Friday  14/10/2011/2011 Issue 14260

الجمعة 16 ذو القعدة 1432  العدد  14260

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

والده ألهمه وتعليم القصيم حافظ على موهبته ومجمع سلطان ببريدة أطلق قدراته
الطالب الطرباق من التعارك مع طوابير النمل وتفكيك اللُّعب إلى الوسام الذهبي بسلوفاكيا

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بريدة - سلطان المهوس

منذ طفولته كان شغوفاً باستكشاف خفايا الظاهر، والنبش دوماً فيما تتملكه يده، دون السؤال عن قيمة هذا الشيء أو طبيعته، المهم عنده أن يتقازم هذا المجهول أمامه ويتبعثر أشتاتاً ليجد نفسه التواقة إلى أن تُعمِل الفارق وتصنع الرغبة. وقد حضرت بنهم إبداعي، وكأنه يعيد ساعة الزمن ثانية ثانية! لتتشكل الصورة مرة أخرى، وكأن شيئاً لم يكن. البداية كانت عندما تريد والدته أن تتفقده وتطمئن عليه قبل النوم وهو في غرفته (مملكته)، في منزل أسرته، فما إن يتوارب الباب حتى تطالع والدته ما كانت تظنها الفوضى في كل أجزاء الغرفة؛ ليهولها هذا العبث الذي يعانيه ابنها؛ لتحمل في ذهنها همًّا وقلقاً تجاه ما يعانيه طفلها من جنوح إلى التخريب كما كان يُظن، إلا أن التجلي بان، واستطلع الوالِدَان بتفهم ووعي ما كان عليه ابنهم؛ ليدركا أن ما ظناه عبثاً وتخريباً ولعباً لأجل اللعب فقط في شخصية ابنهما ما هو إلا مرجل يغلي في قطار الإبداع والابتكار، وما تلك الفوضى التي يضعها ابنهما مع أي قطعة تتملكها يداه بالتفكيك والبعثرة إلا إرهاصات نبوغ وتمرد على السائد، ومحاولات جادة وبريئة تعصف بصغير يريد التغيير، ولا يستكين للجمود والرقابة.

وتطور العبث الإبداعي عند هذا الصغير إلى الملاحقة المجنونة لطوابير النمل؛ ليلتقط منها نملة يقوم بتعريتها تحت عدسة المجهر؛ من أجل إشباع النهم والاطلاع على الدقائق والتفاصيل قبل كل شيء، كذلك لا يمكن إغفال المعارك الشرسة مع البعوض واصطياده لبعضها؛ كي تنال حظها من الانصياع والخضوع تحت مجهر هذا الصغير، الذي لا يدع شاردة ولا واردة إلا واقتحمها.

وفي قادم الأيام تشكل الشاهد، وارتسمت الجدارية الإبداعية؛ ليحقق ابنهم الوسام الذهبي بمعرض EXPO بدولة سلوفاكيا ودبلوم التكنولوجيا البيئية نظير ابتكاره الإبداعي (المنقذ الذكي)The Smart Saviar ممثلاً من خلاله الوطن وشبابه.

هذه صورة تم التقاطها من بعيد لحياة الطالب الموهوب عبد الله بن أحمد الطرباق الدارس في الصف الأول ثانوي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة، تم التقاطها له وهو يخطو بزهو وفخر حاملاً بين يديه صندوقاً خشبياً احتوى اختراعه الفريد، متوشحاً بوسام ذهبي جلله كتاج على رأس كل سعودي. صورة ملتقطة لعبد الله وهو يحلق في سماء الوطن؛ ليحط الرحال في مطار الملك خالد الدولي قادماً من دولة سلوفاكيا مؤتزراً النجاح والإبداع والتفوق. وما إن تمسك بيدك تلك الصورة وتتحسس مكنونها حتى تنطق بلسانه لتقول بدايتي يا أخي: كانت بالتجريب والإقدام والمجابهة للتعلم والاستفادة. الطالب عبد الله الطرباق، الذي نال الوسام الذهبي بسلوفاكيا وحاز دبلوم التكنولوجيا البيئية بعد أن شارك في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسار (ابتكار)، الذي تشرف عليه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين (موهبة) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تحدث عن نفسه، ومراحل تدرجه في عالم النبوغ والتفوق بعد طول تمنع، وقال: دراستي كانت من خلال ابتدائية أبي موسى الأشعري حتى السنة الرابعة، ومن ثم انتقلت إلى مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة، وأنا الآن أدرس في القسم الثانوي في السنة الأولى، وقد حققت هذا الإنجاز في نهاية المرحلة المتوسطة، كما أنني وجدت نفسي ممثلاً للمملكة وأنا في الصف السادس ابتدائي خلال مؤتمر الأطفال العرب بالأردن، برعاية من قِبل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بعد أن اقتحمت عالم الإذاعة المدرسية، والأنشطة الطلابية, وشاركت في أُسَر النشاط الطلابي في المدارس، ووجدت الفرصة من جميع المعلمين في تعزيز الموهبة وزرع روح الثقة التي انعكست إيجاباً على تحصيلي العلمي. وبتوفيق من الله صرتُ متميزاً متفوقاً في تحصيلي العلمي والمعرفي, إضافة إلى مشاركاتي المتعددة في محافل المدرسة الطلابية ومناسبات الإدارة على مستوى المنطقة، سواء بالتقديم أو العرض أو الإلقاء؛ ما جعلني أستكشف نفسي وأعزز فيها بذرة التميز والإبداع، وذلك بعد جهود أساتذتي الكرام خلال مراحل حياتي الدراسية بدءاً من الخامس الابتدائي. ولا أنسى مهارة العصف الذهني التي كانت محببة لنفسي حينما كان معلم مادة العلوم في الصف الأول متوسط يستحثنا على إيجاد الحلول والطرق التي تفعل تشغيل الدائرة الكهربائية في تجارب مادة العلوم؛ لأجد نفسي ميالة لإيجاد أنجع الحلول وأقصرها وأقلها تكلفوتعقيداً. إلهام والدي حفزني للابتكار، وكذلك تأثري بوالدي الذي رأس قسم التجهيزات والمساندة بمجلس التدريب التقني التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالقصيم, واصطحابه لي في كثير من المعارض وورش العمل والتجهيز في كثير من اللقاءات والندوات المهنية والتقنية، حتى استطعت أن أصل إلى ابتكار دائرة كهربائية معينة, يتم من خلالها إرسال إشارة تنبيه بوجود حريق عن طريق الاتصال المباشر على جوال الشخص المستفيد من هذا الابتكار؛ ليتسنى له التعرف على حال منزله أو متجره أو مكتبه في أي وقت وتحت أي ظرف عن طريق بعث رسالة اتصال مباشرة على الهاتف المحمول.

الطالب عبد الله الطرباق قدَّم شكره والسعادة تغمره بهذا الإنجاز الوطني الكبير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما يجده ميدان التربية والتعليم من عناية واهتمام جعلا منه ومن زملائه مؤملين بتشريف وتمثيل تستحقه مثل هذه القامات الكبيرة. مجزياً التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود على الجهود الكبيرة والحثيثة المستمرة من قِبلهما تجاه المنطقة وتعليمها. كما أن العناية والاهتمام من قِبل المدير العام للتربية والتعليم بالقصيم الدكتور عبد الله الركيان وإدارة النشاط الطلابي ممثلة بقسم النشاط العلمي بإشراف مدير الإدارة الأستاذ يوسف الضالع ومتابعة الأستاذ عبد الله الثبيتي كان لهما الأثر البالغ في إبراز وتنمية موهبة الطالب عبد الله الطرباق ووصوله إلى مراتب متقدمة على المستوى المحلي والعربي والدولي.

وفي نهاية حديثه لم ينس الطالب الطرباق أن يبعث بقبلات التقدير والاحترام لمقام والده ووالدته اللذين ساعداه منذ البداية، وتعرفا على ميوله ورغباته، وأشبعاها بالمفيد والصالح حتى استطاع السير على الطريق الصحيح في خدمة بلده وتشريفه.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة