Thursday  29/09/2011/2011 Issue 14245

الخميس 01 ذو القعدة 1432  العدد  14245

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

صار من المعتاد أن نتلقى على هواتفنا الخاصة المحمولة والثابتة عددا هائلا من الاتصالات من قبل البنوك التي تسوق لمنتجاتها وتغري بالتسهيلات والقروض، وكذلك بعض المؤسسات والشركات التي تكلف مندوبيها بالاتصال بنا لطرح بعض سلعها وبضائعها الاستهلاكية.

والعجيب أن مندوبي البنوك ومندوباتها - على وجه الخصوص - يتصلن بكل ثقة فيبدأن بالتحية والسلام والسؤال عن الصحة والأحوال، وتكون المندوبة على معرفة مسبقة بالشخصية المتصل بها سواء بالاسم الكامل أو الوظيفة ومقدار الراتب الصافي ومع البدلات - إن وجدت - وتقوم بعرض خدماتها البنكية، وتحديد كمية القرض ومقدار القسط الشهري حتى في حالة اندهاش الطرف الثاني (العميل - الضحية) من معرفتها كل هذه التفاصيل التي تدخل ضمن الخصوصية!

والأعجب أن المندوبة لا تبدي أي امتعاض حين لا تتجاوب معها وحتى لو أنهيت المكالمة بعبارة واحدة (لا أرغب في قرض) إلا إنه ليس في استطاعتك إطلاقا أن تعرف مصدر معلوماتها، حيث ستدخلك في دهاليز عميقة قد تفضِّل الانسحاب أو إغلاق الخط حسب أسلوبك ومدى تحملك لاقتحام هذه الشخصيات حياتك، وحنقك من معرفة تلك المعلومات الخاصة وأهمها رقم هاتفك أو مقدار راتبك!

والتسويق الهاتفي المزعج، أو طرق الأبواب والدخول للمنازل بهدف العرض المجاني، وكذلك انتهاج وضع المنشورات تحت أبواب المنازل وعلى السيارات، كل تلك الأساليب لا تخدم إلا مصالح البنوك أو المؤسسات والشركات فضلا أنها اختراق صريح للخصوصية بكل صفاقة، فهو يحمل آثارا سلبية من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. عدا أنه لا يراعي ظروفك المعيشية حين يوقظك من النوم أو يقطع عليك خلوتك أو يبدد وقت عملك، فيكون الرد على المتصلين جافّـاً فلا ينبئ عن أسلوب تعاملك ولطفك، وقد يتلقى المندوب المتصل سيلاً من العبارات غير اللائقة!!

وينبغي الاكتفاء بالقنوات التسويقية المعروفة كالدعايات عبر وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون وإنترنت، والمنشورات من خلال الأسواق والمعارض، وكذلك تضمينها اللوحات الإعلانية الخاصة بالمجمعات التجارية أو واجهة المحلات.

وما أذكره هو صدور قرار صارم من إمارة منطقة الرياض يتضمن منع توزيع المنشورات الدعائية الخاصة بالتخفيضات على المنازل أو وضعها تحت الباب، حيث يتسبب هذا الفعل بسرقة المنازل ولاسيما التي لا يرفع ساكنوها تلك المنشورات، أو لا يتخلصون منها تكاسلا أو بدواعي السفر! والأسوأ منها ملصقات المدرسين الخصوصيين والسباكين والكهربائيين وأصحاب سطحات نقل السيارات المتعطلة التي لا يخلو منها عداد كهرباء منزلي!

ولكي نكون مجتمعا واعيا يحسن محاربة هذه الظواهر بمقاطعة الأسواق التي توزع منشوراتها، ووقف تمادي مندوبات التسويق وردهن بلطف حال الإجابة على المكالمة وتوجيههن لطرق أكثر حضارية..

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
التسويق الهاتفي والمنزلي واختراق الخصوصية
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة