Wednesday  21/09/2011/2011 Issue 14237

الاربعاء 23 شوال 1432  العدد  14237

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

آفاق الابتعاث وانعكاساته الإيجابية

 

تبنى الأمم بالعلم، والدول التي تسعى إلى تحسين أوضاعها اقتصادياً وسياسياً وحتى اجتماعياً تحقق كل ذلك عن طريق الاهتمام بالتعليم والبحوث العلمية والدراسات. فالتعليم الجيد وإعداد نشء مثقف على أسس علمية مواكبة لما يشهده العصر من تطور، هو وحده الذي يقلِّص الفجوة بين الدول المتقدمة والأخرى المتخلفة. فالإنسان هو أداة وأساس التنمية المستدامة التي تعتمدها الدول للارتقاء والتقدم. وما نراه من حولنا شاهد على هذا وأكثر. فالأمم التي اهتمَّت بالتعليم وفق إستراتيجية واضحة ونهج يعتمد على تطوير القدرات العقلية والذاتية للإنسان، هي التي ارتقت وصاغت مجتمعات متعلمة مثقفة، حَسنَّتْ وسائل الإنتاج، وطوَّرتْ إمكانياتها من خلال البحوث وتطوير مناهج التعليم لديها بالانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى والاستفادة من تجارب الآخرين.

التعليم العام إنْ أُسِّسَ على أساس علمي ومنهجي منذ الصغر، فلابد أن ينتج إنساناً قادراً على التعلم والتطور والتثقف. وإذا ما تواصلت الجهود لرفع مستوى الفرد المتعلم بعد أن يُزوَّد بالأساس التربوي والعلمي من خلال التعليم العام، ويُفتح أمامه مجالات التفوق والتطور في مرحلة بداية النضوج التي تتزامن مع مرحلة التعليم الجامعي، نكون قد أنتجنا بيئة علمية قادرة على التعامل والتجانس مع تطورات العصر.

التعليم الجامعي يُعدُّ المرحلة الثانية في رحلة تنمية الإنسان عقلياً وعلمياً، ولذلك يوصف هذا التعليم بـ(التعليم العالي)، والذي من أهم سماته المنهجية وتدريب العقل على التعامل العلمي تفكيراً وسلوكاً واكتساباً للمعرفة. وبقدر ما يُزَوِّد التعليم الجامعي الإنسان بالمقومات الأساسية ويهيئه لتحمُّل مسئولياته من حيث الإسهام في تقدم المجتمع، بدءاً في تطوير نفسه وعائلته، ومن ثم عائلته الكبرى الوطن، يكون بذلك قد تحقق للبلاد تنمية مستدامة قوامه المواطن المتعلم المتنور المثقف القادر على التعاطي مع أدوات التنمية.

هذا النهج لم يغب عن القيادة السعودية التي لم تقف عند حدود توسيع مساحات التعليم الجامعي ونشر الجامعات من خلال خطط متواصلة تستهدف إنشاء الجامعات في جميع مدن المملكة، بل أيضاً رفدتْ كل هذا بتوسيع الابتعاث الخارجي إلى الدول التي تفوقت في مجال التعليم العالي. ليس فقط من أجل نقل الخبرات والتقنية والعلوم التي امتازت بها تلك الدول، بل لتطوير ذهنية وعقلية الإنسان السعودي وجعله أكثر تقبلاً وقدرةً على الاستفادة من منهجية التفكير وتفهُّم إبداعات الأمم من خلال فهم ثقافات الآخرين وانتقاء الأفضل منها مع الاحتفاظ بقيمه الدينية وأصالته الوطنية.

فائدة التنوع الثقافي ونقل التقنية والقبض على أسس وأساليب التفكير المنهجي سيعزز ويضيف مساحات واسعة من التقدم والتطور، بحيث نرتقي بالإنسان السعودي وتأسيسه تأسيساً علمياً ومنهجياً يجعله قادراً على التعامل وبكفاءة مع التطور الذي يشهده العالم في هذا العصر.. عصر العلم والانفتاح والتنوير.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة