Saturday  01/10/2011/2011 Issue 14247

السبت 03 ذو القعدة 1432  العدد  14247

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

** ليس مهمًا شكلُ «القبعة» حين يتسخ الحذاء؛ فبرغم المسافة بين الرأس والقدم فإنهما يمثلان الشكل القادرَ على الحياةِ متى تكاملا فخطط العقلُ واحتمل البدن، ولعل هذه التوطئةَ تختصرُ معضلةَ العجزِ «الفردي والأممي» حين تتعالى الرؤوس وتنتكسُ النفوس، ولا تبدو الرِّجْلُ قادرةً على فهم اتجاهات الذهنِ وتوجيهاته فيفترقان في رحلة الذات والسمات.

** كذا تشي معطياتُ التيه العربي المستمر منذ قرون متصلا بالربيع أو بالخريف ؛ فلم تستطع بعض الأنظمةُ القائدةُ فهم الشعوب المقودة، وحين رفضت هذه حبل الخراف يقودها الراعي أو الجلاد كيفما شاء جاء التمرد المحتكمُ إلى صيرورةٍ كونيةٍ ترفض أبدية الخوف وسلطوية الحيف ؛ فحدث الانفجار ممتلئًا بصنوف الحصار والدمار والاتجار، ولن نحكم بمَعَوية ٍ أو ضديةٍ مطلقةٍ إلا بعد سنوات، وإن كنا مطمئنين إلى أن التغيير مطمح شعبويٌ لرفض الضيم.

** نبقى هنا معلقين بين فناء الذات في المجموع أو فناء المجموع في الذات، وفي كليهما رسمٌ لنهاياتٍ موجعة يبدو أن ثقافتنا « التقليدية « قد أصَّلتها حين أعلت قيمة « الشمعة التي تضيء « لغيرها فتعتم بنفسها، وأبوية السلطة التي تفترض السمع والطاعة في المنشط والمكره بزهوٍ يمنع الانتقاص كما الاقتصاص.

** في هذه الدواائر المفضية إلى دوائر نتساءل: هل نحن داخل التأريخ أم خارجه، وهل تقودنا العاطفة المجردة للتصديق والتصفيق أم هي المؤشر الحقيقي لتفاعل الذوائب مع اتجاه الريح ؟

** مر زمن على الشباب العربي ؛ من لم يحدث منهم نفسَه بثورة فقد عاش عيشة «رجعية»، والناتج أن ما أفرزته ثورات «حسني الزعيم وعبدالكريم قاسم وجمال عبدالناصر وغيرهم « لم تستطع تقديم عالمٍ مختلف ؛ فاستبدلت بالحكم الإقطاعي آخر شموليًّأ، وتوارت أغنياتُ الفتح المبين أمام الحُداء الباكي عزفًا منفردًا من أجل فردانية التاج، وغابت الجماهير وسط إرهاب الأجهزة الأمنية القمعية ؛ فانتكس الزمن ورائيًّا بامتياز وبات الثوريون هم الرجعيين.

** الزمن لا يعيد نفسه ولو زعمنا تكرارَ دوراته وتبادليتها، وما مضى لا يعني ما سيأتي، وإخفاقات الأمس لا تجرُّ معها تطلعات اليوم، أو كذا هي الأمم سوانا، لكن سَرَف التفاؤل قد يُضيع معالم التأريخ الجديد الذي كتبه شبابٌ لا ينتمون للمؤسسة العسكرية التي أثبتت أنها جزءٌ من المأساة الملهاة في رحلة النضال المقلوب المكذوب.

** من شرفات التوقع لا التموضع تصمتُ الإيحاءات والإيماءات، وسيقرأ من يعيش أن في أحفادهم من وقف تحت إحدى اللافتات النضالية» العلية العامرة مبشِّرا ومباركًا «باستعادةَ ملك الأجداد، ولن يندهشوا ؛ فالعربيَّ - وحده- الذي يستنسخُ نفسه.

** الحقيقةُ تجيء متأخرة.

ibrturkia@gmail.com
 

سيعودون
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة