Saturday  01/10/2011/2011 Issue 14247

السبت 03 ذو القعدة 1432  العدد  14247

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التخطيط أو الرسومات المعلوماتية infographics هو تحويل المعارف والمعطيات والمعلومات إلى تمثيل مرئي بهدف تبسيطها وتقديمها للقراء والمتلقي بطريقة سهلة ومركزة وبدقة عالية.. هذا هو أحد أبرز ملامح التوجهات الحديثة في الصحافة العالمية.. وقد كانت صحيفة يو إس أي تودي USA Today الأمريكية التي انطلقت

عام 1982 بعناصر جديدة في شخصيتها التحريرية والفنية.. ولم تجد هذه الملامح الجديدة تقبلاً من الوسط الصحافي في حينه، وفي مقدمتها - طبعاً - صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، ولكن مع مرور السنوات رضخت أكبر صحيفتين في العالم إلى تبني الاتجاهات الحديثة التي أفرزتها تجرية يو إس أي تودي. وكان في مقدمة هذه الملامح القصة القصيرة، والصورة الملونة والرسومات المعلوماتية المعروفة باللغة الإنجليزية بـ infographics.

وخلال سنوات أدخلت صحيفة نيويورك تايمز الصورة الملونة وهي التي حافظت لعقود طويلة على الإخراج التقيدي لها باللونين الأبيض والأسود، ثم تحولت صحية وول ستريت جورنال التي عاشت كل سنواتها وعقودها الماضية في صحيفة نصية (نصوص كتابية فقط) وتحولت إلى صحيفة أدخلت عليها الصورة وتنامى استخدامها للعمل الجرافيكي.. واليوم يجب أن يعترف العالم بفضل رائد الصحافة الحديثة ألن نيوهارث Allen Neuharth مؤسس صحيفة يو إس أي تودي الذي زرع هذه الملامح في الصحافة العالمية، وعمل قبل أكثر من ثلاثين عاماً ونجح في تلبيس الصحافة حلالاً وتبويبات كانت غير معروفة أو غير مستساغة أو كونها تشوه من الصورة الاعتيادية التقليدية للصحافة.

ونظرة إلى الصحافة العربية والسعودية نجد أن الأعمال الجرافيكية - بشكل خاص - لم تنمو بالشكل المطلوب، ولم تعايش الصحافة العالمية من تغيرات وتطورات.. ودخلت الأعمال الجرافيكية على استحياء في صفحاتنا اليومية، بجهود بسيطة وبدون احترافية في كثير من المحاولات المحلية. وربما ما نشاهده في صحافتنا المحلية من أعمال جرافيكية حالياً - في معظمه - ليس إلا أعمالاً تم أخذها من وكالات أنباء عالمية نتيجة أحداث عالمية تساهم بها هذه الوكالات في تبسيط تعقيدات تلك الأحداث.. أما الأعمال الجرافيكية المصنعة محلياً من أقسام الجرافيك أو من خلال بعض محاولات التحرير أو التصميم الداخلي للصحف فهي محاولات متواضعة جداً لا ترقى إلى مستوى الحد الأدنى المتوقع من صحف كبيرة وبمؤسسات وطنية لها مكانتها وحضورها الوطني والعربي..

وقد شهدت الصحافة السعودية في الأسبوع الماضي ميلاد أول مختبر جرافيكي صحافي في المملكة العربية السعودية في جامعة الملك سعود بتوقيع اتفاقية تأسيس هذا المختبر بين الجامعة وبين مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، وهو أول مختبر نوعي في هدا المجال في أي جامعة عربية بل إنه غير موجود في كثير من الجامعات العالمية.. ويأتي هذا المختبر ضمن عقد تجديد كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية الذي مر عليه أربع سنوات منتجة من العمل الصحافي الذي يسعى إليه في بناء فكر ومفاهيم عصرية في صحافتنا المحلية والعربية.

ويحقق هذا المختبر إضافة إلى عمل الكرسي الأساسي عدة أهداف، منها:

1 - تعليم وتدريب طلاب أقسام الإعلام على مختلف أشكال وأنواع الأعمال الجرافيكية الصحافية، بهدف بناء جيل إعلامي متمكن قادر على التعاطي مع المستجدات التحريرية والفنية الحديثة.

2 - تدريب كوادر صحيفة الجزيرة والصحف السعودية الأخرى على التعامل مع الجرافيك الصحافي من الناحيتين التحريرية والفنية.

3 - توفير خبرات دولية وعربية لتقديم استشاراتها وخبراتها التخصصية في مجال الجرافيك الصحافي، وبما يثري تجارب المتدربين من طلاب أقسام الإعلام ومنسوبي الصحافة السعودية.

4 - نشر ثقافة الجرافيك في المجتمع الصحافي والإعلامي السعودي وفي المحيط الخليجي والعربي.

وتعمل حالياً جامعة الملك سعود على تأسيس هذا المختبر، ويتم تجهيزه بكل التجهيزات الفنية والبرامجية وتوفير كوادر علمية وفنية متخصصة ليقدم المختبر نشاطاته باقتدار ومسئولية وعلى أكمل وجه. وما نتمناه بإذن الله هو أن يحقق هذا المختبر ومن خلال كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بناء مفاهيم واتجاهات حديثة في صحافتنا السعودية والعربية. وسيتم لاحقاً الإعلان عن مشروعات وطنية مهمة في تحقيق هذه الأهداف الكبرى التي تسعى إلى الارتقاء بمستوى صحافتنا الوطنية..

(*) رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود

alkarni@ksu.edu.sa
 

الجرافيك الصحافي.. الغائب الحاضر في صحافتنا الوطنية
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة