Friday  07/10/2011/2011 Issue 14253

الجمعة 09 ذو القعدة 1432  العدد  14253

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

هذه الكلمة العامية لا أعرف متى تم استخدامها ، ولا حدود جغرافية استخدامها وإن كان هناك في بعض البلدان ما يشابهها دلالة ومعنى مثل «وأنا مالي» وهذه الجملة الصغيرة تنم عن سلبية قائلها وتخليه عن مسؤوليته تجاه ما يدور حوله بحكم عدم اختصاصه وعلاقته بالموضوع.

والسلبيون في المجتمع يحفظون هذه الجملة وهي جوابهم الدائم لكل المواقف التي تمر بهم ويطلب فيها مشاركتهم قولاً أو عملاً لإزالة لبس أو مساعدة في دفع أذى أو جلب منفعة وتقديم مصلحة.

والسلبيون في كل مجتمع وفي كل مكان وكل زمان وفي مختلف الطبقات والفئات نساءً ورجالاً صغاراً وكباراً والأدهى من ذلك أن السلبية مع الأسف لا تورث فحسب بل إنها تعلم فالرجل السلبي والمرأة السلبية يغرسون في أبنائهم الأنانية وحب الذات والسلبية المقيتة بتعليمهم كلمات محددة «وش دخلك»، «لا تتلقف»، «منتب ملزوم» وإذا كان الأب حاذقاً في السلبية فلا بأس من أن يطعم ويزيد في تعليمه السلبية بكلمات وأمثال مأثورة في السلبية «كل شاة معلقة بكرعانها»!!

وهؤلاء السلبيون لا يكتفون بسلبيتهم في مجتمعهم ومع أهلهم وزملائهم بل ويتذمرون ويتأففون حينما يجدون إنساناً خدوماً لأهله ومعارفه ومجتمعه ويصفونه بالسذاجة وكل معروف يسمعون به وكأنه قد قطع من أجسادهم فهم لا يحمدون معروفاً فضلاً عن أن يقدموه ويزيد هؤلاء السلبيون في «الصفاقة» حينما يكونون هم من يطلب المساعدة والمعروف من الناس دائماً ويتذمرون حينما لا يتسنى لهم تحقيق مطالبهم!

لقد جاءت تعاليم ديننا الحنيف وحفلت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بالعديد من النصوص التي تضافرت على الحث على عمل الخير والإحسان إلى الناس قولاً وعملاً وكانت أبواب الخير والإحسان إلى الناس قولاً وعملاً وكانت أبواب الخير مدعاة لمحبة الله سبحانه وتعالى ومن ثم محبة خلقه بل إنها كانت سبباً في النجاة من النار ودخول الجنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لله عباداً اختصهم الله سبحانه وتعالى بقضاء حوائج الناس أولئك هم الآمنون.... الحديث) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) وفي السعي في حاجة اليتيم والأرامل وذوي الحاجة وتفريج كربهم آيات وأحاديث عديدة لا يتسع المقام لذكرها جميعاً.

إن داء السلبية إذا ورثه وتعلمه الابن من والديه فإنه سيكون وبالاً على أسرته وعلى نفسه لأن دائرة الإيجابية تتسع ودائرة السلبية تضيق حتى تكون مع الأسف هي أنموذج العلاقة بين أفراد الأسرة ولقد حدثني أحد الإخوة عن جماعة من الناس اتصفوا بالسلبية وانتهى بهم الأمر إلى المشاكل العائلية فيما بين الإخوة على أمور بسيطة جدَّاً نتيجة لأنهم دأبو على السلبية والأنانية وحب الذات!!

إن السلبية داء مقيت لأصحاب النفوس المريضة الذين لا يكترثون بمن حولهم شعارهم الدائم (وش كاري) و(الأمر ما يخصني) لا يدفعون أذى ولا يقدمون معروفاً ولا يعينون ذوي حاجة همهم الأول والأخير أنفسهم لا يعرفون عمل الخير والتطوع والإحسان وهؤلاء بلا شك محرومون من الأجر العظيم ومحرومون من محبة الناس التي هي في الأساس من محبة الله -عز وجل- لأن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبداً حبب إليه خلقه وأقول مذكراً «الكلمة الطيبة صدقة».

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
«وش كاري»
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة