Saturday  01/10/2011/2011 Issue 14247

السبت 03 ذو القعدة 1432  العدد  14247

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نجاح تجربة القطار في المنطقة الشرقية المتجه مساره إلى منطقة الرياض أدى إلى تطويرها من ناحية تغيير العربات وتكثيف الرحلات وربما طرأ تطوير على قضبان السكة الحديدية التي لم تتجاوز مسافتها (أربعمائة كيلو متر) التي هي المسافة بين الرياض والدمام منذ قرابة سبعين عاماً،

أي من عهد الملك عبد العزيز - غفر الله له - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكان نجاح هذه التجربة وإقبال الناس على هذه الوسيلة الآمنة كفيلاً بتحديثها وتجديدها وتطويرها وشمولية خدمتها لمسافات أطول ومسارب شتى من مناطق المملكة المتباعدة المحتاجة إلى وسائل شتى للترابط وتوثيق عرى الاتصال الاجتماعي الميسر، وفي مقالة سابقة تناولت (ذاكرة السكة الحديدية) في منطقة الحجاز الذي تقف محطته شاهداً على ذكرى إنشائها في العهد العثماني، تلك التي تُعد من (الكنز التركي الثمين) التي أشار إليها الروائي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود في روايته (الكنز التركي) وكم كنت أتمنى لو حوّلت تلك المحطة الأثرية من مركز للآثار والذكرى إلى (كنز سعودي) في هيئة مشروع استثماري سياحي ولا سيما بعد إنجاز مشروع (قطار الحرمين الشريفين) الذي ينطلق من (مكة المكرمة) إلى المشاعر ثم إلى محافظة جدة اتصالاً إلى منطقة المدينة المنورة لتيسير خدمة ضيوف الرحمن، وخدمة السياحة والنقل والبريد والاقتصاد كما هو شأن كل المشروعات البنائية الوطنية المسماة (البنية التحتية) الطامحة إلى مستقبل أكثر تطوراً وارتقاءً، ولعل في نجاح التجارب الناجحة حافزاً إلى تعميقها ليستفيد كل مواطن في كل منطقة وكل مدينة تمتد إليها هذه الشبكة الحضارية الرائعة التي يطمح كل مواطن إلى امتدادها عبر مساحات المملكة وخلال مناطقها من الرياض العاصمة إلى مكة المكرمة ومن المنطقة الغربية إلى المنطقة الشمالية والجنوبية والشرقية وما بينها لتحقق أبعاد الوحدة التي غرسها الملك المؤسس عبد العزيز- غفر الله له - ببعد نظره منذ توحيد المملكة عام 1351هـ.

وكانت نواتها (سكة حديد الرياض) الممتدة إلى المنطقة الشرقية التي أسهمت في خدمة النقل ومتعلقاتها التي تحرض على تطوير هذه الخدمة الحيوية وتحديثها، أعود إلى صفة (الكنز السعودي) التي أطلقتها على هذه الخدمة المتميزة التي أوحتها إليّ قراءة رواية (الكنز التركي) التي انطلقت فكرتها من البحث وهي مهمة المفكرين والباحثين والرواة والرحّالة، والمبدعين الذين يفتحون لغيرهم من القراء، وعشاق الكشف آفاقاً من التفكير تشرع أمامهم مساحات وميادين للتأمل وقراءة الأحداث وما تختزنه الذاكرة من مواقف ورؤى ومشاهد يأخذ بعضها بزمام بعض، وتبعثها الشجون والهموم والمعاناة المتجددة، ولا أنسى ما عبّر به الباحث الاجتماعي الأستاذ الدكتور إبراهيم الجوير عن قراءته لهذه الرواية من أنها تتحدث - من خلال رؤية أستاذ في علم الاجتماع - عن قضايا ومسائل وأحداث واقعية واجتماعية حقيقية وإن كان بعض أبطالها رموزاً لرواة عاصروا العهد العثماني ونقلوا صوراً وأحداثاً من تجربة مجتمعهم ومشاهد واقعهم، وإن نُصَّ في الرواية على أنها شخصيات غير حقيقية، واقتنص المناسبة التاريخية في روايته (الكنز التركي) الذي تناول التجربة الناجحة لخدمة السكة الحديدية لقطار الحجاز الذي ينطلق من المدينة المنورة إلى الشام وتركيا ليتحول إلى (كنز سعودي) حقيقي يخدم مناطق المملكة إذا ما استفاد التفكير العمراني من تلك الذاكرة التراثية الآثارية التي تنعكس إيجابياً على السياحة والنقل والآثار لعل المسئولين في هذه القطاعات يقتنعون بمدى الترابط والتمازج والتلاحم بين التفكير الثقافي الأمثل روائياً وإبداعياً وبين التفكير العمراني الإنشائي فلا يبخلون على الإبداع بتجفيف منابعه أو محاولة الفصل بينه وبين التخطيط السياحي والثقافي والاستثماري والآثاري والتنموي في ميادين وأبعاد ومشروعات شتى تنهمر في مصلحة المواطن والوطن، ولعل أنسجة الوعي والضمير والإدراك تتفتح لدى كل من يقف عائقاً ضد انطلاق (شبكة السكك الحديدية) ليسهم في التيسير عليها بالعبور خلال ما يمتلكه من مساحات الأراضي الخاصة به ويتجرَّد من أنانيته الجوفاء لتزدهر بسبب عبور هذه الوسيلة الحضارية الرائعة التي ستسهم في الترابط والتلاحم الاجتماعي والاقتصادي والتنموي لوطن نعيش في ظلاله أعضاء متعامدين متواشجين في الهدف والطموح والأبعاد السامية المتمثلة في الكنز الرصيد الذي نطمح إلى توفيره جميعاً بمنتهى الإيثار والارتقاء.

http://www.alhumied.com
 

تجربة القطار من (الكنز التركي) إلى (الكنز السعودي)
عبد الله بن سالم الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة