Tuesday  27/09/2011/2011 Issue 14243

الثلاثاء 29 شوال 1432  العدد  14243

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

إلى رحمة الله يا أبا يزيد
خالد بن عبدالمحسن بن حمد التويجري *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما أمر الفراق ما أشد وقعه على نفس محبة فقدت غالياً لها. وما أبشع إيلامه حين يكون الراحل واحدا من هؤلاء النفر من الرجال الذين نذروا حياتهم لحب الخير وفعله وحض الناس عليه. إنني إذ أنعى اليوم ابن الحبيب الراحل الكبير الدكتور عبدالمحسن العبدالله العبدالمحسن التويجري فلست أنعى ابن عم لي، بقدر ما أنعى أحد رجال الوطن العظماء، وابناً من أبنائه البررة الأوفياء، أمضى شطراً من حياته في العمل العام رجلا من رجال الحرس الوطني الذين خدموا الوطن بشرف وإخلاص، قبل أن يتفرغ للكتابة الصحفية عبر صفحات جريدتي الرياض ثم الجزيرة، مقدما عصارة فكره وآرائه في عدد من القضايا الاجتماعية والإنسانية والتنموية والوطنية عبر سلسلة مقالات منوعة شاملة أثرى بها أرشيف الصحافة الوطنية. ولعله في هذا المقام يجدر بي ذكر وصية الراحل لي قبيل وفاته بجمع نتاجه الفكري والأدبي في إصدار كبير يقدم له الإعلامي الكبير الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الذي كانت تربطه بالراحل عرى صداقة وثيقة واحترام وود متبادلين، وهي الوصية التي بدأت العمل على إنفاذها قبل رحيله -رحمه الله، ولقد اطلع على جانب من العمل الذي لم يمهله القدر ليراه مكتملاً، بيد أننا سنواصل العمل عليه حتى يتحقق حلم الراحل، ونسعد به بين أيدينا، ونقدمه للمكتبة الوطنية إضافة من طراز رفيع، وإثراء لتراث بلادنا.

وفي الوقت الذي أثرى فيه الراحل الحبيب تراث بلاده بنتاجه الفكري والإنساني، أثرى ذواكرنا أيضاً بباقة من المشاهد الإنسانية والمآثر التي تركها بين أيدينا شاهدة على واحدة من أعظم السير الإنسانية لرجل أسر قلوب من حوله بمواقفه الكبيرة، وبصنائع المعروف التي قدمها على حب منه رحمه الله طوال حياته، فلقد كان الراحل الكبير ابنا بارا لبلاده بحق، وأخا كريما لإخوانه، ومعوانا على الخير لكل من حوله، يلجأ إليه في الشدائد، ويستغـاث في الضــوائـق والنــوازل، أحب الإحسـان وحببـه لكل من حـولـه، وحفـظ عهود الأخوة والصداقة لجميع من عرفوه ولازموه في حياته المكتنزة محبة ومودة وبرا ورحمة.

إن المصاب جليل، والخطب عظيم، بفقد غالي أسرتنا وغالي بلادنا الراحل الدكتور عبدالمحسن، تلك القامة العالية التي كانت مصدر الإعجاب والاعتزاز لكل من حولها، تلك القدوة الوطنية النادرة التي نتعزى بسيرتها العملية والإنسانية أنها ستكون مثالا يحتذى لشبان الوطن ولأجياله التي هي أحوج من تكون إلى قدوة من هذا الطراز الرفيع، طراز الراحل الكبير الدكتور عبدالمحسن التويجري الذي نحتسبه عند الله، ونسأله سبحانه وتعالى أن يأجره في مرضه الطويل، ومعاناته التي كان يخفيها عن الجميع، فلقد كان الراحل على آلام المرض التي نالت منه طويلا، يتبسم لزائريه، ويتسع صدره لهم، فيشرع يسألهم عن أحوالهم ويتفقدهم، كان دائم السؤال عن الصغير والكبير على مرضه وألمه ومعاناته -رحمه الله-.

كما نسأل الله الكريم الصبر لوالده العم الغالي الشيخ عبدالله العبدالمحسن التويجري الذي وصل من جينيف بعد وفاة الراحل بساعات، فلم يتمكن من وداعه على قيد الحياة، ما ضاعف المصاب، وصعب الألم، لكننا نحسب العم عبدالله على خير والله حسيبه.

أيضاً أتقدم بخالص العزاء إلى أختنا الفاضلة أم يزيد زوجة الفقيد، وأبنائها، أسأل المولى القدير أن يرزقهم الصبر على مصابهم.

رحمك الله يا أبا يزيد، وتجاوز عنك، وأسكنك فيسح جناته، وجعل مثواك الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

*رئيس تحرير مجلة مناسبات

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة