Friday  30/09/2011/2011 Issue 14246

الجمعة 02 ذو القعدة 1432  العدد  14246

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

الانتخابات البلدية ما لها وما عليها

 

مرَّ يوم انتخابات البلدية بهدوء مكرراً الحالة النمطية نفسها التي يعيشها المجتمع السعودي في اليومَيْن الأخيرَيْن من الأسبوع؛ فالخميس والجمعة يقضيهما المواطنون في المنازل للراحة، ولا يبرحون منازلهم إلا في يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة.

أمس الخميس فضَّل المواطنون الراحة والمكوث في المنازل بدلاً من تأدية واجبهم الانتخابي لاختيار أعضاء المجالس البلدية؛ ولذلك كان الإقبال ضعيفاً، ولم ينشط إلا بعد ساعات الظهر وقبيل إقفال صناديق الاقتراع، وهو ما يُشكّل تراجعاً عما شهدناه في الانتخابات الأولى للمجالس البلدية، وذلك يعود لأسباب عدة، منها:

1- اختيار موعد الاقتراع في يوم إجازة؛ ففضل فيه المواطنون الراحة على أداء الواجب الانتخابي.

2- إحباط المواطنين من أداء المجالس البلدية التي انتُخبت في الدورة الأولى؛ فلم يشعروا بأن المجالس البلدية أضافت شيئاً، وظل الأمر مناطاً بالأمانات والبلديات.

3- عزوف الفعاليات الاجتماعية المؤثرة والناشطين السعوديين عن الترشح لهذه الانتخابات؛ لقناعتهم بعدم قدرتهم على إحداث التغيير المطلوب؛ لأن الأمر مناط بالمسؤولين الرسميين كأمين المدينة ورئيس البلدية والمسؤولين التنفيذيين، ولا يعرف أعضاء المجالس البلدية المنتخبون، سواء في الدورة الأولى أو حتى الثانية التي جرت أمس، عن مهامهم وصلاحياتهم وأدوارهم، وهل من حقهم محاسبة الأمانات والبلديات في المناطق التي انتُخبوا لتمثيلها أم يكونون عرضة للمحاصرة والمضايقة إن أدوا واجبهم الرقابي.

4- أدت الضوابط التي وُضعت على فعاليات الحملات الانتخابية، التي غابت عنها الحماس والتفاعل الشعبي الذي لمسناه في انتخابات الدورة الأولى، إلى تقليل الاهتمام بالانتخابات التي مرت مرور الكرام، ولم يهتم بها إلا الدوائر الضيقة من أصدقاء ومعارف وأبناء عوائل المرشحين؛ وهذا ما أضاع على المجتمع السعودي حراكاً شعبياً لتحريك وتفعيل الإبداعات السياسية والثقافية والاجتماعية في مرحلة مهمة يحتاج إليها المجتمع السعودي الذي يخوض تحدي التحول الحضاري والتحديث الذي يتطلب تثقيفاً تفاعلياً وإيجابياً لإشراك كل فئات المجتمع في عملية التطوير التي باتت مطلباً ملحاً في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين الذين يفضلون السكون والراحة على الفعل والعمل.

عموماً، تبقى الانتخابات البلدية إضافة نوعية وتفعيلاً إيجابياً لتطوير المجتمع، ولكي تظل التجربة نقطة مضيئة في مسيرة التحديث والتنوير لا بد من بحث ومناقشة السلبيات التي دفعت الكثير من المواطنين إلى العزوف عن المشاركة في هذه الانتخابات، وأبعدت الكثير من الفعاليات والناشطين السعوديين من الترشيح لها.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة