Thursday  29/09/2011/2011 Issue 14245

الخميس 01 ذو القعدة 1432  العدد  14245

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

لا تحتاج منطقة الباحة الجميلة بطبيعتها وأهلها لتوصيفٍ أو مديح شاعرٍ آخر، فهي غنية بملاحم شعرائها وأدبائها، الذين يتميزون بلغة عالية كجبالها، صافية كمياهها، ملونة كتينها وزيتونها ورمانها، مشحونة بالعاطفة والحب كقلوب أهلها الذين لا يكتمون عواطفهم الجياشة.. وهذا ما لفت نظر الأشقاء العرب، وكان المتسيد في أحاديث الردهات، ورحلات الحافلات، حتى صالة المغادرة في المطار الصغير.

والباحة ولود زودت الوطن بطاقات مبدعة في مختلف المجالات الأدبية والعلمية، فهجرات بنيها على مدى أجيال كانت وما زالت خيراً لها، ولهذا الوطن الكبير؛ حيث ساهمت في تحريك عجلة النهضة في المملكة عبر عاصمتها، شرقاً وغرباً، وفي كل اتجاه.

وبالأمس القريب نظَّمت الباحة عبر ناديها الأدبي مهرجان الشعر العربي الأول؛ ليتوجه شطرها الشعراء والأدباء، بعد أن كانوا يغادرونها بحثاً عن فضاءات أرحب..

فيا له من طموح، ويا له من مهرجان.

وقد ضرب المنظمون عصفورين بحجر واحد حين جعلوا من المهرجان مناسبة لوضع حجر الأساس لمبناهم الجديد، الذي يمثل مشروعاً ضخماً وطموحاً حسبما اطلعنا عليه من مخططات.

لقد مثل حفل افتتاح المهرجان ووضع حجر الأساس نجاحاً آخر لإدارة النادي؛ حيث الاختصار، والتركيز؛ ما بدد الإطالة والملل والتثاؤب الذي يصاحب مثل هذه المناسبات التي تطول عادة لساعات لا داعي لها، وتصرف النظر عن لب الموضوع، حين يسترسل المتحدثون، ويغردون خارج السرب.

في الباحة قمم غير قمم السروات.. فرغم علو السروات ووعورتها.. لم يسقط أحد في مهرجان الشعر العربي الأول، بل نجح أهلها بامتياز، مع درجات الشرف العليا، في قصائد الندى والكرم والطيبة والعزم، وأثبت إداريوها أن شح الإمكانيات لا يحول دون أن يورق المكان، وسما شعراؤها بين أقرانهم العرب وتفردوا.

في الباحة حب، وتواضع كبار، وحياة.

وإذا كانت الإدارة فناً فقد نجحت إدارة النادي الأدبي بالباحة في تطبيق هذه المقولة؛ لأنها عَرَفت بعمق وبساطة أن الشعر هو الناس، فعرّفتنا على أهل الباحة الجميلين الطيبين.

ما تحتاج إليه الباحة اليوم هو بنى تحتية، ومرافق لخدمة أهل المنطقة وزوارها، وأول ما يتبادر للذهن، فندق يليق بكرم وضيافة أهلها، فقد كان فندق قصر الباحة رديئاً بمعنى الكلمة، رغم موقعه الجميل، ومساحته وغرفه، إلا أن الطمع أعمى عيون ملاكه وإدارييه؛ فالأثاث قديم، والإضاءة عمياء، والسباكة مزرية، أما الخدمات فتحت الصفر؛ حيث لا يجد الزائر فنجان قهوة في بهوه، ولا قطرة ماء بعد منتصف الليل في غرفته..

كل ما يحتاج إليه الفندق تحديث بناء، وتجديد دماء!!

أما شعرياً فقد تعدد الشعراء وتنوعت مغارسهم ومدارسهم، وتميز الشعر، والشعراء، وكانت الألفة والمحبة على غير ما تعودنا في مهرجانات مثيلة، تسود الجو العام للمهرجان..

لكن ما لم يتغير، ولن يتغير، هو طفولة الشعراء المتطلبين دوماً.

لفتت نظري اللوحات التشكيلية المعروضة في البهو للفنانة «أم بدر»، التي كانت توثيقاً مبهراً للمنطقة وحياتها وناسها، غذائها وأعراسها ولباسها.. عبر عين مدربة وتشكيل رائع، وقدرة عجيبة على التقاط التفاصيل.. وأتمنى أن يقتنيها أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أو أحد أعيانها، وأن يهديَها للباحة؛ ليتم عرضها بشكل دائم، سواء في المطار، أو في مقر النادي الجديد.. أو غيرهما من واجهات المدينة.

شباب النادي ورجال العلاقات كانوا شعلة من نشاط، وعطر أخلاق، وإدارته كانت مميزة في كل شيء من ابتسامة الاستقبال حتى ابتسامة الوداع.

فهنيئاً.. هنيئاً من القلب للباحة بأهلها وأميرها وناديها، وبالشعر الذي انهمر بحب عليها.

mjharbi@hotmail.com
 

أعراف
الباحة.. الباحة!!
محمد جبر الحربي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة