Saturday  15/10/2011/2011 Issue 14261

السبت 17 ذو القعدة 1432  العدد  14261

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* حين كان العالــم حزينًا عــلى رحيل «ستيف جوبز» انشغلنا بمصــــيره الأخروي رغم يقيننـــا أن الحكـم على «المعين» بجنة أو نار مرتهنٌ بالنص، وتجاوزنا دروسًا كان يمكن أن نقدمها للشباب عن رجل مات مبكرًا بعدما غير وجهًا مهمًا من وجوه العالم، مع امتلاء حياته بالعثرات والإخفاقات؛ فما وُلد مخمليًا ولا عاش كذلك، ولم يتكئ على إرث أبيه الذي لا يعرفه، أو وجاهة أسرته التي لم ترعه ولا على شهاداته الدراسية التي لم « تُمسترْه أو تدكترْه «، وتضافرت معها وسائط إعلامه « الأميركية « التي سعت لكشف جوانب سوئه السلوكي وتبدلاته الروحية وفصله من عمله؛ ليثبت - بعد ذلك - أن عامًا ناجحًا واحدًا له يعادل لدى سواه أعواما.

* لن نستعرض سيرته؛ فهي أمام من يُهمه استقراءٌ لا من يعيقه استعداء، وليبقى بعضنا محجوبين عن « مدارس « ناجحة لعوامل أدلجة لا تمس أصول الدين الذي يرى الحكمة ضالة المؤمن، وهو مثالٌ لنا من أجل أبنائنا الذين أدخلناهم أنفاق التفوق العلمي حتى صارت الشهادات « الامتيازية والشرفية « مقاصد ولو فسدت الوسائل، وتحسسنا من النماذج الجميلة مهابة أن يُظن بنا ولاء، وما زلنا - في الضفة الأخرى - نتفنن في رسم سيرٍ وعبر ليبدوَ شخوصُها نجومًا في السماء مع أنهم حفاةٌ جفاةٌ على الأرض.

* وثمة حكايتان شبيهتان؛ فحين استشفى الشيخ الإمام عبد الرحمن السعدي في لبنان وجد كتاب « ديل كارنيجي : دع القلق وابدأ الحياة « فراق له واشترى منه نسختين؛ واحدةً لمكتبة الجامع ونسج على الثانية رسالته :» الوسائل المفيدة للحياة السعيدة، وحوسب الشيخ حمد الجاسر عندما نمذج « طه حسين « رمزًا لإرادة النجاح.

* الأمر لا يرتبط بإنسانٍ أو مكان؛ ولا بتقديس أو تدنيس؛ فلكلٍّ وجهةٌ هو موليها، ويبقى الزمان عاملا حاسمًا؛ ففي تأريخنا إشراقات، لكن الشباب يبحثون عن أمثلة يرونها ويشهدون آثارها، وتفاعلُ اليوم مع الأمس كفيلٌ بحل معضلة افتقاد الرموز الذين لا يُلمعهم الإعلام والأتباع.

* جانب من تداعيات أفول قدَريّ؛ ليبقى جانبٌ موازٍ يسهم في أفولٍ بشري؛ فإِشكالُنا في أَشكالنا، ومنها - في قضايا التعليم والتوظيف - مقاييسنا الرقمية المعتمدة على نسبةٍ وتناسب، ولو أنصفنا لوجدنا من لم تعقهم شهادةٌ عن إشادة وسقوطٌ عن صعود وتجاوزاتٌ عن إلزام والتزام.

* نجني على الغد حين نزنُ الكفاءات بالطول والعرض والكتلة والمسافة، وزاملنا أصدقاء لم يطيقوا المتون والشروح؛ فعُدُّوا الأضأل وهم الأفضل، ولو أُنصفوا لخرج من بينهم أكثر من « ستيف جوبز» الذي لوعاش في وطنه لربما باع الخِيار».

* المجدُ بيئةٌ وذات.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

المجد للذات...
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة