Wednesday  21/09/2011/2011 Issue 14237

الاربعاء 23 شوال 1432  العدد  14237

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كعادتها، تحاول الجمهورية (الكسروية) فرض وصايتها على المنطقة العربية دون أن تستأذن أحداً لتسهم وبشكل فعّال في إيقاد الفتنة بكل شبر عربي لا يرى قاطنوه حقاً للفرس فيه.

ها هو نجاد كعادته يدير ظهره لكل شيء ليُشغل دبلوماسيي بلاده -الغارقة في محيط المشاكل- بالبحث عن حلفاء جدد للدولة الفارسية في كل قطر عربي يعاني شيئاً من عدم الاستقرار؛ وكثيراً ما يقوم شخصياً بدس أنفه في الشؤون الداخلية للدول العربية (المجاورة) التي لا تربطها بإيران أي علاقات (منطقية) سوى تلك الرغبة الجادة من قبلهم للسيطرة على المنطقة وإيقاد فتيل الحرب، وإشعال البلبلة التي قد تحتاج إليها إيران للفت الأنظار عنها في أي لحظة؛ وإلا: ما سبب تزامن الفتن المحلية في الدول المجاورة مع كل ثورة تشهدها الأراضي الإيرانية؛ تناهض العنصرية السياسية والمذهبية بطهران.

ما يبنيه الإيرانيون الآن ليس دولة إسلامية، ولكنها جمهورية فارسية بكسرى جديد قادم، ومن يدري ربما يكون من أحفاد (أنوشروان)، فما يدفع الإيرانيين لإشعال معابد النيران (المجوسية) وتقديم القرابين لها حتى هذه الساعة أسمى وأكبر من أي هدف تاريخي، ولعل احتفالهم (الحاضر) بالأعياد المجوسية كعيد النيروز وغيره من الاحتفالات التي تخالف أبسط مفاهيم الدين الإسلامي! يمكن أن يكشف لنا شيئاً يسيراً من دوافعهم غير المعلنة تماشياً مع مفهوم (التُّقْية) الذي يلزمهم بإظهار ما يخالف نواياهم الملتوية.

لقد بلغ اجتهاد العلماء الإيرانيين في الدين حد التخريف الذي لا يمكن أن يتطابق مع أي دليل عقلي أو نصّي، حتى وصل بهم الأمر إلى الادعاء بالتواصل الروحي مع الإله -تعالى الله عن ذلك- فكل ما يلفظ به آية الله هو يقيناً لا شك فيه وغير قابل للنقاش، فتفاصيل ولاية الفقيه تسوقهم إلى أبعد من ذلك بكثير.

الحقيقة التي يجب أن يدركها العرب هي أن الإيرانيين يسيرون بخطط محكمة محاطة بتقية (خاصة) تهدف للسيطرة على المنطقة العربية تدريجياً بعد أن يشوهوا الدين الإسلامي تشويهاً يفوق جناية اليهود أو النصارى على أديانهم؛ عندها سيتم الإعلان الرسمي عن قيام الدولة الفارسية (العظيمة) على حد تعبير أحد مفكريهم لتكون المجوسية الديانة الرسمية لها، ولعل ما يقومون به الآن هو تمهيد لكل هذه المشاريع.

ما يثير تساؤلي هو سبب انجراف الإيرانيين خلف سراب أمجاد الدولة الفارسية التي سقطت على أيدي العرب والمسلمين؛ بدءاً من ذي قار وانتهاء بالقادسية، فكل ما يهمهم هو تمجيد تلك الحقبة النافقة من حكمهم، وهذه اللازمة لم تقتصر على طبقة المثقفين والسياسيين، بل تعدتهم إلى الجميع.

في زيارتي الأخيرة لباريس قادني الفضول لزيارة أحد المطاعم الإيرانية المشهورة الذي يقع على قارعة شارع (الشانزليزيه)، وعند دخولي إليه فوجئت بوجود تلك اللوحات الزيتية والخرائط التي تشير إلى الخليج الفارسي وللإمبراطورية القادمة! حيث كانت المطويات توزع على الزوار وفيها معلومات وافية عن كل شيء، وعن الخليج العربي؛ أقصد الفارسي بالتحديد، وعن حدود الدولة الفارسية القادمة! التي يطمح صغيرهم قبل كبيرهم إلى بعثها من جديد، ولا أعلم: هل يعرف شيعة العرب وكل من يروج للإيرانيين شيئاً عن هذه النوايا التي أصبحت ظاهرة للعيان.

قرأت في الكتب الفارسية (الإسلامية) كثيراً ولم أجد أي لفظة تشير بالسوء إلى المجوسية أو الإمبراطورية الفارسية، ولكنني فوجئت بوجود آلاف الصفحات التي تشتم أي انتصار عربي (إسلامي) على الفرس مهما كان؛ فهم مشغولون بمحاربة كل (إنجاز) عربي شكلاً ومضموناً حتى إن بعض أئمتهم أجاز قراءة القرآن باللغة الفارسية، ولعل خطاب أحمدي نجاد الذي ألقاه باللغة الفارسية في قصر بعبدا بلبنان العام المنصرم يحمل في مضمونه آلاف الرسائل والرسائل للعرب والمسلمين.

Alfaisal411@hotmail.com
 

الوصاية الإيرانية على المنطقة: جناية مَنْ..؟!
محمد بن عبد العزيز الفيصل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة