام 1998، إلا أنّ عدد الوظائف العالية الأجر التي تتطلب مهارات كبيرة لم يجار هذه الوتيرة. ونتيجة ذلك، يبدو «وعاء الأرز الحديدي» – لقب الوظيفة الحكومية التي تتميز بمزايا وضمان مؤكّد – أكثر جاذبيةً. وبحسب ما أفادت به صحيفة « تشاينا ديلي» (Daily China) عام 2009، فإنّ عدداً قياسياً بلغ مليون شخصٍ قد خضع لاختبار الخدمة المدنية الوطنية هذا العام، مقابل 775 ألفاً عام 2008. وخير تعبير عن هذا الواقع أنّ 57% من الخريجات الجامعيات اللواتي تم استطلاع رأيهن لكتابنا بعنوان «الفوز بحرب المواهب في الأسواق الناشئة» (Winning the War for Talent in Emerging Markets)، يعتبرن القطاع العام كخيار وظيفي مغرٍ.

بيد أنّ هذه الموجة لا تقتصر على الذين تخرجوا حديثاً. فالوظائف الحكومية تجتذب العمال الذين يتميزون بالمؤهلات للنجاح داخل الشركات المتعددة الجنسيات؟ ما الذي يحدث إذن؟

خلال معظم فترة السنوات الخمسة عشرة الماضية، كان أي شخص يتمتّع بروح المجازفة يتوق إلى التخلي عن وظيفةٍ في إحدى الشركات المملوكة للحكومة بحثاً عن فرصةٍ لجمع ثروة والسفر والابتكار. ولكنّ في هذه الأيام يترتب على النّجاح في تبني مسار الشركات السريع العمل لأكثر من 70 ساعة في الأسبوع، بحسب ما أظهر بحثنا، مع إفادة ثلث النساء الصينيات تقريباً عن إضافتهنّ 18 ساعة عمل في الأسبوع الواحد مقارنةً مع السنوات الثلاث الماضية.

بالإجمال، تتطلّب الوظائف الحكومية عدد ساعات أقل، والأهم من ذلك، المزيد من الأمان وحتى مساعدات تعليم وإسكان، نظراً إلى المخاوف حيال إمكانية أن يكون النمو المفرط للاقتصاد الصيني آخذا بالانحسار. وتتسم هذه العوامل بأهمية كبرى بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في مدنٍ على غرار بيجينغ وشانغهاي حيث يمكن للتكاليف المعيشية المرتفعة أن تستنفذ ميزانية الأسر التي تعتمد حتى على دخلين. ومن بين النساء اللواتي شملهنّ استطلاعنا، اعتبرت نسبة 87% منهن المزايا المرافقة للوظائف الحكومية عنصر الجاذبية الأكبر في القطاع العام.

فيما لحظت نسبة 63% منهنّ أيضاً، وعلى نحو مفاجئ، الفرص المهنية. وعلى خلاف وجهات النظر الشائعة بين العاملين في الشركات المتعددة الجنسيات، يبدو أنّ المؤسسات الحكومية لا تضم عناصر عاملة غير خلاقة، والدليل على ذلك أنّ جزءاً كبيراً من التكنولوجيا الخضراء والأبحاث العلمية في الصين يتم ضمن القطاع العام.

وبعد الآن، لا يمكن للشركات المتعددة الجنسيات أن تفترض بأنها الخيار الأول لأفضل المواهب في الأسواق الناشئة، وبخاصة في أوساط النساء. والخبر الجيد يتمثل بالفرصة الكبيرة لتطبيق برامج من شأنها اجتذاب النساء الموهوبات والحفاظ عليهنّ.

(سيلفيا آن هيويليت هي رئيسة مركز «سياسات الموازنة بين الحياة المهنية والأسرية» (Center for Work-life Policy) و»سيلفيا آن هويليت اسوشياتس» (Sylvia Ann Hewlett Associates)؛ وريبا رشيد هي نائبة الرئيس التنفيذي لمركز «سياسات الموازنة بين الحياة المهنية والأسرية». وقد عملتا معاً على تأليف كتاب «الفوز بحرب المواهب في الأسواق الناشئة» (Winning the War for Talent in Emerging Markets).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة