Friday  14/10/2011/2011 Issue 14260

الجمعة 16 ذو القعدة 1432  العدد  14260

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

كفى مجاملة لنظام الإرهاب في إيران

 

بعد الكشف عن المؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وتفجير السفارة السعودية في أمريكا، والقبض على المكلف الرئيسي بتنفيذ المؤامرة التي أكدت الأجهزة القضائية والأمنية الأمريكية، وبأدلة لا لبس فيها، أن النظام الإيراني ممثلاً بالحرس الثوري عبر ذراعه الإرهابية و(فيلق القدس) المخصص للقيام بالعمليات الإرهابية خارج إيران ضالعٌ فيها، لم يعد السكوت على أفعال النظام الإيراني الشريرة مقبولاً، وبخاصة الموجَّهة للدول العربية المجاورة التي كانت (تجامل) هذا النظام رغم تأكد تورطه في العديد من الأعمال المنافية للأعراف الدولية والجيرة وحتى الأخلاق الإسلامية؛ فمنذ وصول نظام الملالي إلى سدة الحكم في إيران وحجم المؤامرات والتدخلات المشينة في الشؤون العربية الداخلية في تصاعد.

الدول العربية، وبخاصة دول الخليج العربي، تعاملت مع هذه الخروقات بكثير من الصبر وضبط النفس وتغليب مبدأ توطيد الصداقة والجيرة الحسنة، إلا أن النظام الحاكم في إيران اعتبر نبل الأخلاق والتعامل الحسن من قِبل العرب نوعاً من الضعف والوقوع في فخ الابتزاز تجنباً لقيام عملاء إيران بأعمال إرهابية. وقد تواصلت هذه العمليات التي نُفِّذت في جميع الدول العربية المجاورة، وبخاصة في دول الخليج العربي، وحتى في أهم وأقدس الأماكن والمناسبات؛ فجميعنا لا ينسى ما فعله الإيرانيون في مواسم الحج من تسيير للمظاهرات ومحاولة القيام بتفجيرات عبر عملاء لهم من حملة الجنسية الكويتية أصحاب الأصول الإيرانية، وصدام رجال الباسيج المرسلين ضمن الحجاج الإيرانيين مع أجهزة الأمن السعودية في موسم الحج، ومحاولتهم اقتحام المسجد الحرام، إضافة إلى ضلوعهم في التخطيط للعديد من العمليات الإرهابية، ومنها جريمة إسكان الخبر، وتجنيد المخربين في الكويت والبحرين والسعودية، فضلاً عن أعمالهم الإجرامية في العراق ولبنان واليمن.

كل هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية الصرفة والموجَّهة لدول الخليج العربي تفرض على هذه الدول أن تكف عن (مجاملة) هذا النظام الفاسد، وإلا أفسحنا المجال أمام مخربيه لتحقيق مخططاتهم التي لا تقف في إقامة جيوب طائفية مثلما فعلوا في العراق ولبنان وما أرادوا فعله في اليمن والبحرين، بل يعملون دون كلل لإقامة إمبراطوريتهم الطائفية التي لها امتداداتها عبر ما يُسمَّى بوكلاء ولي الفقيه.

مخطط ملالي إيران لم يَعُدْ خافياً على أحد، وأفعالهم الإجرامية والإرهابية تجعل من المستحيل أن تغض الدول الطرف عن أفعالهم. وبما أنه لا مجال للمجاملة في العلاقات الدولية، خاصة إذا جاءت على حساب المصلحة القومية العليا، فإن المطلوب مواجهة جرائم نظام ملالي طهران بما تستحقه من الحزم والحسم، والمملكة العربية السعودية قادرة - بعون الله - ثم بتماسك شعبها وإمكانياتها العسكرية ومكانتها الدولية على التصدي لهذا الاستهتار والتجاوز الذي يتكرر في كل مناسبة من حكام إيران.

واليوم، السعوديون الذين صبروا طويلاً على انحراف النظام في إيران لم يعودوا يمتلكون صبراً آخر للتغاضي عن أعمالهم الإجرامية التي تتطلب من الجميع - وليس من دول الخليج العربي ولا الدول العربية فحسب - التصدي لها، بل مطلوب من الأسرة الدولية جميعاً الوقوف بحزم في وجه هذا النظام المارق، ليس بالعزل فقط بل بالتخلص من مثل هذا النظام الذي يهدد السلام والأمن الدوليين.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة