Wednesday  11/10/2011/2011 Issue 14257

الثلاثاء 13 ذو القعدة 1432  العدد  14257

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

المشكلة التي ندفع وسندفع ما يترتب على آثارها، أن البعض يتلاعب بالكلمات، ولا يسمي الأمور بمسمياتها، ويُصّدر العبارات التي يظن أنها تنصب فيما يدعيه من عقلانية وقدرة على تقبل الرأي وما يخالفه، فيعطي بتمييعه للأمور صورة عن حدث ما أو جانب ما تبتعد في أذهان الناس عن حقيقتها.

وما يزيد الأمر سوءاً أنه بهذا التهاون وعدم الوضوح يُعين أصحاب القلوب المريضة على التمادي فيما يحدثونه من أمور لا نقبلها وهم يتأكدون من حجم ردود الفعل التي يمكن أن يُواجهوا بها، ومع الوقت يكون واقع تغييره أو إصلاحه سيتطلب جهداُ ووقتاً يفوق ما يتطلبه لو أننا لم نتلاعب بالكلمات ووصفنا الأمور والأشخاص بما هم عليه حقيقة..

الوطن للجميع.. عبارة تردد دائماً، وهي إحدى العبارات الصحيحة، فالوطن لجميع أبنائه، بمختلف مشاربهم وأطيافهم، لكنها قد تكون من العبارات المضللة التي تفاقم الشر في نفوس أهله، وتفرض على أهل الخير تقبلهم في أي صورة كانوا، حتى لو كانت أهدافهم زعزعة أمن هذا الوطن، وتفكيكه وبيعه لدول يوالونها، لكنني أقولها بفم مليان، وصوت لا تكسره تقية أو نفاق، إن الوطن ليس للجميع، بل الوطن لأبنائه الذين يفهمون معنى الوطن، ويضعون الوطن في وجدانهم وفي ضمائرهم، ويقدمونه حتى على ما يظنونه متطلباتهم وحاجاتهم، الوطن ليس مطالب تتحقق أو منافع، أو منابر للحوار عنوانها قد أفلح من استعلى، نسمع فيها عذب الكلمات، والتوصيات، ثم نرى في الواقع أفعالاً تتعارض بالكامل مع ما يُصَّدر لنا من عبارات تضللنا عن حقيقة ما تخفيه النفوس..الوطن هو هذا الملاذ الذي تسكن فيه أرواحنا، وإن ضمأت أو جاعت أبداننا.. هو مكان هجوع الروح واستكانتها...

الوطن ليس لمن باع روحه وولائه لغيره، وتلبس بعادات وقناعات غيره، وهو ليس لهذا الذي يتنازل عن كثير من حقوق الوطن وهو يتنطع بمصطلحات تعلمها أو قرأها هنا أو هناك، فركبها ليجعل مكانته ومنفعته وسمعته ورفعته فوق مكانة ومصلحة وسمعة ورفعة الوطن.. الوطن بعبارة أصح ليس لمن خان الوطن، بفعل أو بقول أو بتهاون أو بتخاذل أمام حدث كان يتطلب الصدع بالحق فيه..

ما يريحني أن الله لم يختر هذا البلد لبدء رسالته عبثاً، والله أعلم بما يفعله الرجال عندما يأتي وقت الرجال.. فلينتبه كل من أراد أن يعبث بأمن هذا الوطن.. والله المستعان...

naderalkalbani@hotmail.com
 

الوطن ليس للجميع
نادر سالم الكلباني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة