Saturday  15/10/2011/2011 Issue 14261

السبت 17 ذو القعدة 1432  العدد  14261

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

تزامن نشر مقالي الأسبوع الماضي؛ «الأموال الإيرانية القذرة ودورها في تمويل الخلايا النائمة» مع إعلان السلطات الأميركية عن إحباط مؤامرة اغتيال السفير عادل الجبير، وتفجير السفارة السعودية في واشنطن. الإدارة الأميركية اتهمت رجلين على صلة بإيران بالضلوع في المؤامرة، ودفعهما مائة ألف دولار لعميل أميركي متخفي بشخصية عضو منتمي لعصابة مخدرات مكسيكية؛ وهي تمثل الدفعة الأولى من القيمة الإجمالية للعملية، البالغة 1.5 مليون دولار.

إيران تمادت في إرهابها ضد دول الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، ونقلته بسذاجة، إلى الساحة الدولية وعلى الأراضي الأميركية، وكأنها تعيد حادثة لوكوربي الإرهابية التي كلفت ليبيا الكثير. غرور إيران، وحقدها على السعودية دفعا فيلق القدس التابع للحرس الثوري بارتكاب أخطاء بدائية توشك أن تطبق على إيران وتُلزمها بسداد فواتير الإرهاب السابقة في الخليج. عمليات تحويل الأموال الإيرانية لتمويل العملية الإرهابية أكدت على تورط فيلق القدس والجيش الثوري، والبنك المركزي الإيراني في دعم وتمويل الإرهاب. الأموال الإيرانية القذرة أخطأت وجهتها هذ المرة فوقعت في أيدي المسؤولين عن تطبيق قانون «مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال» الدولي، المدعوم من الأمم المتحدة، ما يعني مزيداً من العقوبات المالية على البنك المركزي الإيراني، وتوسعاً في التحقيقات المتشعبة التي قد توقع بأطراف خليجية موالية في عمليات تمويل الإرهاب وغسل الأموال. علاقة إيران بعصابات المخدرات المكسيكية، ربما تكشف عن علاقتها بإغراق أسواق دول الخليج بالمخدرات، وبخاصة السوق السعودية، وهو أمر تحدثت عنه في مقالات سابقة!. عملية الاغتيال الفاشلة قد تكون مفتاح كنز المعلومات المهمة التي يبحث عنها المجتمع الدولي ضد إيران، الدولة الداعمة للإرهاب الدولي، والمتسببة في زعزعة أمن المنطقة.

سجل إيران القذر في عمليات الإرهاب، والاغتيالات، يؤكد ممارستها «إرهاب الدولة المنظم»؛ إيران مولت عمليات اغتيال دولية في الأرجنتين، تايلند، ألمانيا، العراق، سوريا وفي بعض دول الخليج؛ وخططت، ودعمت، ومولت عملية الإنقلاب على حكومة مملكة البحرين، وتمول حالياً الجماعات الإرهابية الموالية لها في الخليج. صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية كشفت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن غلام شكوري المتورط في قضية اغتيال السفير عادل الجبير متورطٌ في محاولة الانقلاب الفاشلة في مملكة البحرين ومحاولة إسقاط نظام الحُكْم عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بالتعاون مع أتباعه في البحرين.

الحرس الثوري الإيراني كان خلف تمويل عملية «تفجير الحرم المكي» الفاشلة العام 1986، وهو المسؤول عن أحداث مكة العام 1987، ويُعتقد أن سفارتها في الكويت كانت المسؤولة عن تمويل خلية مكة التي زرعت المتفجرات في أطهر البقاع.. على الرغم من غموض عملية تفجير «مجمع الخبر» العام 1996 إلا أنه يُعتقد أن للحرس الثوري الإيراني اليد الطولى في تمويل وتنفيذ العملية على الأراضي السعودية. إيران خططت ومولت عمليات استهداف شخصيات دينية شيعية خليجية بقصد إثارة الطائفية وزعزعة الأمن؛ واستمرت في تمويل خلاياها النائمة في الخليج بأموال الخمس الذي يأتي بعضه من موالي إيران في الخليج، وأموال تجارة المخدرات التي باتت أحد مصادر التمويل الرئيسة للحرس الثوري الإيراني.

استهداف إيران للسفارة السعودية، والسفير عادل الجبير أكدت على حالة العداء المتأصلة والحقد الدفين الذي يحمله زعماء إيران لدولة الإسلام والمسلمين. العداء الإيراني الأزلي يقوم على أطماع سياسية مُغلفة بغلاف الطائفية لتسهيل عملية تحقيق الأهداف الصفوية في المنطقة، وهي السيطرة على دول الخليج، والعالم العربي باسره. تسعى المرجعية الإيرانية لربط شيعة الخليج والعالم العربي بها لأهداف سياسية صرفة؛ يقوم التغلغل الإيراني في المنطقة على قاعدة المذهب الذي يسخر الأتباع لتحقيق الأهداف السياسية لمصلحة الدولة الصفوية التي تُمارس العُنصرية والقتل المتعمد ضد «شيعة العرب» كما حدث، ويحدث حالياً في العراق. «الشيعة الصفوية» لا علاقة لها بالتشيع الحقيقي، وتتبرأ من الداخل، وتناصب العداء لـ «شيعة العرب» وإن غُمَّ على أتباع المذهب في دول الخليج، فالتُقية الصفوية تُطَبق في أبشع صورها على «شيعة الخليج».

بقي أن أقول أن قوات الحرس الثوري الإيراني (ساباه باسدران)، والتي تشمل قوات الباسيج وفيلق القدس؛ والمسؤولة عن تمويل، وتخطيط، وتنفيذ بعض العمليات الإرهابية في السعودية تتبع مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني، الذي يعتبره أتباع إيران ومواليها المرجعية الدينية والسياسية في المنطقة.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
إيران وتمويل الإرهاب الدولي
فضل بن سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة