يوم الوطن.. يوم يحق لنا كسعوديين نرفل بكل النعم والخيرات والأمن والأمان أن نجعل من هذا اليوم، يوماً مميزاً في حياتنا في الذاكرة، إحياءً للمناسبة، وتخليداً للذكرى وللأعمال المجيدة التي جمعت جزيرة بحجم قارة في دولة ووطن يربط بين ضفتي بحرين ويضم أراضي شاسعة يقيم على ربوعها قبائل وعربان هم أصل كل العرب.

اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس كباقي الأيام في تاريخ المنطقة، بل في التاريخ العربي الإسلامي، فهذا اليوم يؤشر لإقامة أول دولة عربية إسلامية مستقلة بالمعنى التام والكامل للمصطلح، دولة ضمَّت العديد من الإمارات «دول كانت موجودة» جميعها أكبر مساحة وأكثر سكاناً من كثير من الدول التي حولنا ومن يبعد عنا، قبائل متناثرة وبعضها متناحر يحارب بعضه البعض، أراضٍ كانت خاضعة لنفوذ الأجنبي البريطاني في جهة والأتراك في جهة أخرى، وما تبقى مشغول في صراعٍ على الكلأ والماء ليأتي عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ليوحّد كل ذلك ويطهر الموئل العربي ومنارة الإسلام من كل الشوائب، من خرافات التخلُّف ومن نفوذ الأجنبي ليبني أول دولة عربية إسلامية موحدة، فيما كان الجميع يرزخ تحت الاستعمار المباشر أو النفوذ والهيمنة.

الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن لم يُقم دولة نرفل بنعمها فحسب، بل وضع نموذجاً يُحتذى به، فالنهج الذي قامت عليه الدولة الوليدة، نما وأصبح عملاقاً، وإذا فشلت وسقطت كل النماذج، نمت دولة الوحدة العربية والعقيدة الإسلامية لتصبح عملاقاً دولياً، دولة محورية إقليمياً، ودولة مرجعية عربياً، وإسلامياً، ودولة قرار دولي لا يُستغنى عنها في رسم السياسات الدولية على كافة الأصعدة، وبالذات السياسة الاقتصادية.

والآن وفي هذه المرحلة، المرحلة التي تعصف بها الأحداث الجسام وتدمر كثيراً من الدول والمجتمعات يتأكد حسن النهج السعودي الذي أُقيمت المملكة العربية السعودية على أساسه واستمرت على الأخذ به، ليصبح للسعوديين وللعرب والمسلمين دولة يعتز بها ولا غنى عنها للمجتمع الدولي بأسره، دولة فاعلة تُساهم في تعزيز الأمن والسلام الدوليين وتُحقق الرفاهية والعيش الكريم لأبنائها في عالم يُعاني من اضطرابات وتشوهات في السلوك والسياسات.

من حقنا أن نعتز ونحتفي أيما احتفاء بما تحقق لنا من وطن نفتخر به بين البشر جميعاً، ومن دون سائر الأوطان الأخرى.