Monday  26/09/2011/2011 Issue 14242

الأثنين 28 شوال 1432  العدد  14242

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- الأخوان العزيزان عبدالله السدحان وناصر القصبي، حفظكما الله .. وبعد،

- فقد تردّدتُ كثيراً قبل أن أرسمَ الحرفَ الأول من هذه المكاشفة المفتوحة معكما، ثم ازدادَ عزمي إصْراراً على الكتابة بعد أن صَافَح سمعي وبصري الحديثُ تلوَ الحديثِ، غثّه وسَمينه، عن برنامجكما الشهير (طاش ما طاش) الذي بلغ هذا العام ربيعَه الثامن عشر !

- بدْءاً أصارحكما أنّ الغايةَ المسيّرةَ لهذا الحديث هي الودُّ لكما والغيرةُ عليكما، وأُشْهِد اللهَ أنني كنتُ وما برحتُ من أشدّ الناس إعجاباً بإطلالتكما السنوية في كلِّ رمضان، تقدمان من خلالها لملايينِ المشاهدين في بلادنا وأصقاعٍ أخرى من وطننا العربي وجبَاتٍ يُطرَح بعضُها على (صفيح ساخن) جداً، والبعضُ الآخر (باردٌ) كالجليد ! والوجباتُ بوجه عام مختلفةُ (السعرات) وزْناً، متباينةُ النتائج تَقْديراً، سَلْباً كان ذلك أو إيجاباً.

- كنتُ أقيّم كلَّ (وجبة) على حده، فإما كانت غنيةَ الفائدة، يسيرةَ الهضْم، وممتعةً للنفس، أو كانت مِزيحَاً من هذا وذاك، يزيدُ أو يقلُّ وفقَ عُمْق الجهدِ المبذولِ لتحْقِيقه ! فإنْ رجَحتْ حِصةُ الإيجابيّاتِ، تمنَّيتُ منكما المزيدَ، وإنْ كان الأمرُ خلافَ ذلك، قلتُ لنفسي معزّياً: ((لنا في الغد موعد آخر، ولعلَّ الحسناتِ يُذهبْنَ السيئات))!

- غير أنّ وتيرةَ النقد و(الانتقاد) معاً لبرنامجكما أيها العزيزان ازدادت هذا العام أكْثرَ من ذي قبل، بعضُ حيثيّاتِه تحملُ جرعاتٍ مكرّرةً ممّا قيل أو كُتب في الأعوام السابقة، وبعضُها جديد، وسأُوجِزُ لكما بعضاً من عناصر النقد لبرنامجكما، فأقول:

1) كثيرُون لاحظُوا بوجْه عام ضَعفاً في النصوص التي تَتّكئُ إليها بعضُ الحلقات، فِكْراً ومضموناً وهدفاً.

2) وهناك من رأوا (تبَايُناً) في مستويات الأَداء بين حلقة وأخرى، إبْداعاً في إحداهُما أو أقلّ من (عادي) في الأُخْرى!

3) وآخرون انتقدوا تكرارَ توظيف بعض الصُّور النمطيّة المسْتهلَكة محلياً وإعلامياً في الحلقات تَتَمثّلُ في (نماذج) بشرية من المجتمع السعودي بهدف حِيناً وبلا هدف أحياناً، مثل (فؤاد) الركيك لهجةً، والمهتزّ شخصيةً، ناهيك عن غياب الربط الفني بين الفعل والفاعل في أدواره، ومثل ذلك رجلُ الأعمال البدين (أبو علي) (المنبجع) في كل اتجاه الذي (يحفظ) مفرداتٍ من لهْجة إحدى منَاطق المملكة، ثم لا يتْقنُها نطقاً ولا تعبيراً ! وفي الوقت نفسه، يتقّمص سِمةَ (التديُّن) تظاهراً في الوقت الذي يُمارس فيه أصنافاً من الغشّ ! وأتفق مع الناقدين أنّ طرح هاتيْن الشخصيتين على نحو متكرّر لا يأتي بخير !

4) المبالغةُ المفرطةُ أحياناً في عرضِ بعضِ المواقف والعاهات الاجتماعية في بعض الحلقات، إمّا بسياقٍ (فكاهي) ساخر ومبتسرٍ يستهدفُ إضْحاكَ الناس فحسب، وإمّا بسياق (درامي) يطغَى عليه (التصنُّع)، فيفْشَل من الاقتراب من أسوار الحقيقة ويتعثَّر وصولَ ما يرادُ إيصاله إلى وجدان المشاهد وعقله ! وفي كلا الحَاليْن، يخسر المشاهد غَايتيْن، فلا هو أدرك متعةَ الترفيه والتسرية عن نفسه في المشهد الأول، فابْتَسَم واستمْتَع، ولا هو استشْعر العِبْرة في المشهد الثاني فاتّعظ واعتبر !

وبعد..،

- فإنّ هدفَ هذا الحديثِ أيها العزيزان عبدالله وناصر، هو محاولةٌ ودّية متواضِعة للتذكير بأنّ برنامج (طاش ما طاش) مُنْجزٌ جماهيري مهم، أَلفَه الناس على مدى ثمانية عشر عاماً فأحبُّوه، وتنافست في استقطابه أكثر من قناة فضائية لغايات متفرّقة، وباتَ وجبةً رمضانية يترقَّبُ الناس بثَّها باهتمام.

- غير أنّ البرنامج، رغم ذلك كله، يحتاجُ في تقديري المتواضع إلى (ترميم) فنِّي ومهنيٍّ عاجل وعادل يعيدُ له الاعتبارَ في أذهان الناس وأفئدتهم، ويستعيدُ القارئ من خلاله الثقة في الرسالة الثقافية والفنية التي تحاولان أنتما جاهديْن طرحها على جمهوركما العريض، داخل المملكة وخارجها، وفي الوقت نفسه يمنح البرنامجَ فرصة لاستقطاب مساحات أعرض من المشاهدين، بدلاً من تقليصها لصالح برامج أخرى لا تتمتّع بالعمق الزمني والدرامي الذي أحرزتماه عبر السنين، قبل أن يتعرّض برنامجكما لفتنةِ المنافسة وشيءٍ من التراجع الفني والإبداعي في إنتاجه.

- أخيراً، كنت أتَمنّى لو استثْمرتُما إطلالتَكما التلفزيونيةَ في برنامج الصديق / داود الشريان (واجه الصحافة) قبل أيام تصدّياً لسهام النقد الموجَّهة إليكما، فدافعتُما عمَّا يمكن الدفاعُ عنه، وسلّمتُما بأنّ هناك جوانبَ من البرنامج تَحتاجُ إلى مراجعة و(ترميم) فنيٍّ وموضوعي كي يستعيدَ الصدارةَ بين أقْرانِه، بَدلاً من برُوز حالةِ (الانشِطَار) في الرأي بينكما، ليستَنْتجَ البعضُ أنكما وصلْتُما إلى شَفَا الفِراق، بعد أن عَرفَكما الناس (تَوْأماَ) شراكةً ناجحةِ للدراما الخليجية المبدعة.ولكما مني عاطر التحيات مقرونة بدعائي بالتوفيق.

 

الرئة الثالثة
مكاشفة ودّية مع قطبيْ (طاش ما طاش) !!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة