عبر كتابه الجديد.. الثقافية الورقية.. يقول الأديب حمد القاضي: سيبقى الحرف المطبوع والكتاب المقروء، لأن الكتابة هي الحقيقة الأبقى ولقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد هذه الحقيقة {وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ} سورة الإسراء (93)، فضلا عن الارتباط الوجداني بالكتاب الورقي إحساساً وعناقاً والتصاقاً.

يروى أن الخليفة هارون الرشيد دخل على ابنه المأمون وبين يديه كتاب يطالع فيه فسأله الرشيد: ما الذي بيدك فقال المأمون وهو أحد عشاق الكتاب الذين يعرفون قيمته وجدواه: (بعض ما تشحذ به الفطنة ويؤنس به من الوحشة).وتحت عنوان «القراءة وأثر الوسائل الإعلامية الحديثة..

يقول الأستاذ القاضي:

نعم وسائط المعرفة الحديثة في زمن ثورة الاتصالات والشبكات العنكبوتية والقنوات القضائية لها تأثير في صرف بعض الأحداق عن الكتاب والكلمة المطبوعة لكن في ظني ليس هناك شيء يلغي شيئاً فثقافة الإنترنت مهمة، ولكن الكلمة المكتوبة ستبقى، وثقافة الفضائية لا تنفي ثقافة الكلمة المقروءة، إن كل واحد في تقديري يكمل الآخر.

إن ميدان التنافس هو أن تقدم شيئاً يستحق المتابعة سواء أكان مقروءاً أم مشاهداً أم مسموعاً، ففي ميدان القراءة قدم كتاباً جيداً وسوف تجد له قراء ومتابعين كثر، وليس أدل على ذلك من كتاب «حياة في الإدارة» للدكتور غازي القصيبي فقد حقق أكبر نسبة مبيعات على الرغم من طباعته في عصر الإنترنت والفضائيات، وكذا كتاب «أي بني» للدكتور عبد العزيز الخويطر الذي وزع منه الكثير، وكتاب الداعية عائض القرني (لا تحزن) الذي وزع في داخل المملكة وخارجها بأعداد كبيرة جداً وغيرها كثير.إنني من متابعة ميدانية وليس من منطلق عاطفي أقول إن الكتاب الجيد والكلمة المكتوبة سوف يبقيان، وليس هناك شيء يأخذ مكامن شيء.وتبقى ميزة للكتاب أنه لا يحتاج إلى أجهزة وأسلاك وكهرباء، وتستطيع أن تقرأه وأنت قائم أو قاعد أو مستلق، وتستطيع كفاك وعيناك أن تحتضنه وأنت في الأرض أو في السماء.