Sunday  09/10/2011/2011 Issue 14255

الأحد 11 ذو القعدة 1432  العدد  14255

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

قيام المجلس الوطني السوري المعارض خطوة تشكل بارقة أمل حقيقية لإسقاط نظام الأسد القمعي، وتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني البغيض. ومثلما يدير الإيرانيون نجيب ميقاتي وحكومته في بيروت من خلال حزب الله، يبدو أن دمشق ورئيسها تسعى إلى المصير نفسه، ليدير الإيرانيون الأسد كما يديرون ميقاتي. إيران يهمها أن يبقى الأسد، ولكن الأفضل بالنسبة لها أن يبقى ضعيفاً متضعضعاً ومعزولاً، يعتمد عليها؛ بحيث يكون بُعده عنها يعني السقوط الحتمي. أسطورة الأسد، المستقل والقوي والعنيف، ودولة المخابرات، والخوف، انتهت إلى الأبد؛ وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء؛ والأيام حبلى بالكثير من المفاجآت.

وفي تقديري أن المجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة في اسطنبول، ونال شبه إجماع من كافة قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج لن يواجه في نهاية المطاف نظام الأسد فحسب، ولكن نظام الملالي في إيران في النهاية. النظام السوري -شاء أم أبى- سيجد نفسه شيئاً فشيئاً يرتمي في الأحضان الإيرانية؛ ومع الحصار، وبالذات الحصار الاقتصادي، ونفاد مخزونه من العملات الصعبة بسبب الحصار، لن يجد سبيلاً للبقاء، وتمويل متطلبات مواجهة الانتفاضة المالية، إلا بالاعتماد الكامل على طهران. الإيرانيون سيجدونها فرصة سانحة لتكريس وجودهم ومصالحهم في توجيه قرارات سوريا، وتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية، الممتدة من أواسط آسيا حتى شواطئ المتوسط.

وجود الإيرانيين في مواجهة الانتفاضة السورية هي أصعب ما سوف يواجه المجلس الوطني السوري في المستقبل. وهي (العقدة) التي ربما تنهك المعارضة في الشهور القادمة كثيراً. بشار الأسد ونظامه لم يعد كما كان، وسيضعف أكثر بكل تأكيد مستقبلاً؛ لكن سيحل محله نظاماً إيرانياً شرساً، سيعض على مكتسباته على الأرض السورية بالنواجذ، ولن يفرط فيها مهما كانت التضحيات. وهذا ما يجب أن يُجهّز له السوريون في المجلس الوطني السوري أنفسهم من الآن.

ولا أجد بداً من القول إن دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، وكذلك الأردن، وتركيا إلى حد ما، ليس أمامهم مجتمعين إلا احتضان هذا المجلس الوليد، ودعمه مادياً ومعنوياً، وكذلك في المحافل الدولية، وبذل كل ما يمكن بذله لجعله حاضراً وقوياً، يؤدي مهمته على أفضل وجه؛ فالقضية لم تعد مسألة سورية (داخلية) تخص السوريين وحدهم، وإنما اتخذت أبعاداً إقليمية وإستراتيجية تجعل من الضرورة التعامل مع هذه الأزمة بأبعادها بجدية، مهما كانت المخاطر التي تكتنفها؛ فالقضية لا تقبل التهاون ولا التخاذل ولا التردد؛ بقاء نظام الأسد مجرد واجهة لملالي إيران، كما يتجه الوضع إليه الآن، يعني أن الاحتلال الإيراني لسوريا سيصبح حقيقة واقعة، وسوف يتكرس أكثر، كما هو وضع العراق الآن، حيث تتخذ القرارات في طهران، وتنفذ في بغداد، وليس الساسة العراقيون في الداخل العراقي إلا كالدمى في مسرح العرايس؛ كما أن وضع لبنان في عهد ميقاتي (دمية حزب الله) ليس عن وضع العراق ببعيد. أن تبسط إيران نفوذها على سوريا إضافة إلى العراق وكذلك لبنان، قضية في منتهى الخطورة، ولا خيار إلا دعم هذا المجلس وتقويته وتفعيله وفرضه كبديل حقيقي للنظام السوري الآيل للسقوط، مهما كان الثمن.

ومرة أخرى القضية لا تحتمل إلا المبادرة، بل قد تصل إلى مرحلة نكون أو لا نكون؛ سيما وأن إيران إذا بسطت نفوذها على سوريا والعراق وكذلك لبنان، أصبحت في المنطقة قوة سيتعامل معها الجميع، (الشرق والغرب) معاً كأمر واقع. المجلس الوطني السوري هو الأمل؛ ليس لإنقاذ السوريين من نظامهم الظالم فحسب، وإنما لكبح جماح طموح ملالي إيران في المنطقة.

إلى اللقاء.

 

شيء من
المجلس الوليد وضرورة الدعم
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة