Friday  23/09/2011/2011 Issue 14239

الجمعة 25 شوال 1432  العدد  14239

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 81

 

في ندوة (الجزيرة) بمناسبة اليوم الوطني الـ 81
الذكرى الغالية تعيد للأذهان مدى تضحيـــات الملك المؤسـس وعطاء أبنائه البررة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

جدة - عبدالله الزهراني وعبدالله الدماس

أكد المشاركون في ندوة صحيفة الجزيرة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني على ضرورة تنمية الحس الوطني لدى المجتمع وبخاصة الشباب وعلى أهمية دور وسائل الإعلام في توعية وتثقيف المجتمع السعودي وتنمية الروح الوطنية لدى جميع شرائحه من أجل رفع شأن الوطن والذود عنه والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة للوطن.

وقد تناولت الندوة التي أقيمت في مقر مكتب صحيفة الجزيرة بجدة عدداً من المحاور حول أهمية المناسبة وأساليب وطرق تنمية الاحتفال بها وإلى ثقل ومكانة المملكة في المحيط الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي ونهوضها بمسئولياتها كدولة مؤسسة في جميع المنظمات العالمية وعنصر أمن واستقرار في التنمية والسلم العالمي، كما تطرق المشاركون إلى التنمية والاهتمام بالتعليم والأمن كعنصرين من أهم عناصر الاستقرار والنمو الاقتصادي والرفاه، ودور المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله في التنمية والتأكيد عليها من خلال برامج طموحة، تابع من بعده أبناؤه البررة العمل على تحقيق أهدافها في كل مرحلة في ظل تفاعل مع المستجدات الحديثة والتطورات العلمية والتقنية والتزام تام بالقيم الدينية والعادات الاجتماعية.

وقد أجمع المشاركون في الندوة على أهمية تنمية الحس الوطني لدى الشباب ومحاربة كل أشكال التطرف والغلو وغرس قيم حب الانتماء، معبرين على سعادتهم بالذكرى التي تشكل يوماً خالداً ومجيداً تعيش فيه الأمة، استذكار لإنجازات مجيدة وكبيرة عاشها الوطن خلال السنوات الماضية، ونعيش الآن الذكرى 81 لتأسيس المملكة هذه الإنجازات لها نقلة كبيرة حقيقة خلال السنوات الماضي في تاريخ المملكة.

ذكرى مجيدة

بداية تحدث المهندس رائد العقيلي رئيس اللجنة العقارية بغرفة جدة بقوله: أولا.. لا أملك أن أتحدث عن أهمية ذكرى اليوم الوطني فهي غنية عن التعريف ولكن أتحدث عن خصوصية ذكرى اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية، لماذا تزيد أهمية اليوم الوطني في المملكة، ولله الحمد استطاع المغفور له الملك عبدالعزيز بحنكته وبشجاعته من توحيد هذه البلاد هذا المعنى ذكرى اليوم الوطني.. فاليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو الذي وحد العرقيات التي كانت مختلفة في فترة من الفترات، كما كانت متحاربة ومتنافرة ثم تحققت بصهر هذه الفئات في منطقة واحدة هي المملكة العربية السعودية وأصبح الجميع يفتخر بما يرى من إنجازات ولمسه من فوائد هذا التوحيد أصبح يفتخر بهذا اليوم.

برامج وفعاليات

المستشار الدكتور عبدالإله جدع عضو مجلس إدارة مكتب الوكلاء الموحد قال: الحقيقة نحن دائما ننظر إلى اليوم الوطني بأنه فرصة حقيقة للتشجيع وللاهتمام بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً، وهي تذكرنا بملاحم ودور بطولي استطاع فيها المؤسس أن يكوّن هذا الكيان الكبير وهي عملية ليست بالسهلة.. والحقيقة الأمر يفترض أن نذكر هذه الأجيال التي لم تعاشر تلك الحقبة، فنحن نريد أن نستقرئ التاريخ وهذا الذي أتمناه في ذكرى اليوم الوطني أن نستقرئ التاريخ بتمعن ونرى ما تم حتى نعرف هذه الأداة والآلية بهدف غرس الولاء وربط هذا الكيان بالنشء، وأن للآباء والأجداد فضلا كبيرا، بالإضافة إلى أهمية أن لا تكون هناك نمطية في الاحتفال بالذكرى بالشوارع وعمل زحام في السير، الاحتفالية لابد أن تكون بهدف عرض منجزات ومسيرة المملكة والتجربة الثرية عن الوحدة التي سارت في هذا الكيان، لا بد أن يكون لدينا مشاريع لتنمية حب الوطن والولاء والانتماء له. وأضاف المستشار جدع: يجب أن يكون هناك احتفالية مغايرة وبعيدة عن التكرار، جدير أن ترى الناس في الشوارع وترفع الأعلام، ولكن ليس إلى هذا الحد فقط لابد أن يكون مجموعة من البرامج والفعاليات الأخرى.

محاسبة النفس

الأستاذ خالد سندي ناشط في العمل الاجتماعي الدولي قال: قبل أن نبدأ في الوطنية لابد أن نعرف ما هو الوطن وهذا المفهوم لا بد أن يترسخ عند أبنائنا وعندنا جميعا وطن نعيش فيه بأمن واستقرار ونجد فيه راحة ونجد فيه كل الأشياء التي تحقق لنا الحد الأدنى من الكرامة ووطن يستحق أن نعمل من أجله 24 ساعة ونحمد الله سبحانه وتعالى أن وهب لنا قيادة ووطن هو (المملكة العربية السعودية)، فمفهوم اليوم الوطني أصبح اليوم في الدول كلها هو مفهوم تقليدي، المؤسس رحمه الله أسس كياناً عظيماً.. واليوم الوطني يحتاج أساليب جديدة وطرق جديدة وهذه الفكرة تحتاج إلى تنوع وتميز وتحديث لتخليد مشاركة المواطن الذي ينتمي لهذا الوطن في هذه الفكرة حتى لا تكون فكرة نُعيد فيها كلام يتكرر كل عام ولا نحس فيه، إنما كل فرد في هذه البلاد الطيبة له دور يعبر عن مواطنته سواء كشخص أو مؤسسة أو كعائلة، هذا المفترض، ففي العام القادم لا بد أن يجيب على سؤال وهو ماذا قدمت لهذا الوطن؟ بمعنى أن يكون هناك حسابات لأنفسنا أو ماذا أضفت لرقيه ورفعته ؟.

الأستاذ شبيب السبيعي مساعد مدير مكتب مكافحة التسول بجدة قال: لا شك أن هذا اليوم يوم خالد وعزيز على قلوب جميع السعوديين نتذكر فيها إنجازات التي تحققت ولا زالت تتحقق على الصعيد المحلي الدولي وأن ما يشعر به كل سعودي من فخر بسبب ما توصل إليه من مكانه عالمية له نتاج لسير هذا الوطن على الطريق الصحيح.

برامج اليوم الوطني

وفي مداخلة عن إمكانية طرح برامج لليوم الوطني في مختلف المناسبات سواء مناسبات اجتماعية ثقافية يكون محور وطن في المناسبات الكبيرة التي تشهدها المملكة؟

قال المهندس رائد العقيلي: طرق وأساليب تنمية الاحتفال بذكرى اليوم الوطني.. أرى أن هناك حركة نمو مضطرد لاحتفالية هذه الذكرى أو لتطويرها وتوج هذا النمو بتثبت يوم إجازة وطنية رسمية وهذا له مدلول كبير وقرار حكيم، في السابقة كان يمر مرور الكرام، لماذا كان يمر مرور الكرام؟ لأن الجميع في تلك الحقب وتلك المراحل شاهد على ذلك الإنجاز.. وكما قال قبل قليل الدكتور عبدالإله جدع أن ذكر أن لدينا جيلا من الشباب يحتاجون للتذكير والتغذية أصبح الآن فئة الشباب المجتمع السعودي تشكل أكثر من 60% أقل من 25 سنة الذين هم تمتعوا بثمرات هذا الإنجاز فقد أصبح من الواجب أن يكون هناك فعالية لكي يستشعروا عظمة هذا اليوم وهذا الإنجاز.. ما هو الهدف من اليوم الوطني الهدف أن يحافظوا على هذا الإنجاز ويستمر بهذا الطريق ويكون هناك قوة دافعة، مرحلة الطريق عبارة عن مراحل فطريق التنمية الآن كون أكثر من الشباب السعودي يحتاجون للقوة الدافعة والفخر بماضيهم والفخر بإنجازه لأن هناك هجمات وقوة أخرى محبطة لضيفة لمسار المملكة، ولكن يجب أن نحافظ على القوة الدافعة لإكمال هذا المجال العظيم.. فالشباب الآن يجب أن نزرع فيهم أهمية هذا اليوم وأهمية الانجاز الذي تتحقق وأنا أشكر المسؤولين الذين اتخذوا قرارا بتثبيت هذا اليوم إجازة بعد أن كنا نجاهد من أجل هذا الموضوع والحمد لله الآن أصبح يوما وطنيا وكونه إجازة فهي فرصة للتفكير وأيضا للتعبير نحن قد نختلف في وسائل التعبير عن فرحتنا ولكن الأحداث سامية، وأتمنى أن نستمر في تنمية هذه الذكرى بحيث تحقق المردود المرجو منها.

شعار سنوي

هنا تدخل الدكتور عبدالإله جدع باقتراح استحداث شعار سنوي لهدف إستراتيجي لكي تكون هناك عنوان ورسالة مختلفة في كل عام.

الأستاذ خالد سندي علق بدوره بأن هذه النقطة هامة جدا وقال: عندما نتحدث عن الوطن وقضاياه، حقيقة نحتاج في مثل هذا اليوم أن القضايا التي ننتقد فيها أحلامنا التي لم تتحقق في وطن نحلم أن يكون مستقر وآمن.. كيف يكون لنا تحقيق هذا الهدف.. يكون من خلال برنامج من خلال مشاركة متكامل فيها العناصر.. إذا تبنينا مثل هذه الرؤية أصبح اليوم الوطني قوة كبيرة فنحن وجميع الدول دائما لديها مشاكل، صاحب القرار يحاول جاهداً إصدار قرارات والدولة بأنظمتها تحاول تعالج أوجه القصور.

الأستاذ شبيب سلط الضوء خلال مداخله على افتقار وسائل الإعلام وخصوصاً المرئية إلى إنتاج بعض الأفلام الوثائقية الحديثة التي تبرز ذكرى اليوم الوطني بطرق حديثة ومبتكرة وقال: أرى أن إنتاجنا من الأفلام الوثائقية لليوم الوطني محدود، بالإضافة على تخصيص مواقع محددة للاحتفال باليوم الوطني، حيث إن الاحتفال تكون الدعوة فيه عامة بدلا من الاحتفال في الشوارع وبطريقة غير منظمة.

مكانة بارزة

وقد أجمع المشاركون على أهمية وثقل المملكة على كافة المستويات في بعض الدول المتقدمة نلاحظ أنه يكون لديها مناسبات كبيرة، حيث استهل المهندس رائد الحديث عن هذا المحور الهام بقولة: المملكة غنية عن التعريف ولسنا في مجال أو في مقام أن نتحدث عن ثقل المملكة، لأن هذا الكلام تترجمه الإنجازات على أرض الواقع على كافة المستويات، والمملكة تمثل قوة استقرار في المنطقة والعالم وهذا الكلام لا يختلف عليه اثنان كونها تمثل قوة استقرار وأيضا تحوي في داخل أرضها مخزونا كبيرا وهائلا من النفط، العنصر الأول ناتج عن السياسات الحكيمة وعن بعد النظر والرؤية الثابتة والثاقبة للقيادة والآخر هيبة من الله سبحانه وتعالى اختار هذه الأرض لتكون مقراً لهذا العنصر الحيوي والهام.. فمن هذين المنطلقين يتضح مدى ثقل ومكانة المملكة ليس فقط في المحيط العالمي.. لأن هذه تمس العالم كله استقرار المنطقة وأيضا هذه الثروات التي وضعها الله وحماه الله بها ولله الحمد، والمملكة محل تقدير واحترام دولي، أما عن المستوى الإسلامي فيكفينا الحرمان الشريفان الآن مأوى وقبلة للعالم الإسلامي وأصبح هناك نمو مضطرد ومتزايد في أعداد قاصدي الحرمين الشريفين ففي رمضان الماضي مثلاُ كان هناك أكثر من 150 مليون متردد على المسجد الحرام.. أنا أقول متردد الشخص الواحد قد يتردد على المكان عدة مرات وبذلك تقاس الحركة الترددية خلال شهر واحد تردد على المسجد الحرام دخولا وخروجا في مساحة أقل من كيلو مربع 150 مليون إنسان وهذا رقم كبير وهائل. وقاصدو الحرم المكي خلال 50 عام يفوق تعداد من قصدوا هذا الحرم خلال 4 آلاف سنة أي منذ أنشئ سيدنا إبراهيم البيت ووضع أساسه وقواعده إلى قبل خمسين عاما أعداد من دخلوه خلال 4 آلاف سنة، ويعجز الكلام عن وصف أهمية وثقل هذه البلاد بنسبة للمسلمين.

جمع الشتات

المستشار عبدالإله جدع قال في هذا المحور لابد أن لا ننسى النهضة التي تكونت وتحققت ولله الحمد، حيث التف الناس حول بعضهم في شتى فئاتهم في الشمال والجنوب والشرق والغرب.. من جهة أخرى لابد أن نقوم بتمثيل المملكة خارجيا خير تمثيل كالسفارات.. الآن الاحتفالية لابد أن تتعدى الطعام والشراب والاستقبال.. إلى عرض أفلام تسجيلية عن دور المملكة ومكانتها وإنجازاتها وهذه فرصة مناسبة لتعريف العالم بدور ومكانة المملكة التي لابد أن يعرفها المواطنون أولاً ويكونوا خير سفراء ويحافظوا عليها.. نحن كمواطنين نشعر بالوطنية والافتخار بهذا البلد واعتقد حتى الموجود في هذا البلد من غير الذين يحملون الجنسية أيضا يشعرون بهذا الشعور بحكم إقامته في هذا البلد المعطاء، وأضاف أن الأمن والاستقرار هو العنصر الذي لابد أن نحافظ عليه ونعززه.

أما الأستاذ خالد سندي فقد تناول هذا المحور من جانب الناحية الدينية حيث يرى أن ما أكسب المملكة من مكانة في المحيط الإقليمي والإسلامي عدة عوامل أولها مكانة الدولة (المملكة العربية السعودية) لكونها بلد الحرمين الشريفين ومكانتها لدى الدول العربية والإسلامية ثانيا مكانتها الاقتصادية وما تقوم بها الدولة من دعم ومساعدات للدول، ثالثا دعوة المملكة ممثلة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان والحضارات والتسامح ما أكسب المملكة دورا كبيرا على الصعيد العالمي وجميع هذه العوامل أدت بدور أساسي وفاعل للمملكة سياسيا.

التزام بالثوابت

وأكد المشاركون على أن مكانة وثقل المملكة الكبيرة التي سلطوا الضوء عليها سابقاً لم تأتِ بالمصادفة أو بالعمل العشوائي والمملكة لها دور كبير للمؤسس طيب الله ثراه وأبنائه البررة من بعده، حيث ركزوا خلال مناقشة محور دور الملك المؤسس وأبنائه البررة على التطور والنهضة الكبيرة وبرغم المستجدات العالمية والتقنية في كل حقبة إلا ذلك أن التطور كان ملازما وكان منسجما مع العدادات الاجتماعية وقيمة الموجودة في هذا البلد المبارك ولله وكانوا متمسكين بالعادات والتقاليد والقيم.

المهندس رائد قال عن هذا المحور: سأتحدث أولا عن دور المؤسس (الملك عبدالعزيز) هذه البلاد بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها بحدودها ومساحتها هي بلد الرجال من كافة فئاتها يتميزون بالرجولة والشهامة والكرم والشجاعة وكل الصفات الحميدة التي تعرف هذه البلاد من قديم الزمان وهذه الصفات موجودة في طبيعة الحال في جميع قادتها ورجال وجميعها موجودة في جلاله المغفور له رحمه الله الملك عبدالعزيز ولكن ما ميزه عن الجميع وجعل على يديه بعد الله سبحانه وتعالى هذا الإنجاز هو الرؤية، تميز رحمه الله بالرؤية البعيدة المدى والنظرة الثاقبة كان لديه الرؤية لديه الهدف وهو التوحيد منذ البداية كان هذا همه فهذا نحن ما نعيشه الآن هو ثمرة هذه الرؤية التي تحققت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل بجهود وجهاده مع الرجال المخلصين وتبع بعده أبناؤه البررة جلال الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ومواقفها ولكنهم نهجوا بأقوالهم وأفعالهم رؤية المغفور له الملك عبدالعزيز وساروا على نفس الطريق ونحن ولا نزال في هذا الطريق.

قصة كفاح

الدكتور عبدالإله جدع قال: حقيقة إن اليوم الوطني يجسِّد لنا قصة الكفاح التي عاشها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ورجاله المخلصون حتى تحقق للبلاد الأمن والاستقرار ورغد العيش وكان توحيد البلاد أساسه تطبيق شرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وقد اهتم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - منذ توحيد البلاد بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وراحتهم وتطوير التعليم والصحة والاقتصاد وسار على نهجه أبناؤه البررة حتى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فغدت بلادنا متطورة ومتقدِّمة في شتى المجالات المختلفة، وأضاف إن هناك مجموعة القرارات ومجموعة من الانجازات والطموحات والملك عبدالله حفظه الله حريص على تحسين المعيشة والرفاهية للمواطنين ونبذ العنصرية ومحاربة الفساد وهذه من أعظم الأهداف والإنجازات التي يفتخر الإنسان أن ينتمي لهذا الكيان الذي يحرص على أبنائه ويصون كرامتهم.

الأستاذ سندي: لقد تأسست الدولة على نهج وعقيدة سليمة وهذه الدولة سارت عليها من تأسيسها والتي لم يكن لها وجود قبل أكثر من 90 سنة وكانت دولة فقيرة وهي الآن هي من أغنى دول العالم، وهذا الإنجاز الكبير وهذه النهضة الشاملة لابد أن واجهتها معوقات كثيرة لكن تمسك هذه الدولة بالعقيدة وبالمنهج السليم والوسطية هما سر نجاحها وسر تقدمها، ولتكن منغلقة على نفسها بل كانت مواكبة إلى كل ما وصل إليه العالم من تقنية وتكنولوجيا، واليوم عندما نقيس إنجازات وطننا بالإنجازات الموجودة في دولة قريبة متقدمة وسبقتنا بقرون طويلة نجد أننا وصلنا إلى درجة متقدمة ومراحل ليس بسيطة، وهنا أوجه نداء إلى النشء وشباب المستقبل لأقول أن هناك جهودا مثمرة بذله من قبلكم ولابد أن نتكاتف سوياً ونساعد على التنمية ونكون أحد الروافد الذي ينمي هذا البلد ونساعد على النهضة القادمة.

تلمس الاحتياجات

الأستاذ شبيب السبيعي اختتم هذا المحور بقوله: بعد توفيق الله سبحانه وتعالى هو الذي هيأ لهذه الدولة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - قبل قيام الدولة السعودية الثالثة على يد المؤسس كانت الدولة عبارة عن مناطق متفرقة مشتتة انتشر فيها قطاع الطرق والسلب والنهب وفقدت الأمل، ومع قدوم الملك عبدالعزيز أول عمل قام به تلمس حاجات الذي كان الناس يحتاجونها.. وفي مقدمتها العودة إلى العقيدة الإسلامية ومن ثم الأمن والاهتمام بالتعليم.

لغة الأرقام

وأبرز المهندس رائد المشاريع التنموية بلغة الأرقام خلال مناقشة محور التنمية الشاملة حيث قال: دعونا نتحدث قليلاً عن التنمية الشاملة بلغة الأرقام لأن الأرقام لا تكذب الكلام نستطيع أن ننشئ كلاما، والأرقام هي المعبرة الوحيدة عن مدى التنمية الشاملة التي تشهدها هذه البلاد علينا أن نعرف أولا أن أعلن مؤخرا موجودات النقد في مؤسسة النقد السعودي قاربت 2 تريليون ريال ما معنى 2 تريليون ريال أن الثروات الموجودة الآن في المملكة العربية السعودية في محيطها الجغرافي بلغ من الضخامة بحيث لم يكن أحد أن يتصور منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لم يدخل ولو جزء بسيط مثل هذه المبالغ إلى هذه البلاد وهذا رقم قياسي وإنجاز غير مسبوق.. والكل غفل عنه كيف مر هذا الخبر إعلاميا؟ 2 تريليون ريال الآن موجودات في مؤسسة النقد العربي السعودي، وفي ميزانية 2008م هذه الميزانية التاريخية التي قاربت على التريليون، استغرب كيف مرت مرور الكرام؟ فلها معنى كبير على مدى النعمة والثروات الذي وهبنا الله إياها لم يحصل أن هذه البلاد عرفت بأنها قاحلة منذ بدء التاريخ.. والسؤال كما قال سيدنا سليمان في سورة النمل (هذا من فضل ربي..... الخ)، أما الآن فقد أغدق علينا الله سبحانه وتعالى هذه الثروات التاريخية القياسية، السؤال الآن هو استفادتنا من هذه الثروات وهنا التحدي في التنمية الشاملة والاهتمام وفي هذا اليوم الجميل (ذكرى اليوم الوطني) لماذا لا نتحدث عن الإيجابيات وعما يتم إنجازه وسيتم إنجازه؟، عندما أعلن عن الخطة الخُمسية التاسعة التي بدأت عام 2009 بمبلغ وقدره تريليون و400 مليار ريال وهذا مبلغ ضخم على الإطلاق، كل هذا المبلغ وتصرف خلال خمس سنوات على التنمية الشاملة صحة تعليم طرق.... الخ.. لنتكلم بالتحديد الصحة مئات المستشفيات وأعرف كيف أنشئت هذه المستشفيات لدرجة أن هناك مستشفيات أنشئت في أماكن صحراوية نائية كانوا يأتونها الهجر، يوجد اهتمام في الصحة ونتكلم عن الطرق يوجد لدينا 60 ألف كيلو طولي من الطرق حاليا و20 ألف تحت التنفيذ خلال سنوات وخلال 20 عام سيتم ازدواجية وستحول جميع هذه الطرق إلى مزدوجة أو سريعة، استهلاك المملكة عام 2011م وصل إلى 10 ملايين طن من الحديد وهذه لها مدلولات ضخمة وهامة بمدى المشاريع وبمدى حجم هذه التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، فقط في مدينة الرياض 5 مليون طن أو متر مكعب من الخرسانة سنويا في مدينة الرياض فذه الأرقام تتحدث عن نفسها حيث أنها في صلب التنمية الشاملة في الوطن، نتكلم الآن عن التعليم في الجامعات طبعا أصبح الصغير والكبير يعرف كم من الجامعات افتتحت خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذا غني عن التعريف واعتقد أن جامعة الأميرة نورة وأنتم تعلمون مدى ضخامة هذا الإنجاز الذي أنجز في وقت قياسي ما استغرق غيرنا في الانجاز مئات السنين أنجز عندنا في سنوات وعلى تعدد أصابع اليد الواحدة.

رؤية ثاقبة

وأضاف المهندس رائد: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا - يقول ابن خلدون أن العرب ليسوا بأمة صناعة - وهذا كلام صحيح نوعا ما ولكن تأسيس الجامعة هذه بالذات بدأت فيها الانتقال العرب من مرحلة إلى مرحلة الصناعة وجامعة الملك عبدالله للعلوم التكنولوجيا تختلف ليست جامعة اعتيادية هي جامعة أنشئت لهدف البحوث والاختراعات وتنمية القيم الإنسانية والعلمية في العالم أجمع وهي مخصصة للعلماء لتستقطب هذه البلاد القاحلة النائية التي كانت مشهورة بالأمية بالجهل والخرافات والبدع أصبحت هي منارة وتستقطب وتشجع أصحاب البحث العلمي لأي كان جنسهم أو لونهم، فلذلك اعتبر هذه من أعظم الإنجازات التي أيضا لا يزال الناس لا يدرك الرؤية، هناك فجوة بين رؤية القيادة الثاقبة واستيعاب الشعوب.

الاهتمام بالتعليم

المستشار جدع قال عن التنمية الشاملة في المملكة: لقد استمرت مسيرة التنمية والبناء والتوسع في الخطط الشاملة في مجالات مختلفة في وطننا الحبيب وكان التعليم في مقدمتها، بالإضافة إلى بناء مقدرات الدولة وتعزيز مكانتها داخلياً وخارجياً لاسيما في خدمة الإسلام، كما شهدت المقدسات الإسلامية أعظم حركة بناء وأصبح أداء الحج والعمرة وزيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة من أيسر السبل مع الكثرة الكاثرة القادمة من جميع البلاد والدول الإسلامية والأقليات المسلمة في العالم التي تقصد المملكة سنوياً لأداء مناسك الحج والعمرة، كما أصبحت للدولة مكانة اقتصادية مؤثرة عالمياً بما حباها الله من نعم كثيرة.

محور برامج التطور الإصلاح الطموحة استأثر باهتمام المشاركين حيث قال الدكتور جدع بدايةً:المتابع لمسيرة الدولة منذ توحيدها على يدي جلالة الملك عبد العزيز يلاحظ القفزات الكبيرة التي تحققت على أرض الواقع في المجال الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي والسياسي والإصلاحي وغيره، بتوازن فريد قلما يحدث في عالم اليوم، فساد الأمن والأمان وعم الرخاء والاستقرار فكانت هذه الدولة محل إعجاب وإكبار الدول والأمم والشعوب في العالم.

قرارات تاريخية

ونوه الدكتور والمستشار جدع ببرامج الإصلاح الأخيرة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والتي جاءت لتؤكد العزم الأكيد للارتقاء بالوطن والمواطن، ولتؤكد كذلك عزم الدولة على مواجهة المشكلات الأساسية الثلاث التي يواجهها البلد حالياً: البطالة والسكن والفساد الإداري، مؤكداً أنها بمثابة رسالة واضحة للجميع أن الإصلاح الاقتصادي والإداري أصبح ضرورة وليس خيارا.

الأستاذ سندي: بكل صراحة قرارات مميزة وطموحة وقد جاءت في وقتها فعلى الرغم مما يشهده العالم العربي من اضطرابات سياسية شعبية عارمة، إلا أن بلدنا -ولله الحمد - يرفل باستقرار اجتماعي فريد يرجع في المقام الأول إلى الأسس الشرعية التي قامت عليها هذه الأمة. ومع ما يشهده العالم من أزمات مالية وتراجع في النمو الاقتصادي بشكل عام، تشهد المملكة نمواً اقتصاديا يُعد الأسرع نموا في العالم بعد الصين. ولأن السياسة والاقتصاد صنوان، فقد جاءت الأوامر الملكية الأخيرة لتؤكد عزم خادم الحرمين على استكمال برامج الإصلاح الاقتصادي التي يشهدها البلد منذ أعوام، والوطن يستحق مننا المزيد والمزيد من أجل أن تكون هذه البرامج والإصلاح الطموحة على أرض الواقع.

مهندس الإصلاح

الأستاذ شبيب السبيعي: أنا أعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو مهندس الإصلاح الأول لأن في الماضي لدرجة الملك عبدالله قال في أحد حديثه ابدأوا بي أنا وأولادي لم يستثنِ أحدا، مؤسس مؤسسة مكافحة الفساد أي كائن كان.

المهندس رائد: لا يختلف اثنان في أي مكان في العالم على كلمة الإصلاح حتى النظام المالي العالمي يتحدثون عن نظام النقد المالي العالمي فكلمة الإصلاح الآن أصبحت بالنسبة روتينية وأصبح الكل يتحدث فيها سواء فيها رغبة أو لا، السؤال الآن هو ليس الإصلاح بحد ذاته لأن الإصلاح موجود ونية الإصلاح موجودة وإذا لم يتم الإصلاح سنكون نتاج غير جيدة، نتكلم عن وتيرة الإصلاح متى ما كانت سريعة في الاستجابة نحن في عالم ديناميكي ومتسارع وأصبح الآن المعلومة تنقل بأجزاء من الثانية عبر بوسائل كثيرة فأصبح الآن وتيرة الإصلاح تواكب يجب أن تواكب وتيرة الإصلاح هذا النمو المتسارع في العالم وأصبحت الناس حاجتها ملحة وأصبحت في عصر السرعة لا تنتظر فأتمنى أن يكون وتيرة في الإصلاح أسرع من ذلك خاصة في الطبقة التي تنفذ هذه الإرادة الملكية هناك إرادة على مستوى عالٍ للإصلاح في كافة أشكالها ولو تحدثنا على بعض أشكالها ولكن نتكلم باصطدامها بعقبات البيروقراطية وآلية التنفيذ يجب أن نركز الآن على اقتصاد هذه العقبات والقضاء عليها وأيضا اختصار آلية التنفيذ في تنفيذ هذه الإصلاحات التي أرى إنها فعلا طموحة وأنها إذا نفذت بشكل سريع ستنقل البلد من أحسن إلى أحسن.

المحور الأخير كان هو الأمن والاستقرار حيث اتفق المشاركون أنه حجر الزاوية لأي مجتمع فلا تنمية ولا رفاهية ولا راحة بدون هذا العنصر، المستشار عبدالاله جدع متناولاً هذا المحور بقوله: اليوم الوطني يعني الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن، وعدم السماح لأي عابثٍ أو حاقدٍ أو حاسد أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه، واستشعار هذه المسؤولية العظيمة عند كل فردٍ من أفراد المجتمع فيصبح الجميع عيوناً ساهرةً لحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره، ولا مساومة على الأمن والاستقرار ذلك لأن الأمن والاستقرار نعمة كانت مفقودة في الجزيرة العربية في القرون الماضية، عاشتها أجيال الأجداد في خوف وفزع ونهب وسلب وفتن وحروب بينية، كانت تؤججها نزعات بين القبائل، في أجواء الشتات والفرقة والضعف، مما حرم الجزيرة العربية من أهم عوامل التقدم والرقي، فظلت متخلفة تعيش الفقر والجهل والمرض، حتى بدأت بشائر الأمن تشرق في سماء رياض المجد، على يد البطل الكبير صقر الجزيرة العربية (عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود) رحمه الله، فكان فتح الرياض فتحا لأبواب الأمن والاستقرار والوحدة، فانتشر في ربوع الجزيرة العربية من ثم انطلقت في أجواء الوحدة والأمن والاستقرار قوافل النهضة العربية السعودية في كل مكان في البلاد، تفتح المدارس والجامعات، وتبني الطرق وتعمر الديار، وترفع راية الخير وقيم التسامح والتعاون بين البشر، وكل ذلك ثمرة للأمن والاستقرار والعلم والعمل، ولذلك فلا مساومة على أمن واستقرار بلادنا الغالية.

الأمن والاستقرار

الأستاذ سندي: كنت في رمضان في الصومال في العاصمة مقديشو نناقش وضع حقوق الإنسان ووضع الصومال وقد تبرعت الأمم المتحد مليار و600 مليون دولار وأيضا تركيا 52 مليون دولار والسعودية 61 مليون دولار والحملات الشعبية للشعب الصومالي 200 مليون دولار.. فلوس كثيرة جدا. وقد ذهبت في مخيم بكينا يوجد فيها 450 لاجئا ليس لديه من الحد الأدنى من القوت وحتى حياتهم تعتبر أغصانا عليها قطعة قماش هذا منزله ولا يوجد أي مقومات للحياة من غير الأكل القليل السيئ والخدمات الصحية الذي يمكنه أن يأخذها من بعيد تذهب المستشفى وترى المرضى تقول نحن لسنا في القرن العشرين وهذا المستشفى تابع للأمم المتحدة، أمام عيني دخلت خيام 1600 متر بها 600 عائلة.. الأمن والاستقرار مهم جدا.. نحن نعيش في هذه البلاد في نعمة من نعم الله ولابد أن نعزز من دور الأمن الاجتماعي أيضاَ، فالأمن الاجتماعي هو موضوع لابد مناقشته بجدية فما أجمل أن نكون في مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة آمنين.

وغياب الإصلاح يؤدي إلى نقص وفقدان العمل وفقدان العمل يؤدي إلى فقدان الدولة وهذا ما نشاهده في دول مجاورة، فعندما غاب الإصلاح غاب الأمن ثم انزلقت الدولة في الفوضى وأصبحت كل مجموعة تحكم لها مدينة وحي بمفردها.

المهندس رائد: رغم التحولات العالمية خاصة الاستقرار الأمني والاقتصادي نحن كنا نتوقع أن العاصفة المالية الاقتصادية التي اجتاحت العالم والدولة المحيطة بنا كانت أقوى منا بكثير وأن الله نجانا منها ولله الحمد وهذا بفضل الله، لابد أن يكون للإنسان دور في هذه الأشياء، الأمن والاستقرار هي محصلة العدالة.

الأستاذ شبيب السبيعي: لا شيء يعادل وجود الأمن والاستقرار، ولا يوجد مطلب يستحق التضحية بهما من أجله، مهما كان هذا المطلب، فلا وطن من دون أمن، ولا حياة أو حرية من دون استقرار، واجبنا اليوم كمواطنين أن نحمي و نحافظ على منجزات وطننا الحبيب، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً، فليست لأحد مصلحة أبداً في فقدان أي من هذه المزايا التي تنعم بها المملكة، وسط مناطق ودول إقليمية متقلبة الأوضاع، فأبناء المملكة العربية السعودية محبون ومخلصون لوطنهم وقيادتهم الحكيمة بإذن الله تعالى.

****

المشاركون في الندوة

المهندس رائد العقيلي: رئيس اللجنة العقارية بغرفة جدة

***

المستشار الدكتور عبدالإله جدع: عضو مجلس إدارة مكتب الوكلاء الموحد

***

خالد سندي: ناشط في العمل الاجتماعي الدولي

***

شبيب السبيعي: مساعد مدير مكتب مكافحة التسول بجدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة