Friday  14/10/2011/2011 Issue 14260

الجمعة 16 ذو القعدة 1432  العدد  14260

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

صندوق الحكايات
التلميذ والطريق المظلم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان أحد تلاميذ الحكيم زينو دائم الشكوى من كل شيء حتى ابتعد عنه الناس فشكا أمره لزينو وقال له إن الناس يغارون منه ويحقدون عليه وهنا طلب الحكيم منه أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلا لطريق مظلم، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الأخرى، تعجب الشاب وسأل الحكيم لماذا أسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطريق الأخرى التي بها نور!

فلم يرد الحكيم على سؤاله بل كرر نفس الجملة التي قالها من قبل «سر في هذا الطريق وسأقابلك في الناحية الأخرى ثم تركه بمفرده! وبدأ الشاب في السير وقد كان الطريق فعلا مظلما لا يستطيع أن يرى أي شيء على الإطلاق حتى يديه أو أين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويسأل: لماذا أسلك هذا الطريق؟ هل هذا امتحان أم أن الحكيم كبر في السن وأصبح لا يعرف ما يقول؟

وأثناء ما كان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط فأخذ يصرخ من الألم والغضب، ابتعد عن المكان واتجه لمكان آخر ولكنه لم يعرف من أين أتى وأصبح في حيرة من أمره فسار في الاتجاه المعاكس وهو يشعر بالغضب تجاه الحكيم ويفكر في كل السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه في حائط آخر فصرخ وبدأ يسب الحكيم ويلومه على ما فعل به وسلك طريقا آخر وهو يكلم نفسه كلاما سلبيا ويسب الحكيم ويلومه وأيضا يلوم نفسه على أنه سمع كلام هذا المعتوه، فسقط في حفرة عميقة فصرخ من المفاجأة والألم وبغضب شديد راح يسب الحكيم وهو يحاول أن يخرج نفسه من الحفرة فلم يستطع فبكى من وضعه وشعر بالضياع والخوف وأغمي عليه.

وعندما أفاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة من الذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الأمل وظل في مكانه، وبعد فترة من الزمان وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة وجاء الشخص أمامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعده للخروج من الحفرة وصحبه لخارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم وسأله «أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك»، ولم يرد الحكيم فكرر الشاب السؤال وهو غاضب، فرد زينو بسؤال: مالذي تعلمته من تجربتك؟ فرد الشاب بغضب وقال: «أنه لا يجب علي أن أسمع كلام أحد أو أثق بأحد بعد اليوم» فمشى الحكيم ولم يتكلم أو يجبه وهنا وقف الشاب أمامه وقال: «أعرف أن هناك درسا لما حدث وأرجو أن تعذرني لأنني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فأرجو منك أن تعلمني وتنصحني».

وهنا قال الحكيم: «هذا هو ما تعلمت أيها الشاب..إن أسلوبك الأخير هو السبب الذي جعلني أرد عليك لأنه كان أسلوبا مهذبا وإيجابيا وله هدف تستفيد منه أما عن الطريق المظلم الذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية والحائط الذي اصطدمت ليس إلا نتيجة أفكارك السلبية، والحفرة التي وقعت فيها أيضا نتيجة لأفكارك السلبية فاقترب الحكيم من الشاب ونظر في عينيه وقال: «هذا هو التفكير السلبي أيها الشاب يجعل الإنسان لا يرى الطرق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجا يصطدم بكل ما يؤلمه ويجعله يشعر بالضياع والفشل والألم والغضب وكل شيء سلبي ينجذب إليه من نوع أفكاره لذلك إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف» أن في داخلك يعيش ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية وعندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك».

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة