Tuesday  04/10/2011/2011 Issue 14250

الثلاثاء 06 ذو القعدة 1432  العدد  14250

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

على الرغم من بعض النجاحات المحققة في قطاع الاستثمار الرياضي، ما زالت الأندية السعودية تُعاني من عدم قدرتها على تطوير تجربتها، واستغلال الفرص المتاحة، وتوسيع أنشطتها الاستثمارية والتعامل معها بطرق احترافية، تضمن لها تحقيق الكفاءة والعوائد المالية المجزية. تطوير القدرات الاستثمارية في حاجة إلى أدوات جديدة قادرة على التعامل مع المتغيّرات الحالية والمستقبلية في شؤون الاستثمار الرياضي، وكيفية التعامل مع أطراف العلاقة، وتحقيق الفائدة للأندية، الجهات الرسمية، اللاعبين، المجتمع، والشركات؛ وبما يضمن تحقيق العدالة للجميع. اعتماد الأندية على كوادرها البشرية؛ بدلاً من الهيئات الاستشارية؛ في تناولها قضايا الاستثمار، ومن ضمنها الرعاية، يقلل من فرصها في تحسين الدخل والحصول على أفضل المزايا المتاحة في عقود الرعاية، والاستثمارات البديلة.

هناك فارق كبير بين التحفيز والتحريض في قطاع الاستثمار الرياضي، فمن صميم عمل مسؤول الاستثمار البحث عن أفضل الفرص المتاحة، وتعظيم الدخل، وكشف الستار عن ما جُهِلَ منها، لمصلحة الأندية الرياضية التي تعاني في الوقت الحالي من محدودية الدخل. أن يعمل مسؤول الاستثمار لمصلحة ناديه، أو مصلحة قطاع الرياضة بشكل عام، فذاك أمر محمود، ومندوب أيضاً. تسعى الشركات الضخمة إلى الاستفادة من قطاع الرياضة في الجانب التسويقي، الذي ينعكس بشكل مباشر على حجم المبيعات وتوسيع قاعدة العملاء، وزيادة الدخل. وفي المقابل تدفع الشركات أموالاً مجزية للأندية نظير شراكاتها الاستثمارية. هناك من يعتقد أن العوائد المالية لعقود الرعاية لا تتوافق مع حجم بعض الأندية الرياضية وشهرتها، والمنفعة المُحققة منها؛ إضافة إلى ما تنضوي عليه من استغلال بسبب احتكار النادي وعدم السماح له بالحصول على عقود رعاية موازية. وأضيف أن بعض الشركات تجاوزت في شراكتها مع الأندية الرياضية حد استغلال الاسم والشعار وحقوق الإعلان إلى الاستثمار المباشر وتحقيق عوائد مالية من أنشطة تجارية لا تتوافق مع نشاطها الرئيس!. هناك جانب استثماري غير مرئي في الشراكات الاستثمارية المعقودة مع القطاع الرياضي، فاستثمار شركات القطاع الخاص لأحد الأندية المشهورة يحقق لها الشهرة، ويزيد من قيمة اسمها التجاري (الماركة)، وهي قيمة تتعاظم مع مرور الوقت وتزيد في موجودات الشركة غير الملموسة. تسويق الاسم، وتحويله إلى ماركة مميزة ينعكس إيجاباً على حجم الشركة من الناحية المالية، فالشهرة لها قيمة في المركز المالي، وهي القادرة على بيع المنتجات وتسويقها بسهولة؛ فمنفعة المنتج قد لا تتوافق في كثير من الأحيان مع القيمة التي يدفعها المستهلك، إلا أن اسم المنتج قد يُرغم المستهلك على دفع قيمة أعلى لمنفعة أقل من أجل الاسم، أو أن يُبعِدَهُ عن البديل المناسب، وكأنما استثمر في اسم المنتج لا منفعته!. صُنع الشهرة التجارية، أو تعظيمها، وفرض اسم الشركة، يتحقق بوسائل متعددة، ومنها ربط اسم الشركة بالأسماء المتميزة، ومنها الأندية الرياضية ذات الشعبية الجارفة.

هناك فارق كبير بين تحفيز الأندية للحصول على حقوقها كاملة غير منقوصة، وبما يتوافق مع حجمها وقيمتها الدعائية في السوق، وبين التحريض على فسخ العقود، أو الإضرار بشراكات الرعاية المعقودة بين القطاعين التجاري والرياضي؛ من حق الأندية السعودية الاطلاع على تجارب الآخرين، والاستفادة منها؛ ومن حقها على المسؤولين؛ الحصول منهم على النُصح، وحفظ حقوقها وتحفيزها للحصول على عوائد أكبر وشراكات متعددة أسوة بالفرق العالمية. احتكار الرعاية قد يحقق عوائد مالية مجزية، إلا أنه يقطع موارد أخرى متعددة، يمكن أن تُحقِقَ مجتمعة، أضعاف ما يحققه العقد الواحد، وتوفر في الوقت نفسه الأمان. على الرغم من أهمية العميل الثري للمصارف، إلا أن البنوك تفضل أن يكون لديها عشرون عميلاً بدلاً من عميل واحد يتسبب خروجه المُفاجئ من البنك، بهزّة لا يمكن التعامل معها أو معالجة تداعياتها بسهولة؛ وكذلك الأندية الرياضية التي يُمثل لها عقد الرعاية الأوحد تهديداً بقدر ما يُحقق لها مورداً مُجزياً مقارنة بالآخرين؛ لذا يعتقد الدكتور حافظ المدلج، نائب رئيس هيئة دوري المحترفين، أنّ من مصلحة الأندية السعودية الارتباط بعقود رعاية متعددة بدلاً من العقد الواحد، وهو ما أيده الاتحاد الآسيوي الذي « أكد على سلبية اعتماد الأندية على راع واحد « لما في ذلك من خطر في حال نشوب خلاف مع الراعي الأوحد. الأفكار النيرة، والطرح الراقي يقود إلى رفع كفاءة المنافسات الرياضية، ويزيد من حجم الموارد المالية، وأحسب أن الدكتور المدلج يسعى لتحقيق ذلك، وهو ما قد يتعارض مع مصالح آخرين، فيتحمل وحده قسوة النقد، ونبال الاتهامات الخطيرة!.

أعتقد أن هدف الدكتور المدلج هو تحفيز الأندية الرياضية للحصول على عوائد مالية مستحقة، مقابل عقود الرعاية التي لا يخلو بعضها من الاحتكار، والاستغلال، وربما الغرر أيضا؛ الدكتور المدلج يُجيد باقتدار «فن تسويق الرعاة» محلياً وعالمياً ما يجعله الأكثر تميزاً ووضوحاً في هذا الجانب، والأكثر تلقياً لسهام المُقاتلين من أجل المحافظة على كعكة الدوري السعودي، وتحصينها من تهافت المتنافسين.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
الاستثمار الرياضي بين التحفيز والتحريض
فضل بن سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة