Monday  03/10/2011/2011 Issue 14249

الأثنين 05 ذو القعدة 1432  العدد  14249

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تعد الرياض من أسهل البنيات الجيولوجية فمظاهرسطح المدينة غير معقدة، وتكاد تكون مستوية باستثناء الضلع الغربي للرياض فهو معقد جيولوجيا لوجود ظهره وحافة طويق حيث تتخللها أودية أخدودية وانحدارات شديدة، أما الجهات الأخرى فتكاد تكون سهلا ممتدا كما في شرقي وشمالي وأيضا جنوبي الرياض، وهذا يؤكد أن الرياض لا تعاني من صعوبات جيومورفولوجية تعيق التخطيط أو ظواهر طبوغرافية مثل الأودية السحيقة أو البحيرات أو الأنهار والبحار التي تمنع امتدادات الطرق, ولدينا طرق تمتد بلا حدود مثل طريق: الملك فهد، وعثمان بن عفان،والملك عبدالعزيز، وأبو بكر الصديق، ومكة المكرمة، والشرقية، والخرج وغيرها، ولكن المشكلة الحقيقية هي أداء وعمل إدارة المرور، لأنها تعمل بمعزل عن الواقع وتتحدث عن نفسها بإيجابية عبر وسائل الإعلام، وتدعي في كل صباح أن الطرق (سالكة) ولامعوقات، وإن كان هناك زحام فإنه بسبب حادث، وجار التعامل معه، هذه اللغة والأسلوب والإدارة هي التي أدت إلى تحول الرياض إلى مدينة اختناق مروري وتحول شرايين المدينة طريق:الملك فهد، والملك عبدالله، وجسر الخليج، والدائري الجنوبي والشرقي والشمالي إلى ممرات خانقة في معظم أوقات اليوم باستثناء ساعات قليلة من الفجر.

مما أدى إلى أن تكون الرياض بلا ساعة ذروة فكل ساعاتها ذروة، فالزحام لا يرتبط ببداية الذهاب للمدارس أو عودة الطلاب أو خروج الموظفين بل الزحام أصبح مظهرا من مظاهر الرياض.

وهذا كله بسبب فشل إدارة المرور في التخطيط لحركة السير وأيضا إصرار المرور على انه قادر على تجاوز الأزمة وأن ما يحدث حاليا بسبب إصلاحات في الطرق... مشكلة المرور بإدارته عندما لا تسمح بدخول قيادات إدارية وفنية جديدة تتولى الإدارة مثل قيادات فنية وإدارية متخصصة والاستعانة بخبراء هندسة الطرق والتخطيط والإدارة من الجامعات ومن الشركات المتخصصة... لدينا جيل حاصل على الشهادات العليا من الجامعات السعودية والعالمية في العمارة والتخطيط، ولدينا جيل في الإدارة والتطوير والقانون وجيل في هندسة الطرق، لماذا لا تسند لهم مسؤولية إدارة الرياض مروريا، فهذا مجالهم وحاصلون على تعليم أكاديمي من جامعات سعودية وعالمية متعددة في مجال أعمال المرور وليس بالضرورة أن يكون المسؤول في المرور من خريج كلية واحدة بل من المصلحة التنوع في المصادر والتخصصات والثقافات والمعارف الأكاديمية والمهنية لأن عملهم سيكون في التخطيط والإدارة، أما التطبيق والميدان سيكون من اختصاص رجال المرور... وكما سعت إدارة المرور للتغلب على التحقيق في الحوادث إلى شركات مدنية، وأيضا سعت إدارة المرور إلى الحد من السرعة وإن كان عبر فكرة جباية بأن استعانت بنظام ساهر.

والذي فكر لها بشركات نجم وساهر وغيرها لماذا لا يفكر في حل الاختناق المرور حيث تحولت الرحلات اليومية إلى رحلات العذاب وهدر الوقت والمال.. إن تدوير المناصب والتغيير في القيادات ظاهرة صحية وإيجابية لحل وتجاوز الأزمات.

أما إعطاء مزيد من الفرص للإدارات الحالية فإنه بالتأكيد تكديس المزيد من الأزمات والاختناقات والخسائر الاجتماعية والاقتصادية بسبب احتباس الشوارع والطرق.

 

مدائن
الرياض تختنق
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة