Saturday  01/10/2011/2011 Issue 14247

السبت 03 ذو القعدة 1432  العدد  14247

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

ما قيمة اسم المجال؟
استير دايسون

رجوع

 

الاسم ليس أكثر من صوت أو متوالية من الحروف. وهو لا يحمل قيمة أو معنى بخلاف استخدامه كوسيلة للإشارة إلى شيء ما في أذهان الناس - مفهوم، أو شخص، أو علامة تجارية، أو شيء أو فرد بعينه.

وفي الاقتصادات الحديثة، يميز الناس بين عبارات عامة تشير إلى مفاهيم أو مجموعة من الأشياء الفردية (نوع ما من الفاكهة على سبيل المثال)، والعلامات التجارية، التي تشير إلى سلع أو خدمات معينة أقام حولها شخص ما بعض القيمة. وبموجب القانون فإن الكلمات الفعلية من غير الممكن أن تصلح كعلامات تجارية، ولكن الترتيبات المحددة من الكلمات - مثل إيفرنوت أو جهاز كمبيوتر أبل - يمكن حمايتها.

حصل نظام اسم المجال على شبكة الإنترنت (DNS) على صفته الرسمية في أواخر تسعينيات القرن العشرين بواسطة «شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة» (ICANN). وكنت الرئيسة المؤسسة لهذه الشركة، التي كانت تتبع قواعد العلامة التجارية تقريبا، تحت شعار «من يأتي أولاً يحصل على الخدمة أولا». وإذا كان بوسعك إثبات ملكيتك لعلامة تجارية، فإن هذا يعني أنك تستطيع الحصول على المجال (.com) لذلك الاسم، ما لم يصل إلى هناك قبلك شخص آخر بزعم مماثل. (القصة بالكامل أكثر تعقيدا، ولكنها أطول من أن يسمح المجال هنا بذكرها).

كانت مهمتنا تتلخص في خلق المنافسة لشركة نيتورك سوليوشنز (حلول الشبكات)، اللاعب المحتكر في ذلك الوقت، ولكننا كنا نفعل ذلك جزئياً فقط. فقد احتفظت حلول الشبكات بالسيطرة على تسجيل المجال (.com)، في حين عملنا نحن على خلق سوق منافسة لتجارة التجزئة والتي بموجبها كان المسجلون يبيعون الأسماء للمستخدمين مباشرة.

والآن تتخذ شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN) مساراً مختلفا، فتسمح بتوسع هائل في مساحة الاسم مع مجموعة من المجالات الجديدة عالية المستوى (TLDs)، أو اللواحق التي تتبع النقطة، مثل .com، أو .org، وقريباً .anything.

والمشكلة هي أن توسيع مساحة الاسم - السماح لأي شخص بتسجيل مجال جديد عالي المستوى (TLD) مثل .apple - لا يؤدي في الواقع إلى خلق أي قيمة جديدة. فالقيمة في أذهان الناس - في معاني الكلمات والجمعيات التجارية - وليس في مساحة الاسم الموسعة. والواقع أن هذا التوجه الجديد يقطع مساحة الاسم إلى أقسام: فالقيمة التي كانت فيما مضى مرتبطة بكلمة Apple، بات من الممكن الآن أن تقسم إلى Apple.computers، أو apple.phone، أو ipod.apple، وهكذا. وإذا بدا هذا محيراً فلأنه كذلك بالفعل.

إن التعامل مع وفرة من الأسماء والمجالات عالية المستوى، يمثل مشكلة بسيطة نسبياً لأي جهاز كمبيوتر، ولو أن ذلك سوف يتطلب عملاً إضافياً لإعادة توجيه المئات من الأسماء الجديدة (عندما يكتبها شخص ما) إلى نفس الموقع القديم على الشبكة. وسوف يخلق أيضاً المجال لعمل العديد من المحامين، ومسوقي محركات البحث المثالية، والسجلات، والمسجلين.

وكل هذا من شأنه أن يخلق فرص عمل، ولكن لن يخلق قيمة جديدة تُذكَر. وفي اعتقادي أن فرص العمل عديمة الفائدة لا طائل منها. ورغم أن أسماء المجالات الزائدة عن الحاجة قد لا تكون شراً محضا، ففي اعتقادي أنها مضيعة للموارد.

ولنتخيل معاً أنك تمتلك رقعة من الأرض وأنك عملت على زيادة قيمتها من خلال الممارسات الزراعية الحريصة - بذور جيدة، وري محترم، ومخصبات، ونحل لتلقيح المحاصيل. ولكن شخصاً ما يأتيك الآن قائلا: «سوف نقسم أرضك إلى مربعات أصغر ونتقاضى منك بعض المال لحماية كل قطعة من تلك القطع».

ولنفترض أن شركة كوكاكولا هي ذلك المزارع. والآن يطلب منها ضمناً هي وغيرها من أصحاب العلامات التجارية أن تسجل كوكاكولا في كل مجال جديد عالي المستوى - فضلاً عن شراء مجالاتها الجديدة العالية المستوى. وإلا فإن شخصاً آخر قد يخلق ويسجل هذه المجالات الجديدة العالية المستوى (TLDs). والآن يعرض مسجلو شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة خدماتهم للقيام بهذه المهمة لصالح الشركات، وبتكاليف تبلغ آلاف الدولارات في مقابل حافظة من العلامات التجارية. وفي اعتقادي أن هذا ليس أكثر من وسيلة للحماية.

والمشكلة ليست في ضيق المساحة في ميدان كل الأسماء الممكنة، بل في التقسيمات الفرعية لمساحة الاسم المخصصة لشركة كوكاكولا. والنقص الوحيد هو نقص المساحة في أذهان الناس.

وتختلف القضايا بعض الشيء عندما يتعلق الأمر بالمجالات الجديدة العالية المستوى «العامة»، مثل .green. مؤخرا، أجريت حواراً على تويتر مع أناليسا روجر، مؤسسة DotGreen.org.، التي أخبرتني عن القيمة التي سوف تضيفها مجموعتها إلى .green: التسويق، وهوية العلامة التجارية، وجمع الأموال للجمعيات الأهلية. ولم أستطيع أن أمنع نفسي من سؤالها لماذا لا تضيف نفس القيمة إلى DotGreen.org.. ولكنها بدلاً من ذلك سوف تضطر للبدء بدفع رسوم طلب تبلغ 185 ألف دولار لشركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، وإنفاق آلاف أخرى على المحامين لدراسة وتعبئة استمارات الطلب.

لا شك أنك قد تزعم أن كلمة (green) تحمل قدراً كبيراً من القيمة بالفعل - فهي عبارة عن مصطلح عام يرمز لشيء ما. والواقع أنني أشعر بعدم ارتياح بعض الشيء لأن شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة بوسعها أن تفرض سيطرتها على هذه الكلمة من أجل بيعها لشخص ما. ولنفترض على سبيل المثال أن أحد صانعي الجبن اشترى المجال .cheese (كما اقترح أحد الأشخاص في لقاء خاص بالمجالات الجديدة العالية المستوى) واستخدمه لصالح علامته التجارية فقط؟

ويرى المؤيدون أن المزيد من المجالات العالية المستوى من شأنه أن يعزز من الإبداع والابتكار. ولكن الإبداع الحقيقي كان في شركات مثل Facebook، وLinkedIn، و Twitter، و Foursquare، التي تخلق أسماء مساحات جديدة لنفسها بدلاً من اختطاف نظام اسم المجال (DNS).

الواقع أن شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة بدأت قبل أكثر من عشرة أعوام، ولقد اتهمنا بتحويل الإنترنت إلى تجارة. ولكن الحقيقة أننا كنا نبني سوقاً منظمة، ونضع السياسات لتحديد الرسوم التي تتقاضاها هيئات التسجيل، وتعزيز المنافسة بين المسجلين، والتأكد بما لا يدع مجالاً للشك من أننا خدمنا المصلحة العامة.

بيد أننا فشلنا للأسف في الوفاء بهذه الوعود. والواقع أن أغلب الأشخاص الناشطين في وضع سياسيات شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة يعملون على نحو أو آخر في تجارة أسماء المجالات، ومن المنتظر أن يسيطروا على المجالات الجديدة العالية المستوى أيضا. والواقع أن الأمر يستحق في نظرهم أن ينفقوا وقتهم في اجتماعات شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (أو إرسال العاملين إليه)، في حين لا تشكل أسماء المجالات سوى جزءاً صغيراً من حياة العملاء والمستخدمين. وهذا يعني أن المجالات الجديدة عالية المستوى من المرجح أن تخلق المال للمقومات الأساسية لشركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، ولكن ما علينا إلا إضافة التكاليف والارتباك للشركات والجمهور بوجه عام.

بطبيعة الحال، إن كنت محقة فإن نظام اسم المجال على شبكة الإنترنت سوف يفقد قيمته بمرور الوقت، وسوف يتمكن أغلب الناس من الوصول إلى المواقع على شبكة الإنترنت والمحتوى عبر الشبكات والتطبيقات الاجتماعية، أو عن طريق جوجل (أو كل قدم جديد إلى السوق التنافسية). والنبأ السيئ هنا هو أن الأمر قد يشتمل على نفقات وجهود زائدة غير ضرورية إلى أن يحدث ذلك.

نيويورك - خاص بـ«الجزيرة«

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة