Tuesday  04/10/2011/2011 Issue 14250

الثلاثاء 06 ذو القعدة 1432  العدد  14250

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وظيفة الكلمة عند خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أن تفتَحَ الطريق أن تتحدث عن الطريق الذي فتحته.

هكذا في معيارية الملك عبد الله تكون الكلمات على العهد.

عهد الكلمات التي ليست لها حياة، إلاّ إذا صنعتْ جسدَ حياة، لنفسها بنفسها.

يُدهشكَ ربط الملك عبد الله الإرادة والعقل بالمعرفة والعمل، أي الصبرعلى العمل، وربط الإرادة والعقل والمعرفة والصبرعلى العمل.. بالكلمة.

يَجعلكَ تُعيدُ التفكير في مسائل كنتَ تحسبها هيّنة، موقفُه الأخلاقي من الكلمة، عندما يُصرّ على تشبيه وقْعها بأشدّ من السيف، إذ يقول:» الكلمة أشبه بالسيف، بل أشدّ وقْعا منه».

الكلمة ليست للإنسان ليقول ما هو واقعٌ فحسب، وإلاّتساوتْ بغيرها من الأدوات. إنما هي أيضا، من قبل ومن بعد لكي يقول الإنسان ما هو كوجودِكينونةٍ وصيرورةٍ.

بعض الكلمات التي تتغيّا قتل كل ما هوجميل وحق وعادل وخيّر تُشبه دوما تجاعيد القاتل.

يقول الملك عبد الله :» الكلمة إذا أصبحت أداة ً لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافا كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا».

فورا يستدرك الملك عبد الله الذي لا يقول شيئا غير حبّه لمواطنيه، ليؤكد أن أضرار استخدام الكلمة معول هدم : « لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء».

قضايا الملك عبد الله ليست من نوع القضايا التي تنام لتستيقظ فجأة، أو تستيقظ لتنام مرة أخرى تقوم القضايا، في معاييره، على معادلة سهلة: شرارة الحقيقة، بالصبر والعمل والصدق في العمل والقول، تندلع بتلاقح الفكرمع الفكر، واحتكاك العقل بالعقل، من خلال الكلمة الطيبة الصادقة : « المهم، يا إخوان، الصدق والوفاء والصراحة. تَرى المسؤول يلزم له هذا الأمر. وأنتم عيون له. لا بدّ أن تخبروه، ولا يصير هناك مجاملات، ولاشيء».

يسترسل عبد الله بن عبد العزيز مُحمّلا رجال الوطن مسؤولية مُصارحة أي مسؤول في الدولة بما « يخطر على بالهم «، يرونه خيّرا نافعا لتقدم الوطن ورفعة شأن أبنائه ورفاهيتهم، فذلك، كما يقول : « من مسؤولية رجال الوطن الذين فيهم خير، إن شاء الله»، مُشترطا الصدق والصراحة: « نُريد الصراحة والصدق، وأخبرونا بما يخطر على بالكم «.

كلما ازداد الكذب والنفاق والتواري عن الحقيقة والحق والعدل في أي مجتمع ازداد الناس فقرا وبؤسا وانحلالا، لأن ذلك التواري يُنبىء عن أن كل فرد في ذاك المجتمع لديه ما يخفيه، لأنه يخجل منه، أويخشى عواقبه.

لماذا لا نكون «حقيقيين»، لنكون إنسانيين وبسطاء، كما هي طبيعتنا، نتبادل الصدق فنتماهى فيه.

يقول الملك عبد الله : « وحينما نقول للشعب إننا ماضون في خطط التنمية، وفق مسارها المعلن، فنحن نقول هذا بصدق، فليس لدينا ما نخفيه«.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

تأملات في الكلمة عند الملك عبد الله
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة