Thursday  22/09/2011/2011 Issue 14238

الخميس 24 شوال 1432  العدد  14238

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

تقدر كل أمة بمكتسباتها اللغوية تلك التي تنهض بها بين سائر الأمم عبر تطاول القرون، وكلما كانت اللغة حية نيرة صافية كلما كانت ذات أثر بالغ في نفسيات أهلها جيلاً بعد جيل وأصبحوا بها نقلة للآثار حية مستعيمة ضاربة في زوايا الحياة بين عهود الخلق عهداً من بعد عهد في قدرات سيدة بالغة الخير والتعلق من كل من يمر عليها من غير أهلها، وليست.. أمة الإسلام.. اليوم بناجية نجا الخفيدد إلا بترياق لغة اختارها الله تعالى لتكن.. هذه الأمة.. أمة الوسط تقوم بلغتها وتقوم عليها ذلك أنها لغة مبينة ولغة حية ولغة مؤثرة من بين كل اللغات.

ولا تعلو هذه (الأمة) إلا من خلال التمسك بها رواية ودراية علماً وفهماً حسب أصولها وضوابطها وهذا.. كله.. يسد السبيل نحو إرادتها بسوء أو تهميش أو تجهيل أو زعزعة أو طمس والناظر اليوم.. ولا جرم.. حال قومي لا سيما من تضلع بغير أسسها وبغير ضابطها يهاله (يهال الناظر) اعوجاج اللسان وتضعضع النطق بها إلا من شاء الله تعالى (وقليل ماهم)، وهاكم كماً كثيراً مما سمعته ووعيته فما بين: القاهرة وعمان ودمشق والطائف في أمسية لي بناديه المرموق المتجدد وكذا: جدة وصنعاء اليمن - هاأنذا فقط أنقل كلمات قيلت وكلمات نشرت يتبين منها ضرورة النظر لحال هذه اللغة المباركة، فمن ذلك ما يلي:

أ - (أنا لي مداخلة هيه مداخلتنا هامة...).

والصواب: (ولي مداخلة هي مهمة).

دون (هيه) ودون (مداخلتنا).

ب - (هولة يا إخوان يداخلون بين النص وبين الخطاب هوله ماشي صواب....).

والصواب: (هؤلاء أيها الإخوة يمازجون بين النص وخطاب الشارع).

ج - (لماذا المسانيد ضرورية للحكم على: (الرواية الشرعية) أو على الأثر مهيب من ضروريات التثبت....)

الصواب: (لماذا الأسانيد تكون ضرورية... ليست من ضروريات التثبت)

د - (الهام عند العلماء أن اللغة تكون موجبة لإيرادها عند المقتضى...).

والصواب: (المهم عند العلماء...).

هـ - (ولغة الرواية ليش ما تكون بعامية واضحة فاللغة اليوم صجة خاصة بعض مفرداتها والحياة الآن بعجلة....).

الصواب: (ولغة القصة لماذا لا تكن بالعامية.... والحياة اليوم ذات عجلة...).

فبجانب هذا.. الكلام.. تأسفت كثيراً لدعوته إلى العامية لكني لم آسف بعد حين أدركت أنه لم يرضع لبانها...).

و - (إزاي النقد اللغوي بيأخذ هذا المسار للحكم على العمل الأدبي وإزاي إيه كل هذا من أجل تقييم أي عمل أدبي...)

والصواب: (كيف يأخذ النقد اللغوي هذا المسار...؟ وكيف نعم كل هذا؟!!!) مُجانبة للصواب كل الصواب مثل هذا القول في (مجمع مُهم).

وقد كان سيبويه - الكسائي- ومن قبل: حماد بن سلمة - وحماد بن زيد- ويحيى بن سعيد القطان- والبخاري- ومسلم والترمذي، وبعدهم: النواوي، وابن حجر، والعيني، والسخاوي، والسيوطي، وابن الجوزية، والرافعي بعد ذلك كلهم كانوا يرون.. ولا كلام.. أن النقد اللغوي هو أداة مقومة لأي عمل يكون، وبدون تقويم لغة الخطاب لأي عمل ما فإن ركاكة الطرح وركاكة الإيراد عبر القول أو التصنيف سبيل ذلك إلى تدهور اللسان وتهاون القوم باللغة ومن ثم سريان كل هش من قول أو خطاب أو تصنيف أو مكاتبة، ولهذا قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}. ولم يقل جل شأنه: (بلسان عربي بين) للدلالة على أن اللغة مصدر النطق الساري في ثنايا العقل لكونها أصلاً في حياة التلقي فجاء المصدر ميمياً: (مبين) بدل: (بين) وبين هذا وذاك كلام يطول نأتي على بيانه في مكانه.

وإنما أهتبلها مناسبة طيبة هنا في: (مجلة ثقافية جيدة) أن تهتم الجامعات ودور النشر والملاحق العلمية والثقافية والهيئات العلمية المسؤولة بتدارك هذه اللغة عبر قنوات لابد منها بطرق مهمة ذات صبغة دائمة متحركة متابعة ناقدة وموجهة بدليل وتعليل يوجبهما.. ولا جدال.. حال اللغة، أصولها، ضوابطها، مسارها، تحريرها من ربقة تداخل ألفاظ لا تمت إليها بنسب أو تمت إليها بسبب.

 

معجم موازين اللغة
نقد الطرح اللغوي ومن المسؤول؟
صالح بن سعد اللحيدان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة