Tuesday  27/09/2011/2011 Issue 14243

الثلاثاء 29 شوال 1432  العدد  14243

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

اليوم الوطني 81

 

توسعة الحرم المكي الشريف
سعيد محمد العماري

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نقلة تاريخية وعهد جديد في مسيرة خدمة البيت الحرام، وضع أساسها وأرسى قواعدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتدشينه أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي، والتي سترفع الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون و600 ألف مصلّ في وقت واحد، وهو المشروع الذي يجسد حلماً شخصياً للملك عبدالله الذي أصبح حقيقة وواقعاً، حلم وفكرة بدأت برؤية وتحولت إلى مشروع لتنتهي بإنجاز وإعجاز وتوسعة لبيت الله الحرام تأتي استكمالاً لمشروعات للمعتمرين والحجاج مثلت صروحاً منها توسعة المسعى.. ومصنع مياه زمزم وإضافات الحرم المكي من مبان وساحات وجسر الجمرات وقطار المشاعر. هذه التوسعة لا نبالغ إذا قلنا إنها نقلة نوعية في البناء والتعمير يقودها خادم الحرمين الشريفين، لم ير التاريخ مثيلا لها، إذا تزيد بمرة ونصف على مجموع التوسعات التي شهدها الحرم المكي وتبلغ تكلفتها 80 مليار ريال وتمتد على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً، ومن شأنه وشأن المشاريع التطويرية الأخرى التي ستشهدها منطقة الحرم إن شاء الله تعالى أن تضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام بما يتناسب وزيادة أعداد المعتمرين والحجاج والزوار في كل عام، وبما يساعدهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وفقاً لأساليب حديثة وعصرية تعتمد على أرقى التصاميم المعمارية.

وتعد موافقة خادم الحرمين الشريفين على هذه التوسعة الضخمة، التي تشمل الجهة الشمالية لساحات المسجد الحرام، تأكيداً على امتداد الاهتمام المتواصل من قيادة البلاد بأقدس البقاع على وجه الأرض، وقد أشاد الكثيرون بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله جميعا- لخدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، منوهين بأكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام إلا أن كلمات خادم الحرمين الشريفين خلال تدشينه المشروع العملاق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الملك عبدالله لا ينتظر شكراً ولا ثناءً من إنسان وإنما يفعل ذلك ابتغاء وجه الله عز وجل وينتظر الثواب الجزيل منه سبحانه وتعالى حيث قال -يحفظه الله- عقب وضعه لحجر الأساس «هذه التوسعة ما لنا فيها كرم، الكرم لله عز وجل ثم الشعب السعودي الأمين، وهذه التوسعة للمسلمين قاطبة».

ولقد جاءت هذه الخطوة المباركة في يوم مبارك وشهر مبارك، حيث تم التدشين يوم الجمعة، وهو يوم مبارك قال فيه صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها» وفي شهر مبارك الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: «رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار». فهي أيام مغفرة ورحمة، وما أعظم رحمات الله وفضله على عباده في هذه الأيام المباركة.

وتدل هذه التوسعة على رؤية ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين لمستقبل مكة المكرمة مهبط الوحي، فالمسجد الحرام أول مسجد وضع لعبادة الله على وجه الأرض، وهو أعظم المساجد، والعناية به من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه التوسعة ستخدم جميع المسلمين، كما أن المشروع يأتي انطلاقاً من رسالة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، واستمراراً للعناية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة في المملكة للأماكن المقدسة. إن هذه البلاد الطاهرة تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن وتعتز بهذا الشرف الذي أكرمها به الله سبحانه وتعالى ولهذا فهي تسخر كل طاقاتها وجهدها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن.

إننا كسعوديين نحمد الله أن هيأ لهذه البلاد قيادة صالحة راشدة تحرص على تطبيق شرع الله وخدمة الحرمين الشريفين، ووضع راحة الحاج والمعتمر على رأس أولوياتها، ولا جدال أن هذه التوسعة تهم كل مسلم على سطح المعمورة، وسيبقى يوم الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1432هـ خالداً في ذاكرة التاريخ عندما وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي الشريف ليتسع للساجدين والعابدين والعاكفين والطائفين، وإنها لأعظم مشروع نتفاخر به أمام الدنيا ونتشرف بأننا نوسع بيت الله للطائفين والحجاج والمعتمرين، وستبقى هذه التوسعة هامة في جبين الدهر تبقى خالدة شاهدة على عهد زاهر وملك صالح.

ولا بد هنا من الإشارة إلى أن فكر القيادة الرشيدة يواكب الزيادة المضطردة في أعداد المسلمين لزيارة البيت وأداء المناسك وهو ما ظهر جلياً بتطوير عمارة المسجد الحرام بمشروع عملاق تمثل في تطوير المسعى لتصل طاقته الاستيعابية إلى 108 آلاف ساع في الساعة، وهو الأمر الذي دعا إلى العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف بفكر علمي مدروس ورؤية إستراتيجية عالية المستوى، وأن الملك عبدالله وبتلك الخطوات العملاقة في الحرم المكي الشريف قد حقق للأمة الإسلامية ما تصبو وتتطلع إليه تجاه عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين، وكل ما يكفل أداء المسلمين قاطبة نسك الحج والعمرة بيسر وطمأنينة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة