Tuesday  04/10/2011/2011 Issue 14250

الثلاثاء 06 ذو القعدة 1432  العدد  14250

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

لي تجربة مرت علي عندما كنت صغيراً كان لنا فناء (حوش) بمنزلنا بجدة حي الهنداوية ويوجد لهذا الفناء فتحة صغيرة استطاعت كلبة أن تضع صغارها (جراوة) وقدر الله لها أن تموت دهساً في أول أيام الولادة فبدأت أطعم هذه الجراوة وعددها ثلاثة وأضع الحليب لها وأعتني بنظافتها حتى كبرت وتركت المنزل وبقي سكنها في الشارع طبعاً مرت السنون ونحن في الرياض وقمت بزيارة منزلنا القديم حباً ووفاء وولاء لتلك الحارة بجدة ويا للغرابة وجدت كلباً يدور حولي وكأنه يعاتبني بصوته وصياحه الذي يخرج من أحشائه بطريقة عجيبة، عندها تعرفت عليه إنه إحدى تلك الكلاب التي أطعمتها وقمت برعايتها بعد وفاة أمها وفي الحال استجبت له وانحنيت عليه وإذا به يربض تحت قدمي ليس له حيلة يعبر عنها أكثر من ذلك. لا أبالغ إذا ما قلت لك إنني مسحت بيدي على رأسه بحنان وهو ينظر إلي نظرة عتاب مد يداه وهما ترتعشان من الهرم وطول السنين وجوع الشوارع وكأنه يريد أن يصافحني ولا يستطيع خجلا من أنه كلب يصافح سيده.

مشى معي عدة أمتار للبقالة المجاورة وقدمت له بعض الطعام لعلي أرد له شيئا من حفاوة الاستقبال أو ربما تكون حفلة وداع أخيرة له لكبر سنه.

المهم نحن بشر فهل لدى بعضنا صفة الوفاء والولاء وعدم النسيان وإنكار الجميل لقد قدم لنا هذا القريب أو الصديق وعلى رأسهم الوطن الكثير وشربنا ماءه وأكلنا من زرعه وحبه وضمنا بأمنه وأكرمنا الله بعزه.. وغطانا بسمائه.. أين الوفاء والولاء.. أين الصدق والحب والعطاء.. قد يبخل عليك البعض ليس بالفعل والكلام بل حتى برد السلام.

لا نخجل نحن البشر أن نقتدي بهذا المثل والصفة من هذا الحيوان بل إن بعضها يزداد بالأمانة (الحراسة)، وهذا ليس عجيبا أن نقتدي بصفات مخلوقات الله من وفاء وأمانة الكلب أو عزيمة وتعاون النمل وتنظيم وعطاء النحل أو حتى شجاعة الأسد.

لماذا لا نكون نحن البشر من يحمل هذه الصفة أو تلك الصفات بكل صدق وإخلاص وتكون لنا فقط، فنحن أحق بها.

لماذا لا نضعها أمام أعيننا بقلوب مخلصة لهذه الأرض الطيبة التي كرمها الله وللوطن والمواطنين، ومعاذ الله أن نتشبه بهذه الحيوانات، أو نأخذ بعض الصفات الذميمة منها، ومن بعض مخلوقات الله الأخرى فقد كرمنا الله عنها ورفع مقدارنا على خلقه، قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء: 70).

ali-aa-z@hotmail.com
 

الوفاء والولاء
م. علي العبدالله الزامل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة