Monday  03/10/2011/2011 Issue 14249

الأثنين 05 ذو القعدة 1432  العدد  14249

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

حين يأتي موعد الفراق، تتبدل معالم الأشياء، وتتغير ألوان البقاء؛ لتعلن معها نهاية قصة حياة، حتى وإن رفضنا استيعاب تلك اللحظات. عندها - فقط - سنعرف معنى الدموع، وسنكتب قصيدة الوداع بحروف مخنوقة، وننقش بدموعها ما أرادته الرحلة الدنيوية، أن تكتبه في صفحاتها.

بين شعور الألم، وأنين الحسرة، تجسدت لغة الموت، لا ككل اللغات، وأنا أتذكر كل ما كان ينبض في قلب حبيبنا - الدكتور - عبد المحسن بن عبد الله التويجري من مؤشرات الحياة، والتي تمسك بها خوفاً من المجهول حين المصير، وهو يُسطّر تلك المشاعر في آخر مقالة كتبها في - صحيفة - الجزيرة، بعنوان: «رحلة قُدرت علينا»، حين انقضت مقومات بدنه، بعد أن اُصيب بالمرض - مدة أربعة عشر عاماً -؛ ليكتب لنا: «فلا أحس بأمن، وطمأنينة إلا حين أقترب برجاء، وأمل من رحمة الله، فأجد فيها بلسماً يمنح الأمن، والطمأنينة إذا قارنت بكل فعل، أو عمل قدر على ممارسته في حياتي اليوم».

هكذا هي لغة الموت، فبالأمس كان معنا، وغداً سنكون معه، راحلين عن الحياة؛ لكنها سنة حتمية، لا ينفك عنها أحد، بمقتضى التعبير القرآني المتكرر: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، فمرور الأعوام، وانقراض الأزمان، إنما هو من أعمارنا.

أبا يزيد: فراقك سيحزن قلوبنا، وسيضعف من قوتنا، ففراق الموت أصعب فراق. فبعدك ستتبعك كل كلمات الرثاء، وستلحق بك كل حروف الأوراق. وحسبك إن تذكرك محبوك في كل لحظة، فللذكرى شجون، وإن تخيلوك في كل نظرة، فللتخيُّل شجون. وستلحقك دعواتنا أينما حُطّ جسدك، بأن يغفر الله لك، ويرفع درجتك في المهديين، ويلحقك بالنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

drsasq@gmail.com
 

لحظات الرحيل!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة