Tuesday  27/09/2011/2011 Issue 14243

الثلاثاء 29 شوال 1432  العدد  14243

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 81

 

اليوم الوطني.. قراءة للتاريخ
د. علي بن عبدالرحمن بن قاسم العنقري(*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يأتي اليوم الوطني ليجدد في النفس مشاعر الاعتزاز بالمواطنة والفخر بالوطن، ويحرك الإحساس بقيمة الأمن الذي نعيشه والاستقرار الذي نتفيأ ظلاله، والرخاء الذي ننعم به. فهو يوم للذكرى والاعتبار، وقراءة التاريخ ومحاورته، وتأمل الأحداث ومآلات الأمور، واستخلاص النتائج والدلالات التي تساعد على استشراف المستقبل، ورسم خطوات الطريق نحو مواصلة البناء والتنمية والازدهار.

ويأخذ اليوم الوطني في المملكة طابعاً خاصاً، لأنه يرمز في مضمونة إلى وحدة الوطن الكبير والتمام شمله وتماسك أركانه، ويدعونا إلى الالتفات قليلاً إلى مرحلة ما قبل الوحدة والتوحيد، تلك المرحلة التي كانت نهباً للتشتت والفرقة والضياع، ومرتعاً للفقر والجهل والمرض. ثم إمعان النظر في مراحل الوحدة وقيام الوطن على يد البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين، وما تطلب ذلك من ثمن غالٍ وجهد ودم وعرق حتى قام الصرح وظهرت معالم الكيان الكبير في دولة قوية متماسكة تحكم بالشرع المطهر وتسير بخطوات واثقة على طريق الحضارة والتقدم في كل ما يحقق لها الريادة ولمواطنيها الأمن والرخاء والاستقرار، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي واصل مسيرة البناء والتنمية بخطوات سريعة تسابق الزمن، وبنظرة ثاقبة فاحصة للخيارات الإنمائية والفرص الحضارية التي تحقق هدف الدولة نحو بناء الإنسان. وها هي الشواهد أمامنا واضحة جلية في جامعات شملت أرجاء البلاد وأخرى ذات طابع عالمي ومنهج فريد، وتطوير شامل للتعليم والمدارس ودور الصحة ومدن الاقتصاد والصناعة والطرق وغيرها من العطاءات الشاملة في كل المجالات، فضلاً عن إشاعة عوامل التماسك والوئام في المجتمع من تسامح وتواصل وحوار، مع ما يواكب ذلك من دور عالمي رائد يتمثل في قيادة فكرة التواصل بين الحضارات والحوار بين الأديان والإسهام الفاعل في تحقيق السلام ونشر مبادئ العدالة ودعم الجهود الدولية نحو خدمة قضايا الإنسانية في كل مكان.

أما فيما يخدم الإسلام والمسلمين، فإننا نتحدث عن إنجازات فريدة تسجل بأسطر من ذهب في صفحات التاريخ، فالحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة -على سبيل المثال- كانت تحت عنايته الخاصة -حفظه الله- وتحققت في عهده أكبر توسعة في التاريخ من أجل تخفيف العناء على الحجاج والزوار والمعتمرين الذين قدروا هذه الإنجازات العملاقة التي تحققت في وقت وجيز.

ولا شك أننا حينما نتأمل ونقرأ التاريخ عبر نافذة يومنا الوطني، فإننا نحمد الله سبحانه وتعالى على ما نحن فيه من نعمة، ونسأل الله أن يديمها علينا وأن يعيننا على شكرها وحفظها. ونتذكر في ذات اللحظة ذلك المجهود الكبير الذي بُذل من أجل بناء كيان الوطن الكبير، لندرك واجبنا ومسؤولياتنا في المحافظة عليه وحمايته والمحافظة على أمنه واستقراره، وأن نكون جميعاً يداً واحدة خلف القيادة الرشيدة لدرء الأخطار والفتن عنه، وألا نلتفت لكل ناعق وحاقد وحاسد يريد أن يقوض أمنه ويهدر مكتسباته وقدراته، وأن نسعى إلى أن يدوم هذا البلد الأمين حضناً دافئاً لأولادنا وأجيالنا القادمة بإذن الله.

هذا، ونسأل الله أن يبارك جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يديمهم عزاً للوطن وذخراً للمواطن، وأن يعيننا جميعاً على القيام بواجباتنا نحو عبادته سبحانه وتعالى وشكره والإسام في خدمة وبناء الوطن.

(*) مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالحرس الوطني

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة