Friday  07/10/2011/2011 Issue 14253

الجمعة 09 ذو القعدة 1432  العدد  14253

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

بريدة تودع أحد رواد الإعلام فيها
صالح الصقعبي

رجوع

 

ليست هذه هي المرة الأول التي تعصف رياح الحيرة بقلمي وتحيله إلى تائه أضاع الطريق، يقلب عينيه في كل اتجاه عله يلمح ما يرشده إلى غايته ومبتغاه..

بكل تأكيد أن لحظة التيه تلك ليست نتيجة لعدم أهمية الهدف الذي خرج لأجله ذلك التائه، بل العكس قد يكون أكثر قرباً للحقيقة وهذا ما عانى ويعاني منه قلمي عند محاولة الكتابة عن ما هو أكثر التصاقاً بروحي وعقلي خاصة عندما تكون الأحرف التي أطالبها بالسباحة فوق أمواج الورق تنعي عزيزاً غاب عن المشهد في الوقت الذي لا تزال أصداء كلماته وضحكاته تملأ المكان، بل تحيط به من جهاته الأربع.. رسالة مقتضبة من أحد الأقارب وردت على هاتفي المحمول صباحاً تفيد بانتقال الأستاذ صالح السالم الدبيب إلى دار البقاء بعد أزمة قلبية مفاجئة لم تمهله طويلاً.

مشاهد عديدة بدأت تملأ الذاكرة.. بعد امتصاص الصدمة الأولى مستعيناً بالإيمان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وأن الموت مصير كل حي ولا يمكن الفرار من ما هو ملاقيك؟.. أخذت أردد الدعاء تلو الدعاء لفقيد الإعلام والعطاء.. مع كل مشهد من مشاهد النبل التي كانت إحدى سمات (أبو عبدالحميد) لم أستطع أن أبعد محياه بالباسم وهمساته الرقيقة المشعة بالسماح عن ذاكرتي طيلة أسبوع كامل خلاله استعنت بالإكثار من الحديث عنه رحمة الله لمن حولي كمحاولة أولى لتوطين العين لعدم رؤيته مرة أخرى ولتحقيق هدف آخر، وهو استفزاز القلم عله ينقل تلك الحشرجات التي أخذت تعيق أنفاسي خارج ذاتي.. قد يكون الورق أكبر قدرة على الاحتمال من الأنفس المنكسرة.. التي تستجمع كل ما لديها من مخزون معرفي للهروب إلى الأمام وتجاوز لحظات الحزن إلى ما هو أكثر نفعاً وبقاءً وهي الأعمال التي ستبقى تحرك الألسن بالدعاء لفاعلها بالرحمة في كل لحظة تعبر الذاكرة أو تلمحها العين.. وصالح الدبيب -رحمة الله- عرفه أهل القصيم قاطبة من خلال العديد من الأعمال التلفزيونية التي قدمها من خلال شاشة تلفزيون القصيم في التسعينات الهجرية أي عام 1390هـ ولمدة عشر سنوات تقريباً ومن ثم أصبح يقدم عبر القناة الأولى عدداً من البرامج والتقارير الإخبارية عن منطقة القصيم وقبل ذلك وبعده كان رحمه الله من أوائل مندوبي جريدة الجزيرة في بريدة.

ومع هذا لم يكن غائباً عن ساحات الحراك الشبابي في بريدة، حيث كان له العديد من الإسهامات في نادي الأهلي سابقاً ومن ثم الرائد فضلاً عن مواقفه الإنسانية الصادقة من خلال عمله الرسمي بإمارة منطقة القصيم مديراً لخدمات المنطقة؛ وأعتقد أن هذا هو آخر منصب تقلده قبل تقاعده.. أريد أن أقف على أكبر قدر ممكن من ملامح شخصية هذا الرجل الذي ودعته بريدة عصر يوم السبت الموافق 19ـ10ـ1432هـ بما عهد من أهلها من وفاء، فقد كان الجمع كبيراً والفقيد عزيزاً والوطن وفيّاً.. هكذا يمكن أن ألمح لذاك المشهد المهيب الذي ودع به أهالي بريدة رائداً من رواد الإعلام في القصيم ورمزاً من رموزه لن أمل من الحديث عن حجم العطاء الذي قدمه هذا الراحل؛ ولكن العزاء بأن الغرس الخير يبقى ويثمر ويشمخ عبر الأجيال، ولكن يبقى شيئاً واحداً لن تراه عيناي بعد اليوم وهو ذاك الظل الخفيف والبسمة الصافية لنظراته المشحونة بالود والصدق التي كان يقابل فيها صالح الدبيب كل من يعرفه ومن لا يعرفه.. رحمك الله رحمة واسعة يا أبا عبدالحميد وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة