Tuesday  04/10/2011/2011 Issue 14250

الثلاثاء 06 ذو القعدة 1432  العدد  14250

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

((مثل السخرية مثل الملح، ينبغي أن يستعملا باعتدال))

* * *

- حكمة يونانية -

منذ سنوات اقتحم المجتمع السعودي عالم النكتة ولم يعد شعبا عبوسا، والذي ساعده على الخروج من قولبة النمطية وجود أجهزة التقنية الحديثة مثل أجهزة الجوال المتطورة والتي حمته من التصريح بمسئوليته عن النكتة فصار يمارس السخرية بحرية أكبر.وتشهد أجهزة الاستقبال الإلكترونية أنواعا عدة من النكات سواء السياسية أو المتعلقة بالأقاليم أو مؤسسة الزواج لكن أكثر ما لفت نظري مؤخرا النكات التي تم تداولها حول وجود النساء كعضوات في مجلس الشورى وجميعها في مجملها تحوي انتقاصا من دور المرأة في المجتمع وتشكيكا في قدراتها على صنع القرار.

النكات ليست مجرد تعبير أو موقف مضحك بل هي مضمون ثقافة المجتمع فهل يعني أن النساء في مجتمعنا ليس لديهن إيمان بقدراتهن ؟ ولماذا عضوية مجلس الشورى بالتحديد ؟

لماذا لم تولد هذه النكتة عندما عينت المرأة نائب وزير مثلا أو عندما عينت لأول مرة مديرا للجامعة ؟

هل المرأة السعودية لا تثق بقدرة أعضاء مجلس الشورى ولذلك لم تؤمن بدورها فيه ؟

هل المرأة السعودية لا تثق بقدراتها ولذلك لم تقبل فكرة أن تكون في فوهة صنع القرار ؟ المفارقة أن العامل الديني تداخل مع عامل النوع «الجندر «لينتج سيلا من النكات الساخرة من عضوة مجلس الشورى.اتخذ العامل الديني رسائل جوالية تجسد الفهم الخاطئ لعضوية المرأة في مجلس الشورى بينما لم يتم إدراك أن المرأة منذ سنوات موجودة وحاضرة في قاعة مجلس الشورى والضوابط الشرعية لن تتغير لتغيّر آلية المشاركة فلماذا لم يتم الاعتراض على مشاركتها مستشارة في المجلس قبل سنوات !!

أما عامل النوع فقد اتخذ مسار السخرية من قدرة المرأة البيولوجية والفكرية لتشارك كعضوة في مجلس الشورى

بينما هو يوافق أن تكون نائبة وزيرة أو مديرة جامعة مثلا بمعنى أنه يوافق على أن تكون بعيدة عن صنع القرار لكنها جديرة بتنفيذه.أعتقد أن هذه الجزئية بحاجة إلى بحث عميق في ذات المرأة السعودية حيث الوصول إلى أسباب رفض البعض من النساء لحصول المرأة على دور قيادي في المجتمع. ولعلني أتذكر مقولة تعجبني للدكتور غازي القصيبي «يرحمه الله» السخرية ثلاثة أنواع، السخرية من الذات وهي سخرية المتواضع، والسخرية من الأقوياء وهي سخرية الشجعان، والسخرية من الضعفاء وهي سخرية الأنذال.

المرأة السعودية في سخريتها من ذاتها ماذا تقدم للصورة النمطية والمقولبة عنها في وسائل الإعلام وقبل ذلك في ذهنية المجتمع ؟

هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة نابعة من دراسة ذات المرأة.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
سخرية المرأة من ذاتها
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة