Tuesday  04/10/2011/2011 Issue 14250

الثلاثاء 06 ذو القعدة 1432  العدد  14250

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

المثل يقول (الزين ما يكمل) فلدينا شبكة طرق سريعة عالمية في مواصفاتها ويحسب لخطط التنمية هذا الإنجاز المشهود له طبقاً للمعايير العالمية في الطرق الحديثة، ولأن الزين ما يكمل فإن الاستراحات على هذه الطرق بشتى اتجاهاتها من وإلى مدن المملكة ولمسافات طويلة مئات الكيلومترات، أوضاعها مزرية وتثير الخجل، باستثناء القليل جداً مما يعد على أصابع اليد الواحدة.

لقد أعادني إلى هذا الموضوع رسالة تقليتها من حبيبنا وصديقنا ابن المدينة المنورة وأحد وجهائها السيد عبدالوهاب بن إبراهيم فقيه رئيس المؤسسة العامة للإدلاء سابقاً، أشار فيها إلى تدني وسوء خدمات الطرق السريعة، خاصة الطرق المؤدية من وإلى المدينة المنورة وأهمها طريق المدينة - جدة - مكة المكرمة وغيره، فهي التي تسلكها قوافل الحجاج والمعتمرين الذين يجدون إطلالة حضارية للمملكة ثم يرون عكسها على الطرق السريعة.

فالخدمات أكثر من سيئة ومقززة، وإذا كان المسؤولون المعنيون يسافرون بالطائرة فهناك ملايين المواطنين والمقيمين والزوار على مدار الساعة يسلكون هذه الطرق ولا تتوقف عليها الحركة، ولابد بكل مسافر برا أن يستريح لوقت وجيز يتزود بالماء والطعام وللصلاة، ومن سوء مناظر الاستراحات والخدمات فلا يهنأون بطعام نظيف ولا يطمئنون على وضوء ولا صلاة من استشراء التلوث.

فالحمامات وما أدراك ما الحمامات تنقل الأمراض لعدم النظافة أولاً، ولقلة عددها مقارنة بأعداد المسافرين ثانياً، ثم ثالثاً وهو الأهم أنها لا تناسب صحة كل المسافرين، خاصة أن منهم من يعجز عن استخدام الحمامات (البلدي) الأرضية لآلام في الساقين أوالظهر أو زيادة الوزن، فلماذا لا تشترط مواصفات لهذه المرافق، وكثيراً من الشكاوى سمعها القائمون على خدمة الزائرين، وهو ما أكده السيد عبدالوهاب فقيه، وسمع الكثير والكثير وتألم لمواقف صعبة ومحزنة جراء تردي مستوى تلك الاستراحات وحماماتها وسوء أوضاع أماكن الوضوء والصلاة.

ومما قاله السيد عبدالوهاب إن كبار السن من الحجاج والمعتمرين وذوي الاحتياجات الخاصة من الرجال والنساء لابد لهم من حمامات (أفرنجي) وروى لي أنه شاهد امرأة مسنة تبكي لما حدث لها جراء عجزها عن استخدام الحمامات (البلدي) وعدم وجود (الأفرنجي)، وحبذا لو تم عمل أعداد منها في الاستراحات ولو بأجر رمزي لاستخدمها.

إن مظهر العاملين ولا مبالاتهم بنظافتهم ولا حسن مظهرهم يدل على أن هؤلاء لا يعرفون للنظافة معنى، والذي يثير الخوف من تلك الاستراحات أسراب الذباب، داخل المطاعم والغريب أن ذلك لا يحرك ساكناً من العاملين فيها، ولذلك يرفض الكثير من تناول الأكل بسبب ما يرونه، وكما يقول المثل (العين تأكل قبل الفم) فأين الشروط الصحية للمطاعم على الطرق.. وإذا انتظرنا من أصحابها عمل شيء فلن يعملوا ولن يطوروا، وهم ما شاء الله يربحون ويتكسبون.

إن الاستراحات على الطرق قطاع مهم وتقدم خدمات أساسية للمسافرين ولا يجب تركها بهذا الشكل المزري، والشكر للسيد عبدالوهاب فقيه على ما طرحه من ملاحظات لعلها تصل إلى أسماع المسؤولين وهو موضوع يستحق أن يجد طريقه إلى واقع أكثر تطوراً، وخدمات الطرق ليست مجرد حوش بأربع جدران، ملحق بمحطة بنزين وعدد قليل من العمال لا ينتبهون لسوء مظهرهم وسوء المكان، ولا يريد أصحابها أن ينفقوا على تطوير نشاط هو مصدر رزقهم ويعكس صورة البلد، فله تخضع الشركات للرقابة البلدية والصحية وهل يخبرونا عن حجم المخالفات إذا كانت عليها رقابة فعلاً، أم أنها بعيدة عليهم ولا تستحق سلامة آلاف المسافرين يومياً وراحتهم شيئاً من الرقابة والاهتمام؟.

إن الموضوع أصبح يتعلق بمفهوم السياحة، ولو أن الاستراحات خضعت لإشراف الهيئة العليا للسياحة فقط ووضعت لها نظاماً ومعايير وشروطاً وطرحتها للاستثمار وتوحدت جهات الإشراف، لأنقذنا صورة بلادنا في أمور بسيطة لكن لا يستهان بها، لأن الطرق واجهة أخرى ليست في تطورها فقط، وإنما في الخدمات المقترنة بها من حيث المواصفات والتنوع والأسعار، فهل نجد ذلك قريباً؟

حكمة: ما لا يدرك جله لا يترك كله.

 

استراحات الطرق.. ترضي من؟!
مصطفى محمد كتوعة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة